الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

تنوع أجّج الانقسام.. ما هي أبرز المجموعات الإثنية في أفغانستان؟

تنوع أجّج الانقسام.. ما هي أبرز المجموعات الإثنية في أفغانستان؟

Changed

أفغانستان
لا توجد مجموعة إثنية تمثل أغلبية حاسمة بين سكان أفغانستان البالغ عددهم 40 مليونًا (غيتي)
تواجه جميع المجموعات الإثنية في أفغانستان خطر اضطهاد عنيف منهجي وقتل جماعي بحسب تقرير لمجموعة حقوق الأقليات الدولية.

بقي التنوع الإثني في أفغانستان في قلب السياسة والصراع في البلاد لأكثر من قرن، ويتوقع أن تؤدي هذه الانقسامات دورًا في تشكيل طالبان حكومة جديدة.

ولا توجد مجموعة إثنية تمثل أغلبية حاسمة بين سكان أفغانستان البالغ عددهم 40 مليونًا، ما جعل الانقسامات تمثل تحديًا دائمًا للاستقرار السياسي.

وحلّت أفغانستان العام الماضي في المركز الرابع باعتبارها أخطر بلد في العالم في مؤشر الشعوب المهددة الذي أعدته مجموعة حقوق الأقليات الدولية وأفاد بأن جميع المجموعات الإثنية فيها تواجه خطر اضطهاد عنيف منهجي وقتل جماعي.

وفي ما يلي، لمحة عن المجموعات الإثنية الرئيسية في أفغانستان.

البشتون

البشتون هم أكبر مجموعة إثنية في أفغانستان ويشكلون أكثر من 42% من السكان. وقد هيمنت هذه المجموعة التي يغلب عليها السنّة وتتحدث لغة البشتو، على المؤسسات السياسية الأفغانية منذ القرن الثامن عشر.

وشدد العديد من قادة البشتون على مر السنوات على "الأحقية في حكم" أفغانستان، ما أثار غضب المجموعات الإثنية الأخرى.

وطالبان التي سيطرت على أفغانستان للمرة الثانية بعد فترة حكمها الممتدة من 1996 إلى 2001، هي جماعة معظم المنتمين إليها من البشتون.

حتى أن الرئيسَين في ظل الحكومات السابقة المدعومة من الولايات المتحدة، حامد كرزاي وأشرف غني، ينحدران من تلك الإثنية.

وقد أثارت هيمنة البشتون، المتمركزة تقليديًا في جنوب البلاد وشرقها، استياء الإثنيات الأخرى خصوصًا بسبب التهميش السياسي والاقتصادي والثقافي.

الطاجيك

الطاجيك هم ثاني أكبر مجموعة إثنية في أفغانستان، وتشكل أكثر من ربع عدد السكان. واللغة الرئيسية التي تستخدمها إثنية الطاجيك هي فرع من اللغة الفارسية تسمى داري، وهي أيضًا لغة مشتركة في أفغانستان.

وتتوزع المجموعة بشكل رئيسي في شمال البلاد وغربها، ولديها معاقل في وادي بنجشير ومدينة هرات (غرب) وبعض الولايات الشمالية.

ويشتهر وادي بنجشير بمقاومته للاحتلال ليس فقط السوفياتي في الثمانينيات بل أيضًا نظام طالبان السابق.

ورغم عدم هيمنتها سياسيًا، ظهر عدد من القادة الطاجيك البارزين في العقود الأخيرة. ويتصدر القائد الراحل أحمد شاه مسعود الذي يحمل لقب "أسد بنجشير" وحارب الجيش الأحمر وطالبان، تلك القائمة بين الأفغان.

وعلى القائمة أيضًا برهان الدين رباني وهو طاجيكي من ولاية بدخشان في شمال البلاد تولى رئاسة البلاد بين عامي 1992 و1996 قبل سقوط كابل في أيدي طالبان.

أما عبد الله عبد الله، الرئيس التنفيذي السابق ومفاوض السلام الرئيسي عن النظام الأفغاني السابق، فهو مختلط الإثنية، بشتوني-طاجيكي، لكن ينظر إليه على نطاق واسع على أنه طاجيكي.

الهزارة

إثنية الهزارة التي يُعتقد أن لها أصولًا بين شعوب آسيا الوسطى والشعوب التركية، تشكّل حوالى 10% من السكان وهي متمركزة أساسًا في وسط أفغانستان.

وهي تتحدث لهجة الداري وغالبيتها من المسلمين الشيعة. وواجهت هذه المجموعة اضطهادًا وتمييزًا عنيفين في أفغانستان على أساس الدين والإثنية لأكثر من قرن.

ونفّذت مذابح بحق الهزارة في ظل مختلف الحكومات الأفغانية في العقود الأخيرة، لكن خصوصًا في ظل حكم طالبان. 

الأوزبك

تشكل إثنية الأوزبك الأفغان أيضًا حوالى 10% من السكان، وتتمركز بشكل رئيسي في شمال البلاد قرب الحدود مع أوزبكستان.

وهذه الإثنية، وهي من الشعوب الناطقة بالتركية، معظمها من المسلمين السنة. ومن بين أشهر الأوزبك الأفغان، أمير الحرب عبد الرشيد دوستم الذي حارب مع السوفيات ضد المجاهدين قبل أن يغير ولاءه ويؤسس معقله الخاص في مدينة مزار شريف في شمال البلاد.

وقد كان شخصية بارزة في التحالف الشمالي الذي ساعد على إنهاء حكم طالبان بعد الغزو الأميركي عام 2001، وانضم لاحقًا إلى إدارة غني باعتباره نائبًا أول للرئيس. وفر إلى أوزبكستان عندما سقطت مزار شريف في يد طالبان خلال أغسطس/ آب الجاري.

مجموعات إثنية أصغر

واعترف الدستور الأفغاني لعام 2004 رسميًا بأكثر من 12 مجموعة إثنية. وبالإضافة إلى المجموعات الأربع الكبرى، تم أيضًا إدراج شعوب إيماق البدوية والتركمان والبلوش. كما تضمّن شعب النورستانيين في شمال شرق أفغانستان الذين أرغموا على اعتناق الإسلام في القرن التاسع عشر.

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close