أعادت عملية طوفان الأقصى الجدل في إسرائيل بشأن القبة الحديدية، باعتبارها وسيلةً رئيسية يستعملها جيش الاحتلال ضد صواريخ المقاومة الفلسطينية، حيث عزّزت العملية الشكوك بشأن نجاعة هذه المنظومة.
فقد كشفت عملية طوفان الأقصى فجر السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ضعف ما يُعرف بنظام القبة الحديدية، التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي بالموازاة مع الجدار الذكي ضد صواريخ دفاع المقاومة الفلسطينية من قطاع غزة نحو غلاف غزة.
ما هي منظومة القبة الحديدية؟
طورت منظومة القبة الحديدية شركة رافائيل لأنظمة الدفاع المتقدمة في العام 2010، وتم نشرها بالقرب من قطاع غزة منذ العام 2011.
وتهدف هذه المجموعة المتجوّلة من البطاريات والرادارات وحزم الصواريخ إلى اعتراض الصواريخ قصيرة المدى والقذائف المدفعية.
يتم تشغيل القبة الحديدية بواسطة بطاريات دفاع صاروخي يمكنها التصدي لهجمات الصواريخ، على بعد حوالي 40 ميلًا من البطارية، كما أن هذه البطاريات يمكن نقلها حسب الحاجة.
وقد جُهزت كل بطارية برادار كشف وتتبع، ونظام تحكم بالإطلاق و3 قاذفات تحمل كل واحدة عشرين صاروخًا اعتراضيًا.
القبة الحديدية تفشل باعتراض الصواريخ
إلى ذلك، يدّعي الاحتلال الإسرائيلي أن نسبة نجاح اعتراض القبة الحديدية للصواريخ بلغت 90%، على ما تورده وسائل إعلام إسرائيلية.
لكن خبراء عسكريين يرون أن ما حصل يوم السابع من أكتوبر يدحض هذا الادعاء؛ إذ لم تستطع القبة الحديدية التصدّي للعدد الهائل من الصواريخ التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية دفعة واحدة تزامنًا مع إنزال مظلات كانت تحمل عناصر من قوات القسام على ارتفاع منخفض وسط التلال.
وقد شكل في حينه تشتّت رادار القبة في تحديد ما يجري استقباله ارتباكًا واضحًا للمنظومة.
ويُضاف إخفاق آخر لنظام القبة الحديدية هو عدم قدرة رادارها على كشف الصواريخ ذات المسار الحاد، وكذلك قذائف هاون من عيار 120 ملم.
وهذه الأخيرة تتمتع بمستوى عال من الدقة في تحديد الأهداف، واستعملتها المقاومة الفلسطينية في بداية عملية طوفان الأقصى.