السبت 18 مايو / مايو 2024

تهدد الغطاء النباتي.. أوروبا تواجه أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام

تهدد الغطاء النباتي.. أوروبا تواجه أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام

Changed

تقرير لـ"العربي" حول أسوأ موجة جفاف تعاني منها أوروبا منذ 500 عام (الصورة: غيتي)
أفاد المرصد الأوروبي للجفاف بأن 47% من مساحة القارة تواجه تحذيرات، مع نقص واضح في رطوبة التربة، و17% منها في وضع التأهب، وهو ما يعني تأثُّر الغطاء النباتي.

أفادت وكالة تابعة للاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، بأن أوروبا تواجه أسوأ موجة جفاف منذ 500 عام على الأقل، وإن ثلثي القارة أصبح في حالة تأهب، أو يواجه تحذيرات بشأن الجفاف، مع انحسار في حركة الشحن الداخلي وهبوط إنتاج الكهرباء وتراجع إنتاجية بعض المحاصيل.

وذكر تقرير أغسطس/ آب الصادر عن المرصد الأوروبي للجفاف، الذي تشرف عليه المفوضية الأوروبية، أن 47% من مساحة القارة تواجه تحذيرات، مع نقص واضح في رطوبة التربة، و17% منها في وضع التأهب، وهو ما يعني تأثُّر الغطاء النباتي.

ونص التقرير على أن "الجفاف الشديد، الذي يؤثر على الكثير من مناطق أوروبا منذ بداية العام، اتسعت مساحته وتفاقم اعتبارًا من أوائل أغسطس"، مضيفًا أن منطقة غرب أوروبا والبحر المتوسط من المرجح أن تشهد ظروفًا مناخية أكثر دفئًا وجفافًا من المعتاد حتى شهر نوفمبر/ تشرين الثاني.

وشهدت أجزاء كبيرة من أوروبا درجات حرارة مرتفعة على مدى أسابيع من الصيف الحالي، الأمر الذي فاقم الجفاف، وتسبب في حرائق غابات، وإطلاق تحذيرات صحية، ودعوات لمزيد من الإجراءات للتصدي لتغير المناخ.

وقالت المفوضية الأوروبية في بيان: إن "الجفاف الحالي هو الأسوأ على ما يبدو منذ 500 عام على الأقل، بفرض أن البيانات النهائية في نهاية الموسم ستتطابق مع التقييم الأولي".

وتأثرت المحاصيل الصيفية، حيث يتوقع أن يكون محصول الذرة في عام 2022 أقل بنسبة 16% عن متوسط السنوات الخمس السابقة، ومن المتوقع أن ينخفض محصول فول الصويا بنسبة 15% وعباد الشمس بنسبة 12%.

ولحق الضرر بتوليد الطاقة الكهرومائية، وزاد التأثير على منتجي الطاقة الآخرين جراء نقص المياه اللازمة لتغذية أنظمة التبريد.

وعرقل انخفاض مستويات المياه حركة الشحن الداخلي، كما هي الحال على طول نهر الراين، حيث جرى تخفيض أحمال الشحن الأمر الذي أثر على نقل الفحم والنفط.

وأفاد المرصد الأوروبي للجفاف بأن هطول الأمطار في منتصف أغسطس الجاري ربما يكون قد خفف من حدة هذه الظروف، لكنه جاء في بعض الحالات مصحوبًا بعواصف رعدية تسببت في مزيد من الأضرار.

ويعمل مؤشر الجفاف الخاص بالمرصد باستخدام بيانات قياسات هطول الأمطار ورطوبة التربة وجزء الإشعاع الشمسي الذي تمتصه النباتات لعملية التمثيل الضوئي.

وإثر ذلك، دقت المؤسسات الرسمية ناقوس الخطر، إذ أعلنت حكومة بريطانيا رسميًا جفاف مصدر نهر التايمز للمرة الأولى في التاريخ الحديث، إذ تحرك لمسافة تزيد عن 5 أميال باتجاه مجرى النهر من نقطة انطلاقه الأصلية، ما يعني فرض قرارات وقيود على استهلاك الماء، حتى إن أغلب الشركات حظرت استخدام خراطيم المياه وسط موجة حر في المملكة هي الثانية خلال موسم الصيف.

أما في إيطاليا، يكافح نهر بو الأطول في البلاد للحفاظ على اتساعه خلال أسوأ موجة جفاف تشهدها المنطقة الشمالية منذ 70 عامًا، حيث اختفت المياه من بعض الروافد والمنابع ما يشكل تهديدًا حقيقيًا، حيث يوفر النهر الري لما يقرب من ثلث الإنتاج الزراعي.

ولا يختلف الوضع كثيرًا في نهر لوار الإسباني، حيث جعلت موجة الجفاف الأخيرة يوليو/ تموز أكثر الشهور سخونة في أسبانيا منذ بدء التسجيل قبل 60 سنة، فالبيانات الرسمية قد أظهرت أنه هذه الظروف القاسية تركت الخزانات الأسبانية عند 40% فقط من سعتها، وسط توقعات رسمية بأن السنوات المقبلة ستكون أسوأ فأسوأ.

المصادر:
العربي - رويترز

شارك القصة

تابع القراءة