الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

"تغيير النهج".. رئيس كوريا الجنوبية الجديد يتعهد بمعاملة صارمة مع كيم

"تغيير النهج".. رئيس كوريا الجنوبية الجديد يتعهد بمعاملة صارمة مع كيم

Changed

تقرير حول إحدى تجارب كوريا الشمالية الصاروخية في سبتمر 2021 (الصورة: غيتي)
تعهد رئيس كوريا الجنوبية الجديد يون سوك يول في أول تصريحات له كرئيس منتخب "بالتعامل بصرامة مع الأعمال غير القانونية وغير المنطقية للشمال".

يعد رئيس كوريا الجنوبية الجديد على ما يبدو إستراتيجية مختلفة تمامًا عن تلك المطبقة حاليًا تجاه كوريا الشمالية التي تملك قوة نووية وفقًا لخبراء، وذهب إلى حد التهديد بشن ضربة استباقية.

وخلال خمس سنوات، اتبعت حكومة مون جاي-إن المسالمة سياسة الحوار مع بيونغيانغ، حيث توسطت بين كيم جونغ أون والرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترمب، بينما كبحت ما كان يعتبره الشمال "استفزازات" مثل التدريبات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة.

نهج "ذليل"

وبالنسبة إلى يون سوك يول، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية الخميس، فقد أدّى هذا النهج "الذليل" إلى فشل واضح.

وقال يون في منشور على فيسبوك قبل الانتخابات: "إن الحكومة المنتهية ولايتها تطوعت للعب دور الوسيط بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، لكنه في النهاية تم التخلي عنها من الطرفين". 

وأجرت بيونغيانغ تسع عمليات إطلاق صواريخ منذ بداية العام منها صواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت ومتوسطة المدى.

وبعد عملية الإطلاق السبت التي ادعت كوريا الشمالية أنه اختبار لمكّون "قمر اصطناعي للاستطلاع"، واعتبرته سول صاروخًا باليستيًا مقنعًا، قال يون: "إن كيم جونغ أون بحاجة لأن يضبط مجددًا". وأضاف: "إذا سنحت لي الفرصة فسوف ألقنه درسًا في التهذيب". 

وخلال الحملة الانتخابية، وصف كيم جونغ أون بأنه "فتى وقح" ووعد بأنه لدى توليه السلطة، سيحرص على أن يتخلى الزعيم الكوري الشمالي "عن هذا السلوك".

وبلغ الأمر بالمدعي العام السابق أن قال إنه "مستعد لتوجيه ضربة استباقية ضد كوريا الشمالية إذا لزم الأمر".

وفي أول تصريحات له كرئيس منتخب، تعهد يون الخميس "بالتعامل بصرامة مع الأعمال غير القانونية وغير المنطقية للشمال". 

وقالت سو كيم من مؤسسة راند لوكالة فرانس برس: "في عهد يون سنرى على الأرجح جهودًا لبدء العلاقات بين الكوريتين من الصفر". 

نزع الترسانة النووية

وبدلاً من الحوار والمفاوضات، سينتهج يون نهجًا أكثر تشددًا بعد أن دعا إلى مزيد من التدريبات المشتركة مع الولايات المتحدة.

وأضافت سو: "أقل ما يمكن قوله هو أن ذلك يبتعد عن الأولوية التي أعطتها إدارة مون للمفاوضات بين الكوريتين". 

ويقول البروفيسور بارك وون غون من جامعة "أوها ويمنز يونيفرسيتي": "إن الحب من طرف واحد الذي أظهره مون سينتهي".

ويضيف: "سيرغب يون بالتأكيد في إدراج قضية نزع الترسانة النووية على جدول الأعمال" مشيرًا إلى السياسة التي اعتمدتها الحكومات المحافظة السابقة في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، ويوضح: "من المحتمل جدًا أن ترفض كوريا الشمالية ذلك".

واقترح الرئيس الجديد شراء المزيد من صواريخ ثاد الأميركية لمواجهة بيونغيانغ على الرغم من خطر التعرض لتدابير انتقامية اقتصادية جديدة من قبل الصين، الشريك التجاري الرئيسي لسول.

وقال يون في إعلان سياسي عام نشر في مجلة "فورن أفيرز" في فبراير/ شباط: "على سول إعادة النظر أيضًا في علاقتها المعقدة مع بكين".

والتقى الرئيس المنتهية ولايته مون جاي إن نظيره الكوري الشمالي أربع مرات وتوسط في مفاوضات بين بيونغيانغ وواشنطن نالت تغطية إعلامية واسعة.

لكن المحادثات فشلت في عام 2019، وعلقت المساعي الدبلوماسية، في حين كثفت كوريا الشمالية تجارب الأسلحة وهدّدت بالتخلي عن تعليق تجارب الصواريخ البعيدة المدى والأسلحة النووية.

حوار الكوريتين

ولم يستبعد الرئيس المنتخب خيار الحوار مع بيونغيانغ، لكن الخبراء يعتقدون أن مواقفها العدائية تقلل إلى حد كبير من إمكانية إجراء حوار جوهري.

ويقول هونغ مين الباحث في المعهد الكوري للوحدة الوطنية: "إن بيونغيانغ ستعتبر أن لا فائدة" من مفاوضات مع حكومة كوريا الجنوبية المتشددة.

وأضاف هونغ: "إن التوترات الشديدة المستمرة في شبه الجزيرة الكورية ستصب في مصلحة بيونغيانغ من خلال السماح لها بالحفاظ على الزخم في برنامج التحديث العسكري الذي يطبقه كيم جونغ أون". وتابع: "إن كوريا الشمالية ستسرّع من وتيرة تطورها النووي وصواريخها وستستخدم مواقف حكومة كوريا الجنوبية العدائية لتبرير أفعالها". 

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close