الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

فريد الأطرش في ذكرى ميلاده الملتبس.. مسيرة فنية بين الفرار والمرض

فريد الأطرش في ذكرى ميلاده الملتبس.. مسيرة فنية بين الفرار والمرض

Changed

فريد الأطرش من مواليد قرية القريا في جنوب سوريا
فريد الأطرش من مواليد قرية القريا في جنوب سوريا (فيسبوك)
إطلالة على مسيرة فريد الأطرش التي بدأت بالهروب من سوريا إلى لبنان ثم مصر، وانتهت بمرض عضال أصاب قلبه.

ليس مؤكدًا إن كان الراحل فريد الأطرش قد وُلد في مثل هذا اليوم. لكن الاحتمال يظل واردًا، على اعتبار أن المتناقل بشأن ولادته يتراوح بين تأريخها في التاسع عشر من أكتوبر/ تشرين الأول لعام 1917 والحادي والعشرين من أبريل/ نيسان من العام نفسه.

يبقى المؤكد في هذا الصدد أنه ولد في قرية القريا جنوبي سوريا، لعائلة من الأمراء في جبل الدروز عُرفت بدورها النضالي في مواجهة الانتداب إبان تلك المرحلة من تاريخ سوريا والمنطقة العربية.

ويُحكى أن الأجواء المحتقنة في تلك الفترة، التي هدّدت سلامة عائلة كل من فهد الأطرش وعالية المنذر، دفعت بالأم إلى الهروب بأطفالها إلى لبنان أولًا ثم إلى مصر. وقد تخفّى أفراد العائلة تحت كنية "كوسا" كي لا يتعرّف عليهم أحد.

مسيرة استثنائية

الحتمي أيضًا في حياة فريد الأطرش، كان المرض والموت. وما بين رحلة الحياة وانعراجة المرض وصولًا إلى الموت عن 57 عامًا، مسيرة فنية استثنائية لا يرقى الشك إلى إرثها وما تركه في وجدان الأجيال.

امتلك فريد الأطرش صوتًا جميلًا قيل إنه ورثه عن أمه التي امتهنت الغناء في مصر لإعالة أطفالها. وامتلك أيضًا قدرة على أداء الألحان وابتكارها. ومع الملكَتين وجد مكانًا ومكانة له في السينما.

تلك الرحلة مع الشاشة الكبيرة بدأت في أربعينيات القرن الماضي. ما سبق ذلك العقد في النصف الأول من القرن العشرين يرسم صورة للشاب الذي سعى دون كلل لتجاوز الصعاب وإثبات الذات. فعمل في تجارة الأقمشة وتوزيع الإعلانات، بينما بدأت أولى خطواته الفنية في "محطة شتال الأهلية".

في وقت ما من تلك المرحلة انضم إلى معهد الموسيقى، وإلى فرقة بديعة مصابني، وحمل أثير الإذاعة صوته إلى المستمعين.

إن اختلفت مجريات الأمور، هل كانت لتصنع من فريد الأطرش شخصًا آخر؟ ربما. لكن يظل مثبتًا أن انطلاقته السينمائية سُجلت مع فيلم "عريس في إسطنبول"، الذي وضع موسيقاه، والفيلم الموسيقي "انتصار الشباب" الذي جمعه وشقيقته الراحلة أسمهان.

ما تلى هاتين المشاركتين رفد مكتبة السينما المصرية بنحو 30 فيلمًا، قدّم الأطرش في معظمها ثنائيات خالدة في ذاكرة المشاهدين العرب؛ من بينها تلك التي جمعته مع شادية وفاتن حمامة وصباح ومريم فخر الدين وسامية جمال.

وتُعد من أبرز أعماله أفلام: بلبل أفندي، وعفريتة هانم، وما تقولش لحد، ولحن حبي، وما ليش غيرك، والخروج من الجنة، ونغم في حياتي.

على مستوى الأغنية باللهجتين المصرية واللبنانية، حظيت أغنيات فريد الأطرش بشهرة واسعة، ومن أبرزها: اشتقتلك، وبتؤمر عالراس وعالعين، وبساط الريح، وجميل جمال، والحياة حلوة، وزينة زينة، وفوق غصنك يا لمونة، وقلبي ومفتاحه..

توفي قبل عرضه

أُصيب فريد الأطرش بمرض عضال في القلب، وحرص خلال لقاءاته الصحافية في النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي على التخفيف من حدّته على المشاهدين. وبينما كان الإجهاد قد بدا عليه، إلا أنه ظل محتفظًا بروح النكتة وخفة الظل ودماثة الخلق.

تعرّض الأطرش لجلطة سدّت شرايين قلبه الذي تضخم. سافر إلى الخارج لتلقي العلاج، وفي لندن توقف قلبه ثلاث مرات، بينما رفض الطبيب في الولايات المتحدة الأميركية أن يجري له عملية جراحية لانعدام الأمل في نجاحها.

وعلى الرغم من مرضه لم يبتعد عن عالم الفن، حتى إن آخر أعماله الذي حمل عنوان "نغم في حياتي" عُرض بعد رحيله في 26 ديسمبر/ كانون الأول عام 1974.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close