الإثنين 6 مايو / مايو 2024

تطارده إسرائيل وتصفه بالعقل المدبر لطوفان الأقصى.. من هو يحيى السنوار؟

تعود بداية مسيرة يحيى السنوار الحزبية في صفوف حركة حماس لعقود طويلة مضت - غيتي
تعود بداية مسيرة يحيى السنوار الحزبية في صفوف حركة حماس لعقود طويلة مضت - غيتي
تطارده إسرائيل وتصفه بالعقل المدبر لطوفان الأقصى.. من هو يحيى السنوار؟
تطارده إسرائيل وتصفه بالعقل المدبر لطوفان الأقصى.. من هو يحيى السنوار؟
الخميس 8 فبراير 2024

شارك

يغضب يحيى السنوار، رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة، الاحتلال الإسرائيلي. ولطالما فعل.

كمن يبحث عن طيف، يعرف مكانهم ولا يجدون إليه سبيلا، يفجّر الإسرائيليون غضبهم منذ عملية "طوفان الأقصى" وما قبلها وما بعدها، بوعيد اغتيال يحيى السنوار.

وفيما يقرّون بصعوبة المهمة، تقول صحف إسرائيلية إن تل أبيب ترى أن اغتيال السنوار سيكون ضربة معنوية للمقاومة وسط العدوان على غزة، وتأمل في أن يؤدي إلى تغيير في عقلية حماس "المقاتلة" في الحرب.

وخلال العدوان، ادعى الاحتلال أنه حاصر منزل السنوار ويعرف مكانه، في محاولة للإيحاء بأن إسرائيل توشك على تحقيق أهدافها في القطاع.

لكن أمد العدوان طال وفاق الأربعة أشهر، قتل خلالها الاحتلال في غزة عن طريق القصف والاستهداف المباشر إلى جانب آلاف الفلسطينيين، عددًا من المحتجزين الإسرائيليين الذين أسرتهم حماس.

كما سقط من جنوده آلاف القتلى والجرحى، واحتاج آخرون لمساعدة الطب النفسي، في حين تترقب تل أبيب رد المقاومة بشأن مقترح لصفقة يعمل عليها وسطاء.

تقول صحف إسرائيلية إن تل أبيب ترى أن اغتيال السنوار سيكون ضربة معنوية للمقاومة وسط العدوان على غزة - غيتي
تقول صحف إسرائيلية إن تل أبيب ترى أن اغتيال السنوار سيكون ضربة معنوية للمقاومة وسط العدوان على غزة - غيتي

مندوب إسرائيل يرفع صورة يحيى السنوار

وكان غضب الاحتلال من المقاومة والسنوار، الذي قضى 23 عامًا في السجون الإسرائيلية قبل أن تذعن تل أبيب لمطلب إطلاق سراحه وآخرين ضمن صفقة "جلعاد شاليط" في العام 2011، قد وصل إلى حد قيام ممثل إسرائيل في الأمم المتحدة برفع صورته.

حينها تبنّت الجمعية العامة للمنظمة الأممية - وبعد أكثر من شهرين على بدء العدوان  الإسرائيلي على غزة - قرارًا دعت فيه إلى وقف إطلاق النار.

كمن يبحث عن طيف، يعرف مكانهم ولا يجدون إليه سبيلا، يفجّر الإسرائيليون غضبهم منذ عملية "طوفان الأقصى" وما قبلها وما بعدها، بوعيد اغتيال يحيى السنوار

على الأثر، قالت إسرائيل من خلال مندوبها الذي رفع صورة السنوار ورقم هاتفه وكان برر مرارًا قتل الفلسطينيين: إن "ما يضمن وقف إطلاق نار تام وللأبد هو تسليم حماس نفسها وسلاحها وأن تعيد الأسرى".

