الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

"تهدد الأمن والاستقرار".. مناورات عسكرية صينية تشمل تدريبًا على تطويق تايوان

"تهدد الأمن والاستقرار".. مناورات عسكرية صينية تشمل تدريبًا على تطويق تايوان

Changed

تقرير لـ"العربي" حول إرسال الصين سفنًا حربية إلى محيط جزيرة تايوان (الصورة: وسائل التواصل)
ركزت المناورات العسكرية الصينية على القدرة على السيطرة على البحر والمجال الجوي والاتصالات، لإحداث قوة رادعة وتطويق كامل لتايوان.

بدأت الصين السبت في مضيق تايوان تدريبات على "تطويق كامل" للجزيرة، كما ذكر التلفزيون الحكومي، في اليوم الأول من مناورات عسكرية تستمر حتى الإثنين.

وذكرت قناة "سي سي تي في" أن "التدريبات اليوم تركز على القدرة على السيطرة على البحر والمجال الجوي والاتصالات، لإحداث قوة رادعة وتطويق كامل" لتايوان. ولم يحدد موقع التدريبات بدقة.

وأوضحت الشبكة التلفزيونية أن التدريبات تجري بمشاركة مدمرات وزوارق سريعة قاذفة للصواريخ ومقاتلات وطائرات تموين وأجهزة تشويش.

ولم يتم تحديد الموقع الدقيق للمناورات الجديدة، باستثناء التدريبات بالذخيرة الحية الإثنين، والتي ستجرى حول بينغتان أقرب نقطة في الصين إلى تايوان.

ويبلغ عرض أضيق جزء من مضيق تايوان بين الساحل الصيني والجزيرة نحو 130 كيلومترًا.

"تحذير جدي"

بدوره، قال المتحدث باسم الجيش الصيني شي يي في بيان أن هذه المناورات تشكل "تحذيرًا جدًيا من التواطؤ بين القوى الانفصالية التي تسعى إلى استقلال تايوان والقوى الخارجية، وكذلك من أنشطتها الاستفزازية".

وأوضح الجيش الصيني أن المناورات التي تشمل "دوريات" أيضًا، "ضرورية لحماية سيادة الصين ووحدة وسلامة أراضيها".

وأفادت السلطات البحرية في فوجيان (شرق) بأن مناورات بالذخيرة الحية ستجرى الإثنين في مضيق تايوان بالقرب من ساحل هذه المقاطعة التي تقع مقابل الجزيرة.

تهدد "الاستقرار والأمن"

في المقابل، رأت تايبيه أن المناورات تهدد "الاستقرار والأمن" في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

ودانت رئيسة تايوان تساي إينغ وين السبت "النزعة التوسعية الاستبدادية" للصين، مؤكدة أن الجزيرة "ستواصل العمل مع الولايات المتحدة ودول أخرى ... للدفاع عن قيم الحرية والديموقراطية".

وقالت وزارة الدفاع التايوانية: إنها "تتابع الوضع" وكلفت الجيش "الرد" على النشاطات العسكرية الصينية.

وبعد ساعات على إعلان بكين عن هذه التدريبات العسكرية، التقت تساي وفدًا من الكونغرس الأميركي يزور الجزيرة.

وأكد مايكل ماكول رئيس هذا الوفد والمسؤول عن مبيعات المعدات العسكرية الأميركية إلى دول أجنبية، أن واشنطن تعمل على إمداد تايوان بالأسلحة بسرعة.

"إجراءات حازمة وحيوية"

وقال ماكول "نفعل ما بوسعنا في الكونغرس لتسريع هذه المبيعات ومدكم بالأسلحة التي تحتاجون إليها للدفاع عن أنفسكم وسنؤمن تدريبًا لجيشكم، ليس من أجل الحرب بل من أجل السلام".

وتأتي هذه التدريبات العسكرية في مضيق تايوان في أجواء من التوتر مع الجزيرة بعد اجتماع رئيستها تساي إينغ وين مع رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي في الولايات المتحدة.

وردًا على ذلك، توعدت بكين على الفور باتخاذ "إجراءات حازمة وقوية".

وتنظر الصين باستياء إلى التقارب الجاري منذ سنوات بين السلطات التايوانية والولايات المتحدة التي تقدم للجزيرة دعمًا عسكريًا مهمًا، على الرغم من عدم وجود علاقات رسمية بينهما.

وتعتبر بكين تايوان التي يبلغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، جزءًا لا يتجزأ من أراضي الصين، ولم تتمكن بعد من إعادة توحيدها مع بقية أراضيها منذ نهاية الحرب الأهلية الصينية في 1949.

واعترفت الولايات المتحدة بجمهورية الصين الشعبية في 1979، ويفترض نظريًا ألا يكون لها اتصال رسمي مع جمهورية الصين (تايوان) بموجب "مبدأ الصين الواحدة" الذي تدافع عنه بكين.

بدورها، أعلنت وزارة الدفاع التايوانية السبت، خلال إحاطتها اليومية أنها رصدت ثماني سفن حربية و42 مقاتلة صينية حول الجزيرة، موضحة أن 29 من الطائرات عبرت الخط الأوسط في مضيق تايوان.

وصباح السبت، في بينغتان، وهي أقرب نقطة لتايوان من جنوب شرق الصين، تواجد سياح على الشاطئ ولم يسجل أي نشاط عسكري واضح.

ورصدت وكالة فرانس برس في بينغتان الجمعة سفينة عسكرية ومروحيتين عسكريتين على الأقل تعبر مضيق تايوان.

مع ذلك، لم يتضح ما إذا كانت هذه التحركات تمثل زيادة في العدد المعتاد للدوريات الصينية في المنطقة.

وفي آب/ أغسطس الماضي، أجرت بكين مناورات عسكرية غير مسبوقة حول تايوان عندما زارت رئيسة مجلس النواب حينذاك الديموقراطية نانسي بيلوسي، الجزيرة.

لكن حتى الآن، لا يقارن الرد على اللقاء بين تساي ومكارثي مع صيف 2022.

وتأتي المناورات العسكرية غداة زيارة دولة قام بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصين، حيث أثار مسألة تايوان مع الرئيس الصيني شي جينبينغ.

وقال الإليزيه الجمعة إن "الحديث كان مكثفًا وصريحًا" حول هذا الموضوع.

وأكد شي جينبينغ لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الخميس خلال اجتماع في بكين أن "أي شخص يعتقد أن الصين ستقدم تنازلات بشأن تايوان واهم"، في تصريحات نقلتها وزارة الخارجية الصينية.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close