الخميس 16 مايو / مايو 2024

جون بولتون في حديث خاص للعربي: عودة أميركا إلى الاتفاق النووي أكبر خطأ

جون بولتون في حديث خاص للعربي: عودة أميركا إلى الاتفاق النووي أكبر خطأ

Changed

بحث اللقاء أبرز العناوين الرئيسية على الساحة العالمية حاليًا، من الاتفاق النووي الإيراني إلى الحرب في اليمن، مرورا بالعلاقات الأميركية الروسية.

تناول جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي في إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، أبرز العناوين الرئيسية على الساحة العالمية حاليًا، انطلاقًا من الاتفاق النووي الإيراني والوضع الداخلي في إيران إلى الحرب في اليمن، مرورًا بالعلاقات الأميركية الروسية والنفوذ الصيني المتصاعد، وذلك خلال حلوله ضيفًا في "حديث خاص" على "العربي" مع مراسلة القناة في واشنطن ريما أبو حمدية.

الاتفاق النووي والنظام الإيراني

وتعليقًا على الاتفاق النووي ورغبة الإدارة الأميركية الجديدة بالعودة إليه، قال بولتون "أكبر خطأ العودة للاتفاق النووي مع إيران مع السماح لها بتخصيب اليورانيوم".

وهاجم بولتون النظام الإيراني آملًا أن يكون هناك نظام جديد في طهران يمكن التعامل معه ليس فيما يتعلق بالاتفاق النووي فحسب بل كذلك بمسألة السلام والأمن في الشرق الأوسط.

وزعم مستشار ترمب السابق أن شعورًا بعدم الرضا عن النظام الإيراني يسود في طهران، وقال "أعتقد أن النظام في إيران ضعيف"، مستبعدًا في الوقت عينه تغييرًا قريبًا للسلطة الحاكمة.

اليمن.. الحل بالتفاوض

وعن أزمة اليمن، أقرّ بولتون بوجود كارثة إنسانية، وانتقد رفع بايدن جماعة الحوثيين عن لائحة الإرهاب، وأشار إلى أنه"بعد رفعهم عن اللائحة، أخذوا يطلقون الصواريخ على السعودية".

ومن وجهة نظر بولتون، يوجد حل لليمن، وهو أن "يعود كل طرف إلى مكانه، ومكان طهران ليس في اليمن".

وبعد سنوات من حرب أثبتت فشلها، يعتقد بولتون أن جميع الأطراف المنخرطة في اليمن لربما يودون إيجاد مخرج تفاوضي، إلا أنه "من غير الممكن الوصول إلى مفاوضات مرضية من خلال رفع الضغوط عن إيران وأتباعها الحوثيين.

 ووفق بولتون هنالك كارثة إنسانية في اليمن لكن سببها ليس السعودية أو الإمارات إنما "الظروف" الناجمة عن مواصلة إيران دعم الحوثيين.

وقال: "من الناحية الاستراتجية الجميع يعلم ما الذي يعنيه اليمن بالنسبة لإيران، إذ يضعها أمام الباب الخلفي للدول الخليج النفطية. لذلك، فليس مفاجئًا عدم قبول السعودية والإمارات بهذا الأمر لا سيما حينما تستهدف مطاراتها المدنية بالصواريخ. وبالتالي فإن الطريق نحو حلّ في اليمن يكون بإخراج إيران كليًا".

"عاطفة" ترمب تجاه بوتين

وكشف بولتون أنه حتى في ظل "إعجاب" ترمب بفلاديمير بوتين، فقد اتخذت إدارته الكثير من الإجراءات الحازمة ضد روسيا، التي لم تقتصر على العقوبات بل تجاوزتها إلى تغيير القواعد الأميركية بشأن القيام بعمليات لمواجهة الحرب الإلكترونية.