وفي الأصل، تعتبر إسرائيل أن السنوار هو العقل المدبر لعملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة ضد الاحتلال في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وزيّفت إسرائيل من بعدها روايات تتعلق بما شهده الهجوم وشنّت عدوانًا على غزة برر إطلاقه واستمراره حتى وقت طويل عدد من الدول الغربية.

تعتبر إسرائيل أن السنوار هو العقل المدبر لعملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة ضد الاحتلال في 7 أكتوبر - غيتي
تعتبر إسرائيل أن السنوار هو العقل المدبر لعملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة ضد الاحتلال في 7 أكتوبر - غيتي

ماذا نعرف عن سيرة يحيى السنوار؟

والسنوار الذي وُلد في العام 1962 في مخيم خانيونس جنوبي قطاع غزة، بعدما هجّر الاحتلال عائلته من مدينة المجدل في عسقلان، من مؤسسي الجهازين الأمني والعسكري لحركة حماس.

مسيرته الحزبية في صفوف حركة المقاومة الإسلامية تعود بدايتها لعقود طويلة مضت، وخلال سنوات دراسته اللغة العربية في الجامعة الإسلامية بغزة.

وقد اعتقل الاحتلال الرجل المكنّى بـ"أبي ابراهيم" في العام 1982 للمرة الأولى. وبعدما أفرج عنه عاود اعتقاله في العام نفسه، وحكم عليه بالسجن 6 أشهر.

وتجدد الاعتقال في مطلع العام 1988، حيث نال يحيى السنوار 4 أحكام بالسجن مدى الحياة وثلاثين عامًا بتهمة تأسيس جهاز "المجد" الأمني والمشاركة بتأسيس جهاز "المجاهدون الفلسطينيون" العسكري، وفق ما تورد وكالة "الأناضول".

وعقب قضائه أزيد من عقدين في سجون الاحتلال، عاد السنوار في العقد الماضي ليشغل مراكز قيادية في صفوف "حماس"، ويتولى مسؤولية الإشراف على "كتائب القسام" الجناح العسكري للحركة، قبل أن ينتخب في العام 2021 رئيسًا لحماس في غزة.

عاد يحيى السنوار بعد خروجه من سجون الاحتلال ليشغل مراكز قيادية في صفوف حماس وتولى مسؤولية الإشراف على "كتائب القسام"
عاد يحيى السنوار بعد خروجه من سجون الاحتلال ليشغل مراكز قيادية في صفوف حماس وتولى مسؤولية الإشراف على "كتائب القسام" - غيتي

هل يندم قادة الاحتلال على صفقة "شاليط"؟

وقد أثار "طوفان الأقصى" تساؤلات في إسرائيل حول ما إذا كان قادة الاحتلال نادمين على "صفقة شاليط"، وهو ما رد عليه بنيامين نتنياهو بالقول إن "هذه الصفقة كان فيها جوانب قاسية جدًا، وسيأتي اليوم الذي تناقشها فيه إسرائيل".

ورفض حينها الاعتراف بهزيمة تل أبيب السياسية من خلال الصفقة التي أُفرج بموجبها عن عدد كبير من قيادات المقاومة، التي قادت طوفان الأقصى، ومنهم السنوار.

وفيما أشار إلى أنه سيقدم إجابات عن ذلك، أحال الأمر إلى ما بعد الحرب التي يقول مراقبون ويقر إسرائيليون بأن نتنياهو يتعمد إطالة أمدها لأن مستقبله السياسي سينتهي بعد انتهائها.

يُذكر أن الغضب من السنوار لم يقتصر على تل أبيب فقد أدرجته الولايات المتحدة مع اثنين من قادة حماس هما "محمد الضيف" وروحي مشتهى في لائحة "الإرهابيين الدوليين" بالعام 2015.

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلن مجلس الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات على يحيى السنوار، وأدرج اسمه في قائمة الإرهاب التابعة للاتحاد لينضم إلى القياديين محمد الضيف ونائبه مروان عيسى.

المصادر:
العربي

شارك