Skip to main content

"تعامل سلبي" و"أكاذيب" واتهامات متبادلة.. هل تنهار هدنة اليمن الهشّة؟

الأحد 17 أبريل 2022

شنّت قيادات بارزة في جماعة الحوثي هجومًا على التحالف العسكري بقيادة السعودية والأمم المتحدة والولايات المتحدة، وحذرت ضمنًا من احتمالات انهيار الهدنة الهشّة في البلاد.

وطغت نبرة من التشاؤم على لهجة وزير إعلام الحوثيين ضيف الله الشامي، حيث اعتبر أنّ ما وصفه بـ"التعامل السلبي" لدول التحالف مع الهدنة المعلنة يعطي قراءة "سوداوية" لهذه الهدنة.

وتثير تصريحات جماعة الحوثي، فضلًا عن خروقات وقف إطلاق النار بين الجانبين، تساؤلات حول مدى إمكانية صمود هذه الهدنة الهشّة، ومدى نجاحها في وضع حدّ للحرب التي أهلكت الجميع منذ اندلاع شرارتها قبل نحو سبع سنوات، بحسب مراسل "العربي".

"أكاذيب هادفة لتخدير الجانب اليمني"

وفي التفاصيل، اتهم نائب وزير الخارجية في حكومة الجماعة حسين العزي دول التحالف بالاستمرار في عرقلة تسيير الرحلات الجوية إلى مطار صنعاء واحتجاز السفن.

وأشار القيادي في الجماعة إلى أنّ الأمم المتحدة، من جهتها، "تسوق الأكاذيب الهادفة لتخدير الجانب اليمني"، وذلك في سياق ردّ على إحاطة قدّمها المبعوث الأممي هانس غروندنبرغ أمام مجلس الأمن، وقال فيها إنّه رأى عددًا من السفن تدخل ميناء الحديدة.

من جهتها، قالت شركة النفط التابعة للحوثيين: إنّ التحالف بقيادة السعودية لا يزال يحتجز ثلاث سفن وقود رغم حصولها على التصاريح الأممية.

وعدّت الشركة هذا الإجراء تجاهلًا للهدنة المُعلَنة ولاتفاق السويد الذي يؤكد ضرورة إيصال المواد الضرورية والمساعدات الإنسانية.

وبشأن الولايات المتحدة، انتقدت الجماعة قيادة واشنطن فرقة عمل جديدة ستنظّم دوريات في البحر الأحمر.

من جانبها، أخلت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا مسؤوليتها، إذ كشف وزير خارجيتها أحمد بن مبارك أنّ الحكومة وجّهت منذ اليوم الأول للهدنة اتخاذ كل الإجراءات الداخلية لتشغيل رحلتين أسبوعيًا من وإلى مطار صنعاء الدولي المغلق منذ سنوات أمام الرحلات التجارية.

"خيبة أمل" الحوثيين من الهدنة

ويرى الباحث السياسي في الشأن اليمني ياسين التميمي أنّ تصريحات جماعة الحوثي تعكس خيبة أمل كبيرة من الحوثيين الذين كانوا يعتقدون أنّهم يمكن أن يستفيدوا من الهدنة لتحقيق تقدم عسكري في الميدان.

ويلفت في حديث إلى "العربي"، من إسطنبول، إلى ما يصفه بـ"لجوء الحوثيين إلى إثارة قضايا لها علاقة بالبعد الإنساني من قبيل أن التحالف لم يسمح بتسيير رحلات عبر مطار صنعاء أو قام باحتجاز سفن مشتقات نفطية ولم يسمح لها بدخول ميناء الحديدة".

ويضيف: "الواضح أنّ الحوثيين كانوا يعتقدون أن هذه الهدنة ستسمح لهم بالحصول على مزيد من الأسلحة لتحقيق تقدم، وهم قبل سريان الهدنة بأيام قليلة، كانوا قد حشدوا كثيرًا خصوصًا في جبهة مأرب، لكن يبدو أنهم لم يتمكنوا من الوصول إلى أهدافهم العسكرية لوجود مقاومة شديدة من جانب الجيش الوطني".

ويخلص إلى أنّ المواجهة اليوم يفترض أنها شاملة بين جيش ودولة وسلطة متماسكة إلى حد ما والمكاسب، معتبرًا أنّ المكاسب التي كان الحوثيون يتوقعون الحصول عليها من وراء الهدنة لم تعد موجودة.

ويشير إلى أنّ الحرب تتّجه إلى مستوى من الاستنزاف لا يتحمله الحوثيون الذين يتكرس دورهم اليوم كمعتدٍ داخلي يخترق الهدنة ويطرق صواريخ على مدينة مأرب ويتكرس كذلك دورهم كطرف مكافئ لبقية الأطراف على الساحة اليمنية، وهو ما يأخذ من رصيدهم بعدما قدّموا نفسهم طيلة الفترة الماضية على أنهم يواجهون عدوًا خارجيًا.

ومطلع أبريل/ نيسان الجاري، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، موافقة أطراف الصراع على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، بدأت في اليوم التالي، مع ترحيب سابق من التحالف والقوات الحكومية والحوثيين.

لكن المبعوث الأممي غروندبرغ، اعتبر الخميس، أن الهدنة في البلاد "هشة ومؤقتة"، معلنًا أنها أسفرت عن "انخفاض كبير في العنف".

وسمحت الهدنة اليمنية، بإعادة فتح جزئي لمطار صنعاء المغلق منذ 2016، ودخول 18 سفينة نفطية إلى ميناء الحديدة (غرب)، في أعلى نسبة وصول للوقود إلى مناطق الحوثيين منذ بدء الحرب.

المصادر:
العربي
شارك القصة