الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

عنصرية ضد العرب والأفارقة.. مواكبة غربية للحرب في أوكرانيا تثير صدمة

عنصرية ضد العرب والأفارقة.. مواكبة غربية للحرب في أوكرانيا تثير صدمة

Changed

مراسل "العربي" يرصد انتقال الطلاب العرب من دينبرو إلى الحدود البولندية (الصورة: غيتي)
أثار تصريح رئيس الوزراء البلغاري كيريل بيتكوف عن اللاجئين من الشرق الأوسط استغرابًا إعلاميًا ومدنيًا في ظل الهجوم الروسي المستمر على أوكرانيا.

يسجل اللاجئون الهاربون من أوكرانيا أسماءهم في البلدان المجاورة بمئات الآلاف، ويحملون أطفالهم وجزءًا صغيرًا جدًا من ممتلكاتهم ويهربون من الصراع العسكري في بلادهم، حيث يتم الترحيب بهم بحرارة من قبل قادة دول مثل بولندا والمجر وبلغاريا ومولدوفا ورومانيا.

ولكن في حين أثنى العالم على هذا الترحيب الإنساني، إلا أن هذه الإجراءات سلطت الضوء أيضًا على الاختلافات الصارخة في المعاملة التي يتم تقديمها للأوكرانيين مقارنة مع المهاجرين واللاجئين من الشرق الأوسط وإفريقيا وخاصة العرب السوريين الذين طلبوا اللجوء عام 2015.

وأبرز مثل على ذلك، تصريح رئيس الوزراء البلغاري كيريل بيتكوف للصحفيين عن الأوكرانيين حيث قال: "هؤلاء ليسوا اللاجئين الذين اعتدنا عليهم.. هؤلاء الأشخاص أوروبيون".

وأردف: "هؤلاء الناس أذكياء ومتعلمون. هذه ليست موجة اللاجئين التي اعتدنا عليها من أشخاص لم نكن متأكدين من هويتهم وماضيهم الغامض، إذ يحتمل أن يكونوا حتى إرهابيين".

وأضاف: "بعبارة أخرى لا توجد دولة أوروبية واحدة الآن تخشى الموجة الحالية من اللاجئين"، بحسب ما نقلت وكالة "الأسوشييتد برس".

وتفاعل النشطاء من حول العالم مع هذا الكلام الذي رآه البعض "جارحًا ومهينًا" للعرب والأفارقة، حيث أكّدوا أن مثل هذا التصريح "يمزج بين العنصرية والإسلاموفوبيا".

وكشف بيتكوف يوم أمس 27 فبراير/ شباط أن بلغاريا ستنضم إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى وحلف شمال الأطلسي الذين أعلنوا عن استعدادهم لدعم أوكرانيا بالمساعدات الإنسانية واللوجستية والعسكرية.

وأشار إلى أن المساعدات الإنسانية التي سترسلها بلغاريا إلى أوكرانيا ستشمل الملابس والأحذية والخيام والشراشف والبطانيات "للتأكد من أن المواطنين الأوكرانيين يشعرون بدعم بلدنا".

وكان النائب العام الأوكراني السابق ديفيد ساكفارليدزي، قد أثار جدلًا كبيرًا أيضًا خلال مداخلة له مع هيئة الإذاعة البريطانية، حيث قال: "الأوروبيون أصحاب العيون الزرقاء والشعر الأشقر يقتلون".

إنما لم يكن السياسيون وحدهم المتهمين بالعنصرية، إذ تعرض بعض الصحفيين لانتقادات بسبب الطريقة التي واكبوا بها أخبار اللاجئين الأوكرانيين ومقارنتهم مع اللاجئين العرب وغيرهم من الجنسيات بطريقة مهينة. 

حيث قال موفد شبكة الـ"سي بي إس" الأميركية إلى كييف تشارلي داغاتا خلال رسالة إخبارية له يوم 26 فبراير/ شباط: "مع كل الاحترام، هذا ليس مكانًا مثل العراق أو أفغانستان حيث يدور صراع محتدم منذ عقود". "كما تعلمون هذه مدينة حضارية نسبيًا وأوروبية نسبيًا".

كذلك، صرّح فيليب كورب أحد المحللين على قناة "BFMTV" الفرنسية يوم الجمعة: "نحن لا نتحدث هنا عن فرار سوريين من قصف النظام السوري المدعوم من بوتين.. نحن نتحدث عن الأوروبيين الذين يغادرون في سيارات تشبه سياراتنا... لإنقاذ حياتهم". 

في السياق نفسه، لفت مراسل "العربي" في دنيبرو إلى أن الطلاب العرب في أوكرانيا حزموا أمتعتهم وتوجهوا إلى الحدود البولندية والرومانية لكنهم يدفعون للهروب بجهودهم الخاصة بالدولار أو العملة المحلية مقابل ركوبهم الحافلات التي تقلهم في رحلة محفوفة بالمخاطر بسبب عمليات الإنزال الروسية والمعارك الدائرة في مناطق متفرقة. 

ويُزعم أيضًا أنه يُمنع ذوو البشرة السمراء من ركوب القطارات والحافلات التي تنقل الأشخاص إلى الحدود، ولا يُسمح للبعض بالعبور إلى دول أخرى، وفقًا لموقع "بيزنس إنسايدر".

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close