الأحد 28 أبريل / أبريل 2024

جلسة استماع حول أفغانستان.. البنتاغون يقر بأنه "أساء التقدير"

جلسة استماع حول أفغانستان.. البنتاغون يقر بأنه "أساء التقدير"

Changed

وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بجلسة في مجلس الشيوخ حول انتهاء العمليات العسكرية بأفغانستان (غيتي)
وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بجلسة في مجلس الشيوخ حول انتهاء العمليات العسكرية بأفغانستان (غيتي)
قال وزير الدفاع الأميركي إنّ الظروف التي رافقت عمليات الإجلاء كانت صعبة، مؤكدًا مواصلة العمل على إخراج مواطنين أميركيين ومتعاونين من الذين يرغبون في المغادرة.

أقر وزير الدفاع ورئيس الأركان الأميركيان الثلاثاء بأنهما أساءا تقدير مدى إحباط الجيش الأفغاني الذي أتاح انهياره في الأيام الأخيرة من انسحاب القوات الأجنبية من كابل، انتصار طالبان من دون عناء بعد 20 عامًا من الحرب في أفغانستان.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن: "بنينا دولة لكننا لم نتمكن من إقامة أمة"، وذلك في معرض شرحه أمام أعضاء لجنة القوات المسلّحة في مجلس الشيوخ ملابسات النهاية الفوضوية للحرب في أفغانستان.

من جهته، اعتبر رئيس هيئة الأركان الأميركي الجنرال مارك ميلي أنّ "طالبان منظمة إرهابية لم تقطع علاقاتها بالقاعدة ولم تحترم أيًا من بنود اتفاق الدوحة".

انهيار "مفاجئ" للجيش الأفغاني

اعتبر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم الثلاثاء، أن الانهيار المفاجئ للجيش الأفغاني أخذ البنتاغون على حين غرّة، حسب تعبيره.

وأقر أوستن بأن "واقعة انهيار الجيش الأفغاني الذي بنيناه مع شركائنا، غالبًا من دون إطلاق أي رصاصة، فاجأتنا"، مضيفًا: "سيكون مجافيًا للحقيقة الادعاء بعكس ذلك".

وتابع: "لم ندرك مدى فساد كبار ضباطهم وانعدام كفاءتهم، لم نقدّر الأضرار التي نجمت عن التغييرات الكثيرة وغير المفسّرة التي قرّرها الرئيس أشرف غني على صعيد القيادة، لم نتوقع أن يكون للاتفاقات التي توصّلت إليها طالبان مع أربعة قادة محليين بعد اتفاق الدوحة تأثير كرة الثلج، ولا أن يكون اتفاق الدوحة قد أحبط الجيش الأفغاني".

واعترف وزير الدفاع الأميركي خلال جلسة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ "الكونغرس"، بخطأ الحسابات في أطول حرب أميركية، بما في ذلك ما يتعلق بالفساد والأضرار المعنوية بصفوف الأفغان.

وقال أوستن: "حقيقة أن الجيش الأفغاني الذي دربناه نحن وشركاؤنا انهار بسهولة، وفي كثير من المواقف بدون إطلاق رصاصة واحدة، أخذتنا جميعًا على حين غرة".

وذهب وزير الدفاع الأميركي للقول صراحة: "سنكون غير أمناء إذا ادعينا غير ذلك".

تباينات بين وزير الدفاع ورئيس الأركان

من جهته أشار رئيس الأركان مارك ميلي إلى أن قرار سحب المستشارين العسكريين من الوحدات الأفغانية ساهم في المبالغة في تقدير إمكانات الجيش الأفغاني.

وقال ميلي إن بلاده "لم تجر تقييمًا شاملًا لمعنويات القيادة وعزيمتها، وتابع: "يمكن إجراء تعداد للطائرات والشاحنات والعربات والسيارات (..) لكن لا يمكن قياس القلب البشري بواسطة آلة".

وظهرت تباينات بين موقفي رئيس الأركان ووزير الدفاع حين سأل عضو في اللجنة ما إذا تسبب الانسحاب بـ"تضرر" سمعة الولايات المتحدة.

وجاء في رد رئيس الأركان: "أعتقد أن مصداقيتنا لدى حلفائنا وشركائنا في العالم، ولدى خصومنا، قيد إعادة النظر بكثير من التمعّن"، وأضاف "يمكن استخدام كلمة تضرر، نعم".

إلا أن وزير الدفاع خالفه الرأي قائلًا: "أعتقد أن مصداقيتنا لا تزال متينة".

الذاكرة الحية

وجاءت هذه التصريحات في مستهل ما يُتوقع أن يكون بعضًا من أشد جلسات الاستماع إثارة للجدل في الذاكرة الحية حول النهاية الفوضوية للحرب التي قُتل فيها جنود ومدنيون أميركيون، وانتهت بعودة حركة طالبان إلى السلطة منتصف أغسطس/ آب الماضي.

وتعقد اللجنتان المشرفتان على الجيش الأميركي بمجلسي الشيوخ والنواب جلسات استماع على مدى اليوم الثلاثاء وغدًا الأربعاء، ويأمل الجمهوريون في التركيز على ما يرون أنها أخطاء ارتكبتها إدارة الرئيس جو بايدن قرب نهاية الحرب التي استمرت لعقدين.

وتأتي الجلسات الحالية في أعقاب استجواب مماثل قبل أسبوعين لوزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي دافع بقوة عن الإدارة، حتى في الوقت الذي وُجهت له فيه دعوات للاستقالة.

وكانت الخسارة الدرامية للحرب في أفغانستان والانسحاب الأميركي الفوضوي أكبر أزمة لبايدن في فترة رئاسته، وأثارت الشكوك حول حنكته في تقدير الأوضاع وخبرته في السياسة الخارجية.

المصادر:
العربي، رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close