الجمعة 17 مايو / مايو 2024

تونس في مواجهة "وحش كورونا".. الرئاسة تحت مرمى الانتقادات بعد يقظة متأخرة

تونس في مواجهة "وحش كورونا".. الرئاسة تحت مرمى الانتقادات بعد يقظة متأخرة

Changed

تلقت الرئاسة التونسية انتقادات عديدة عقب القرارات التي اتخذتها للتعاطي مع موجة فيروس كورونا الجديدة التي تضرب البلاد، بعد اجتماع الرئيس قيس سعيد برئيس الحكومة.

أعلنت رئاسة الجمهورية في تونس جملة من القرارات للتعاطي مع ارتفاع عدد إصابات ووفيات جائحة كورونا، وتدهور وضع المؤسسات الصحية بالبلاد.

واعتبر عدد من المسؤولين القرارات التي صدرت عقب اجتماع طارئ أشرف عليه الرئيس قيس سعيد وبحضور رئيس الحكومة هشام المشيشي وعدد من القادة العسكريين غير كافية، ولا يمكن أن تكون مجدية دون توفير اللقاحات.

واعتبر سعيّد خلال الاجتماع أنّه من غير الممكن فرض الحجر الصحي الشامل على كامل البلاد، في ظل أوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة تعيشها تونس؛ إذ تخشى الحكومة التونسية من تأثير الحجر الشامل على الفئات الأشد فقرًا.

اللقاحات

في هذا السياق، يرى النائب في البرلمان التونسي رضا الزغمي أن القرارات التي نتجت عن الاجتماع الرئاسي الأخير تعد بمثابة "خطوة متأخرة جدًا"، باعتبار أن أداء الرئيس سعيد جاء مخيبًا للتوقعات، حيث لم تلحظ تدخلاته الحرب التي تواجهها البلاد ضد الفيروس، ما عدا تحركه الأخير.

ويعتبر الزغمي، في حديث إلى "العربي" من تونس، أن مقترحات الاجتماع الأخير للرئيس سعيد ترتبط أكثر بالمعطيات التنظيمية، لكنها لا تعالج عمليًا الوضع الوبائي في تونس، فالبلاد بحاجة للقاحات "ولم يتخذ الرئيس ومن خلفه الحكومة الخطوات اللازمة الكفيلة بجلب تلك اللقاحات باستثناء إعلان المشيشي الأخير حول مساعي حكومته باتجاه ذلك".

وتقرّر في الاجتماع الرئاسي تقسيم البلاد إلى أقاليم، بحيث يضم كل إقليم ولايتين أو أكثر (إجمالي الولايات 24)، بجانب إحداث فرق عمل مكوّنة من القوات العسكرية والأمنية والإطارات الصحية، تكون تحت قيادة موحدة وبإشراف المدير العام للصحة العسكرية للتكثيف من عمليات التلقيح.

وسجل عدد الإصابات أمس الثلاثاء رقمًا قياسيًا في البلاد، حيث أعلنت عن 7930 إصابة جديدة بفيروس كورونا و119 حالة وفاة، ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للإصابات إلى حوالي 455 ألفًا، بينما بلغ عدد الوفيات 15601 حالة.

الأزمة السياسية

ويحمّل الزغمي حكومة المشيشي مسؤولية الفشل في مواجهة الفيروس، باعتبارها الجهاز التنفيذي في البلاد، ويحدد المسؤولية لشخص رئيس الحكومة ومن خلفه وزير الصحة الذي، بحسب الزغمي، "أثبت فشلًا ذريعًا في التعاطي مع الأزمة، لا سيما في ضعف نسبة الملقحين وغياب الإجراءات العملية الحقيقية".

ويؤكد الزغمي أن تونس تعيش أزمة اقتصادية وصحية واجتماعية، كما أضافت الأزمة السياسية الوضع تعقيدًا لاسيما أنها تحولت "لمعركة كسر عظم" بين الرئاسات الثلاث، دون أن يغلب أحد من أطرافها منطق الحكمة والعقل، "بل على العكس فقد كان كل منهم يمعن في زيادة تعقيد الوضع القائم".

وحول عدم التزام الرئيس نفسه بإجراءات الوقاية، يقول الزغمي: إن الرئيس "يجب أن يكون قدوة لكل التونسيين في التعاطي مع إجراءات الوقاية".

ويضيف: "لا يعلم التونسيون ما إذا كان الرئيس قد تناول اللقاح لتشجيع باقي التونسيين الذين يتوجسون من تناول اللقاح، والأمر كذلك بالنسبة للعديد من الأحزاب التي تمارس الشعبوية".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close