الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

"تصرف عدائي".. تركيا تتهم اليونان بـ"التحرش" بمقاتلاتها فوق بحر إيجه

"تصرف عدائي".. تركيا تتهم اليونان بـ"التحرش" بمقاتلاتها فوق بحر إيجه

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تسلط الضوء على التوتر القائم بين تركيا واليونان (الصورة: غيتي)
قالت مصادر في وزارة الدفاع التركية إنّ مقاتلات تركية تعرضت لـ"التحرش" من جانب منظومة دفاع جوي طراز "إس-300" تعود لليونان، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".

عاد التوتر بين تركيا واليونان إلى الواجهة مرة أخرى، حيث تعرضت مقاتلات تركية لـ"التحرش" من جانب منظومة دفاع جوي طراز "إس-300" عائدة لليونان، أثناء قيامها بمهام في بحر إيجه وشرق المتوسط، حسبما أفادت مصادر في وزارة الدفاع التركية.

ونقلت وكالة "الأناضول" عن المصادر قولها اليوم الأحد: إن "الحادثة وقعت يوم 23 أغسطس/ آب بينما كانت المقاتلات تقوم بطلعات في المجال الجوي الدولي فوق بحر إيجه وشرقي المتوسط".

ولفتت المصادر إلى قيام الجانب اليوناني بالتحرش بمقاتلات إف-16 تركية، عبر تتبعها برادار منظومة "إس-300" منصوبة في جزيرة كريت، مشيرة إلى أن المقاتلات التركية واصلت مهامها كما هو مخطط رغم التحرش، وعادت إلى قواعدها سالمة.

وأكدت أن تتبع المقاتلات عبر رادار تعقب الأهداف وتوجيه الصواريخ، يعد دليلًا على تفعيل اليونان لبطاريات إس-300.

"تصرف عدائي"

واعتبرت المصادر أن قيام دولة بتعقب مقاتلات دولة حليفة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) كأهداف معادية عبر الرادارات، يمثل "تصرفًا عدائيًا" وفق قواعد الاشتباك في الناتو.

وشددت على أن اليونان تتصرف بشكل يتعارض مع روح التحالف، وأشارت إلى انتهاج الدول الغربية سياسة مزدوجة بهذا الخصوص.

ووفق الوكالة الرسمية التركية، فقد لفتت المصادر إلى مواقف الولايات المتحدة وبعض أعضاء الناتو الآخرين، إثر تزود تركيا بمنظومة إس-400 الروسية، لتعزيز قدراتها الدفاعية الجوية.

وأشارت إلى أن اليونان، العضو في الناتو، تزودت بالنسخة السابقة من هذه المنظومة قبل 23 عامًا.

العلاقات التركية - اليونانية

ويأتي هذا التوتر، بعد أن قطع البلدان شوطًا متقدمًا من إعادة تحسين العلاقات بينهما، خلال شهر مارس/ آذار الماضي، حيث اجتمع رئيس الوزراء اليوناني بأردوغان في إسطنبول، واتفقا على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بينهما وتحسين العلاقات الثنائية.

وتشهد العلاقات اليونانية التركية توترًا على خلفية الحدود البحرية المشتركة في الحوض الشرقي للبحر المتوسط، وكذلك في المجال الجوي، إضافة إلى الخلاف التركي في جزيرة قبرص المنقسمة بينهما.

واقترب البلدان من المواجهة عام 2020، عندما أرسلت تركيا سفينة حفر إلى مياه البحر المتوسط المتنازع عليها. وخفّت حدة الأزمة بعد أن سحبت أنقرة السفينة واستأنفت الجارتان المحادثات الثنائية في يناير/ كانون الثاني 2021.

"خلافات قديمة"

وفي حديث سابق لـ"العربي"، أشار الكاتب السياسي سمير صالحة، إلى أن الخلافات في التعامل مع مسائل بحر إيجة وترسيم الحدود قديمة، وعمرها حوالي 80 أو 90 عامًا تقريبًا، لافتًا إلى أنه لم يتم العثور حتى الآن على حل ثنائي قانوني تقني مناسب لها.

وأكد أن هذا التوتر سيستمر ما لم يتم العثور على تسوية حقيقية، وسيتضاعف أكثر فأكثر، متحدثًا عن ملفات خلافية جديدة تظهر دائمًا إلى العلن وتدخل على خط الأزمة وتوتير العلاقات بين تركيا واليونان.

وأضاف صالحة أن الموقف التركي واضح تمامًا، من حيث أن هناك اتفاقيات: لوزان 1923 وباريس 1947، وتعهدات مقدمة إلى الجانب التركي، حتى من قبل الجانب البريطاني والإيطالي في اتفاقية عام 1914 المسماة باتفاقية السفراء.

وأشار إلى أن هذه الاتفاقيات تلتقي عند نقطة أساسية؛ هي أن هذه الجزر ربما عليها سيادة يونانية بصورة كاملة، لكن هناك تعهدات يونانية قدمت بعدم تسليحها.

المصادر:
العربي - الأناضول

شارك القصة

تابع القراءة
Close