ويعتقد مستشار ترمب السابق أن أمام الرئيس بايدن فرصة، لكنه يرى أنه ارتكب "خطأً فادحاً" في تمديد العمل باتفاقية "ستارت" النووية خمسَ سنوات، فحتى بوتين نفسُه طلب تمديدَها سنةً واحدة فقط. وقال: "أحسب أن بوتين فسّر ذلك بأنه مؤشرٌ على أن إدارة بايدن من حيث الجوهر أكثرُ ليونةً مع روسيا مقارنةً بإدارة ترمب".

 وعن اتفاقية "ستارت"، رأى بولتون أنها اتفاقية سيئة جرى التفاوضُ بشأنها عام 2010 ولم تتناول ما لدى روسيا من أسلحة نووية تكتيكية، بل كانت اتفاقيةً على المستوى الاستراتيجي، مشيرًا إلى "أنه كان من الواجب تضمين الأسلحة النووية التكتيكية وَفـقاً لمعطيات الوقت الراهن. فعمر الاتفاقية اليوم 11 عاماً وثمّةَ الكثير من التطورات التكنولوجية على صعيد الصواريخ الموجَّهة والصواريخ الخارقة لجدار الصوت لم تُأخذ في الحسبان".

وبالنسبة له، فإن اتفاقية "ستارت" الجديدة اتفاقيةٌ ثنائية بين روسيا والولايات المتحدة ولا تتناول القدرات النوويةَ الصينية. وتساءل "هل علينا الانتظار إلى أن تكون لدى الصين ترسانة نووية تضاهي ترسانتي روسيا والولايات المتحدة أو تتفوق عليهما؟".

وأردف أنه لهذا السبب كانت إدارة ترمب على حق حينما قالت إنها تريد إشراك الصين في المفاوضات، كون المسألة وفق بولتون لم تعد صراعًا نوويًا ثنائيَّ القطب، وقال: "ربما يتعيّن إشراكُ فرنسا وبريطانيا في هذه المباحثات كذلك، بحيث تكون القوى النووية الخمس الكبرى، الأطراف في اتفاقية منع انتشار الأسلحة النووية، هي التي ستصوغ المعاهدة النووية الاستراتيجية الجديدة".

التدخل الصيني في الانتخابات الأميركية

وردًّا على سؤال أبو حمدية حول التقرير الاستخباراتي الذي  يشير إلى أن روسيا وإيران تدخلتا في الانتخابات الأميركية مع تبرئة الصين من ذلك، ردّ بولتون: "لم يتم تبرئة الصين، فالتقرير يذكُر أن الصين فكَّرت في التدخل في الانتخابات لكنها قرّرت عدم  فعل ذلك، ولربما تعد هذه الحالة مثالاً على أهمية الردع".

وتابع أنه حتى لو لم تتدخل الصين في انتخابات 2020، فإن نطاق عملياتها الرامية إلى التأثير في الرأي العام الأميركي يبقى أكبر بكثير من نطاق عمليات روسيا أو إيران أو كوريا الشمالية أو أي جهة أخرى.

وأشار  إلى أن "الصين تسعى وراء سياسة بعيدة المدى تتعدّى مجرّد محاولة التدخل في انتخاباتنا، ويمكن القول  عمليات النفوذ الصيني تُمثِّل تهديداً أكبرَ بكثير". 

الصين تريد السيطرة على المنطقة

وأشار بولتون إلى أن أفعال الصين على صعد الاقتصاد والسياسة والنشاط العسكري تظهر سعيها  لبسط سيطرتها على المنطقة، وهذا برأيه "مقلق جداً لكوريا الجنوبية وتايوان وجنوب شرقي آسيا والهند، ولجميع البلدان في محيطها".

وندّد بولتون بمعاملة النظام الصيني لشعبه وخصوًصا الإيغور. وقال: "يظهر لنا هذا الكثير مما يتصل بسلوك الصين على المستوى الدَّولي، وأعتقد أننا يجب أن نفكّر بعُمقٍ في كل جوانب علاقاتنا بالصين وفي كيفية التعامل مع هذا التهديد". 

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close