للمرة الأولى منذ أكثر من 10 سنوات، انخفض عدد مشتركي شركة "نتفليكس" الأميركية العملاقة للبث التدفقي، إذ فقدت 200 ألف مشترك في الشهور الثلاثة الأولى من السنة، حسبما أفادت الشركة.
وجاء هذا الانخفاض في عدد المشتركين بعد أن رفعت الشركة قيمة الاشتراك في بعض الأسواق الأساسية، كالولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بالإضافة لصعوبة استقطاب مشتركين جددًا في كل مناطق العالم، فضلًا عن تعليق الخدمة في روسيا التي كلفت الشركة 700 ألف مشترك.
وتتوقع "نتفليكس" خسارة مليوني مشترك بحلول الصيف. ولإنقاذ هذا الموقف، قالت الشركة إنها ستسعى إلى تحقيق الدخل من ملايين المشاهدين الذين لا يدفعون والذين استفادوا من الحسابات المشتركة.
وتقدر الشركة أن 100 مليون أسرة، أغلبها في الولايات المتحدة وكندا، تستخدم حسابات مشتركة.
وبالرغم من أن فكرة وجود إعلانات تجارية على المنصة لطالما شكلت حساسية لرئيس الشركة التنفيذي لنتفليكس، فإنه ذكر مؤخرًا أن ذلك قد يكون ممكنًا في المستقبل.
وأبدى رواد التواصل الاجتماعي آراءهم بخصوص انخفاض سهم شركة "نتفليكس" والأسباب التي أدت إليه، إذ رأى العديد منهم أن ارتفاع سعر الاشتراك وانخفاض مستوى المحتوى التي تقدمه هو السبب بفقدان المشتركين، فيما تحدث آخرون عن وجود منافسين لنتفليكس يوفرون خدمات أفضل وبسعر أقل.
لماذا تفقد نتفليكس مشتركيها؟
وفي هذا الإطار، توقع الخبير في المنصات الرقمية جان ماري الباشا انخفاض عدد مشتركي نتفليكس في السنوات القادمة، بسبب خسارة الشركة عقود العديد من البرامج التي يتابعها المشتركون، مشيرًا إلى أن كل شركة إنتاج أصبح لها منصتها الخاصة ما أثر بشكل سلبي على أداء نتفليكس.
وأشار في حديث إلى "العربي" من العاصمة اللبنانية بيروت، إلى أن هناك العديد من البرامج لم تعد موجودة على منصة نتفليكس، بل انتقلت إلى منصات أخرى وبسعر أفضل وخيارات أكبر.
وتابع الباشا أن نتفليكس بإنتاجها موادها الخاصة من أفلام ومسلسلات وبرامج لن تستطيع منافسة المواد التي لها تاريخ وجمهور واسع.
وأوضح أن فكرة وجود إعلانات تجارية هي جيدة بالنسبة للأشخاص الذين يريدون المشاهدة مجانًا، لكنها مزعجة بالنسبة للكثير من هواة مشاهدة الأفلام.