شهدت العاصمة السودانية الخرطوم، الخميس، ومدن سودانية أخرى، مظاهرات احتجاجية تنديدًا بغلاء المعيشة، والمطالبة بعودة الحكم المدني الديمقراطي في البلاد.
وخرج آلاف المتظاهرين في الخرطوم، ومدن بحري (شمال) وأم درمان (غرب) وعطبرة (شمال) ونيالا (غرب) وحلفا الجديدة (شرق)، تنديدًا بغلاء المعيشة، وللمطالبة بعودة الحكم المدني الديمقراطي.
وأغلق المتظاهرون بعض الشوارع في الخرطوم، والولايات الأخرى، بالحواجز الإسمنتية، وإطارات السيارات المشتعلة.
"غلاء المعيشة"
والأربعاء، دعت لجان المقاومة إلى مظاهرات مليونية في 17 مارس/ آذار تحت شعار "غلاء المعيشة"، تتجه إلى القصر الرئاسي وسط الخرطوم، للمطالبة بالحكم المدني تنديدًا بغلاء المعيشة.
وردّد المتظاهرون الذين يحملون الأعلام الوطنية هتافات مناوئة للحكم العسكري، وتطالب بعودة الحكم المدني الديمقراطي، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين.
ورفع المتظاهرون لافتات مكتوبًا عليها، "لا للحكم العسكري" و"دولة مدنية كاملة"، و"الشعب أقوى والردة مستحيلة"، و"حرية، سلام، وعدالة"، "و"نعم للحكم المدني الديمقراطي".
إطلاق حملة "الغالي متروك" في #السودان عقب رفع أسعار الخبز تقرير: التيجاني خضر تابعونا عبر البث المباشر للتلفزيون العربي على يوتيوبhttps://t.co/KOOTcITbpt pic.twitter.com/KYNlYxQ5Ld
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 17, 2022
وبعد الزيادات الأخيرة في أسعار مشتقات البترول والأدوية والسلع التموينية، ارتفع سعر الخبز في السودان إلى 50 جنيهًا، وهو ما أجّج غضب المواطنين السودانيين.
"الغالي متروك"
وإثر ذلك، أطلقت جمعية حماية المستهلك حملة "الغالي متروك" بهدف مقاطعة السلع التي ارتفعت أسعارها.
وفي حديث إلى "العربي"، قال الأمين العام لجمعية حماية المستهلك، ياسر ميرغني: "بعدما كان سعر الخبز 25 جنيهًا، من غير المعقول أن يتضاعف فجأة في يوم واحد فقط"، وهو ما دفع الجمعية إلى إطلاق تلك الحملة.
ويأتي ارتفاع سعر الخبز بسبب رفع الدولة الدعم عن الدقيق، إذ بلغ سعر الكيس الذي يزن 50 كيلوغرامًا نحو 36500 جنيه.
ويشير الباحث في الشأن الاقتصادي، عبدالله الرمادي، في تصريح لـ "العربي"، إلى أن أسباب رفع الدعم تعود إلى انصياع السلطات بشكل كامل إلى شروط البنك الدولي من أجل المساعدة في الإصلاح الاقتصادي.
احتجاجات مستمرة
وكان الطلاب والأهالي في مدن سودانية عدة قد خرجوا الإثنين، للمطالبة بالعودة إلى الحكم المدني والاحتجاج على ارتفاع تكلفة المعيشة، فيما أطلقت قوات الأمن السودانية الغازات المسيلة للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين.
ويشهد السودان اضطرابات واحتجاجات مستمرة منذ أنّ نفذ قائد الجيش عبد الفتاح البرهان انقلابًا عسكريًا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي وأطاح بشركائه المدنيين من الحكم.
لكن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان قال إنه اتخذ إجراءاتِ 25 أكتوبر/ تشرين أول الماضي لـ"تصحيح مسار المرحلة الانتقالية"، متعهدًا بتسليم السلطة إما عبر انتخابات أو توافق وطني.
وبدأت مرحلة انتقالية في السودان، في 21 أغسطس/ آب 2019، تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام عام 2020.