من المعروف أن قضاء المزيد من الوقت في الهواء الطلق مفيد للصحة الجسدية والعقلية، والبستنة هي إحدى الطرق للقيام بذلك.
وقد أظهرت دراسة جديدة بتمويل من "جمعية السرطان الأميركية" أن البستنة الجماعية يمكن أن تكون لها فوائد واسعة النطاق.
وكشف الباحثون من جامعة كولورادو أن الأشخاص الذين مارسوا البستنة وشاركوا في الدراسة، تناولوا المزيد من الألياف، وحصلوا على مزيد من النشاط البدني.
وأثبتت هاتان الطريقتان أنهما تقللان من خطر الإصابة بأمراض خطيرة ومزمنة.
وأوضح العلماء أن البستنة الجماعية زادت من مستويات النشاط البدني بنحو 42 دقيقة كل أسبوع، مؤكدين على أن زيادة غرام واحد من الألياف يمكن أن تكون لها تأثيرات كبيرة وإيجابية على الصحة.
ما أهمية البستنة على صحة الإنسان؟
وفي هذا الإطار، توضح المختصة في الصحة النفسية رباب عمار أن الدراسة الأميركية الحديثة أثبتت أن البستنة لها تأثير على صحة الإنسان، ما يعني أن العلاقة تبادلية، أي أن البستنة تؤثر على الصحة، والأشخاص الأصحاء يميلون إلى الأعمال الزراعية.
وتضيف في حديث لـ"العربي"، أن البستنة الجماعية نشاط مهم، حيث يتشارك الأفراد في نشاط جماعي للزراعة والتطوير البيئي والذي يفيد الصحة النفسية والتوافق الاجتماعي والنفسي.
وتؤكد عمار أن تناول الفرد لغرام واحد من الألياف زيادة عن الآخرين، يؤثر على الجهاز المناعي والصحة البدنية وكذلك على نشاطه البدني.
وتشرح المختصة في الصحة النفسية أن النشاط الذي يمارسه الإنسان بشكل جماعي يؤثر على صحته النفسية والعقلية، ما يقلل من التوتر والقلق الاكتئاب لديه.
وبشأن الأشخاص الذين يقطنون في مجمعات سكنية وفي مدن مكتظة، تتحدث عمار عن مقترحات كثيرة منها، زراعة أسطح المنازل والشرفات لممارسة النشاط الزراعي، أو من خلال إنشاء حديقة زراعية داخل المجتمعات السكنية يتعاون عليها السكان.
كما تشير إلى وجود نباتات منزلية تزرع داخل البيوت، موضحة إلى أن العلم الصيني "فنغ شوي"، أثبت أن النبات له تأثير كبير جدًا على طاقة المكان نفسه.
وتتابع عمر أن هناك أنواعًا معينة من النباتات المنزلية تعطي طاقة إيجابية كبيرة جدًا، مثل الصبار واللافندر والياسمين والأوركيد.
وتنصح أيضًا بتربية الأبناء على حب الزراعة من أجل تطور شخصيتهم ونموهم النفسي والعقلي والاجتماعي، والإحساس بالمسؤولية والثقة في النفس، بالإضافة إلى تعليم الصبر.