جولة مفاوضات أولى في بيلاروسيا.. الجيش الروسي يواصل تحركه نحو كييف
في اليوم الخامس للحرب التي تشنّها موسكو على بلاده، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن عدد الجنود الروس الذين قُتلوا منذ بدء الهجوم تجاوز 4500 جندي.
وبموازاة التطورات الميدانية، شهد اليوم الإثنين انطلاق جولة المفاوضات الأولى بين الوفدَين الأوكراني والروسي في منطقة غوميل البيلاروسية.
وأفادت وكالة "تاس للأنباء" الروسية عن انتهائها، لافتة إلى أن المسؤولين الروس والأوكرانيين سيعودون إلى عاصمتيهم للتشاور قبل جولة محادثات جديدة.
وأكد مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك أن المفاوضات كانت صعبة، لافتًا إلى أن الجانب الروسي كان متحيزًا.
وكانت الرئاسة الأوكرانية قد أوضحت أن هدف المحادثات هو التوصل لوقف فوري لإطلاق النار وانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا.
تحرك متواصل صوب كييف
ميدانيًا، أفادت شركة أميركية خاصة بأن صورًا التقطتها الأقمار الصناعية تُظهر أن القوات البرية الروسية واصلت التحرك صوب العاصمة الأوكرانية بقافلة عسكرية تمتد 27 كيلومترًا.
وذكرت شركة "ماكسار تكنولوجيز" أن القافلة على الطرف الشرقي لمطار أنتونوف، وتضم مئات العربات المدرعة والدبابات والمدفعية وعربات الدعم اللوجيستي، وأنها تواصل التقدم جنوبًا صوب كييف.
وفي السياق، أكد الجيش الروسي أن بإمكان المدنيين مغادرة العاصمة الأوكرانية "بحرية"، متهمًا في الوقت ذاته السلطات الأوكرانية باستخدامهم "دروعًا بشرية"، على حدّ وصفه.
غير أن وزارة الدفاع البريطانية أكدت أن تقدم القوات الروسية صوب كييف تباطأ بسبب الإخفاقات اللوجستية والمقاومة الأوكرانية الشرسة.
وعصرًا، أعلن حاكم خاركيف ثاني أكبر مدن أوكرانيا على الحدود مع روسيا أن 11 شخصًا على الأقل قُتلوا جرّاء قصف روسي على أحياء سكنية، مبديًا مخاوفه من وقوع "عشرات القتلى".
كما أعلنت روسيا سيطرة قواتها على منطقة زابوريجيا جنوب شرقي أوكرانيا، وهي منطقة تضم أكبر المفاعلات النووية في البلاد.
وميدانيًا أيضًا، أفاد مراسل "العربي" أن أوديسا الواقعة على البحر الأسود شهدت اشتباكات بالرصاص الحي.
"وُضعت في مهام قتالية متقدمة"
من ناحيتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن وحدات الصواريخ الاستراتيجية وأسطولها الشمالي وأسطول المحيط الهادئ وُضعت في مهام قتالية متقدمة بناء على أوامر الرئيس فلاديمير بوتين.
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن الوزارة، أن وزير الدفاع سيرغي شويغو أبلغ بوتين أن "المناوبات في مواقع قيادة قوات الصواريخ الاستراتيجية وأسطولَي الشمال والمحيط الهادي وقيادة الطيران بعيد المدى، بدأت في تنفيذ مهام قتالية مع تعزيز عدد الجنود".
كما أعلنت روسيا حظر رحلات تسيّرها شركات طيران من 36 دولة بينها بريطانيا وألمانيا، بعد خطوة مشابهة ضد الطائرات الروسية على خلفية الهجوم على أوكرانيا.
مزيد من العقوبات على روسيا
على المقلب الآخر، أعلنت لندن عزمها فرض مزيد من العقوبات على البنك المركزي الروسي.
وأوضحت الحكومة البريطانية أنها ستمنع المصارف الروسية من استخدام الجنيه الإسترليني، وأي تعاملات عبر البنوك البريطانية.
أما اليابان، فقد أعلن رئيس وزرائها فوميو كيشيدا أن بلاده ستفرض عقوبات على رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو، وستقيّد التعاملات المالية مع المصرف المركزي الروسي.
ولاحقًا، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية قرار واشنطن منع الأميركيين من الانخراط في أي معاملات تخص البنك المركزي الروسي وفرضت عقوبات على صندوق ثروة سيادي رئيس في روسيا.
وأضافت الوزارة في بيان أن العقوبات تستهدف أيضًا صندوق الثروة الوطني ووزارة المالية في روسيا.
تحقيق في جرائم حرب مزعومة
وفي المواقف، حذّر الاتحاد الأوروبي من أن بيلاروسيا قد تبدأ استضافة أسلحة نووية روسية، بعد قرار "خطر للغاية" خلال استفتاء للتخلي عن وضع البلاد غير النووي.
ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في جلسة طارئة للجمعية العامة للمنظمة الدولية بشأن أوكرانيا، أن فكرة حدوث صراع نووي "لا يمكن تصوّرها على الإطلاق".
بدوره، أعلن مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أنه سيطلب موافقة المحكمة على فتح تحقيق في جرائم حرب مزعومة في أوكرانيا.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان، قد نبّه من أن هناك "مخاطر بوقوع فظائع" مرتبطة بالهجوم الروسي على أوكرانيا.
إلى ذلك، كشف فيليبو غراندي مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أن ما يزيد على نصف مليون شخص فروا من أوكرانيا إلى الدول المجاورة، منذ بدء الهجوم الروسي الأسبوع الماضي.
وفي التداعيات الاقتصادية للهجوم، سجل سعر صرف الروبل انهيارًا في مقابل الدولار واليورو في بورصة موسكو، حيث أوقف التداول لأن الأسعار بلغت المستوى الأقصى المحدد سريعًا جدًا.