تشهد العاصمة العراقية بغداد عاصفة ترابية هي الأولى هذا العام، في البلد شبه الصحراوي الذي أصبحت تتكرر فيه هذه الظاهرة المناخية لا سيما خلال فصل الربيع، في وقت يحذر فيه الخبراء من أن تزداد هذه الظاهرة سوءًا في السنوات المقبلة، مع تراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وازدياد التصحر.
ويعد العراق أحد الدول الخمس الأكثر عرضة للآثار السلبية لتغير المناخ، وفق الأمم المتحدة. ومن المتوقع أن تشهد البلاد 272 يومًا من الغبار سنويًا. أما في عام 2050 فستصل الأيام المغبرة إلى عتبة 300 يوم، بحسب مسؤول بوزارة البيئة.
خطوات هامة
وفي هذا الإطار، قال عادل المختار الخبير في البيئة والتصحر، إن هناك عواصف داخلية وخارجية، أما الخارجية فهي هندية وإفريقية، وبالتالي العاصفة الأخيرة كانت من إفريقيا التي تأتي من جنوب مصر والصحراء الإفريقية والتي تنطلق منها، بينما الداخلية تأتي من سوريا والسعودية وتدخل على المناطق الصحراوية وترفع ذرات الرمال ويكون لونها فاتح وهي غير مؤثرة.
وأضاف المختار في حديث لـ "العربي" من بغداد، أن العواصف الترابية تأتي في الخريف والربيع وهذه الرياح تختلف أنواعها حيث تكون أحيانًا قاسية، وقد تأتي مبكرة ولذلك أتوقع أن تضرب 15 عاصفة ترابية العراق بين كل واحدة فرق خمسة أيام.
وأشار المختار، إلى أن العواصف الترابية لا يمكن أن تواجهها الدول كون ارتفاعها أكثر من 6 آلاف قدم وتعبر حتى الدول، لذلك يبقى الدور الحكومي فعال لتنبيه المواطنين لاتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب العاصفة.
ونوه المختار، إلى أن قلة الأمطار والغطاء النباتي هي عوامل رئيسة، لذلك فإن التشجير مهم في هذا الصدد بشكل منظم كما يجب الاستمطار الصناعي الذي يسبب تماسك قشرة الأرض وهو عامل مساعد للزراعة فضلًا عن إعادة النظر بالسياسة الزراعية.
وذهب للقول: "إلى الآن لا يوجد في العراق إدراك لهذه المخاطر وصعوبتها على المجتمع والبيئة، وتثقيف الناس عبر الإعلام لتدارك هذه الظاهرة".