شهدت محافظات مصرية 6 حالات انتحار بالتزامن مع صدور نتائج امتحانات الثانوية العامة والتي اختلفت عن سابقاتها بسبب النظام الجديد المعتمد لمناهج الامتحانات. وقد سجل انخفاض غير مسبوق في الحد الأدنى المطلوب من العلامات للالتحاق بالكليات الحكومية.
ويرى الباحث في علم النفس محمد الغزالي أن الضغوطات النفسية تزايدت في مصر لا سيما مع انتشار جائحة كوفيد-19، بالإضافة للنظام الجديد المفروض في امتحانات هذا العام، والضغط الذي يمارسه أهالي الطلاب بحقهم إذ يصورون لهم بأن الحياة قد تنتهي بحال عدم نجاحهم.
الغزالي أوضح في حديث إلى "العربي" من مصر أن لا إحصاءات رسمية في مصر حول عدد حالات الانتحار التي تنتج عن الامتحانات.
مرض صامت
وشرح الباحث في علم النفس أن الاكتئاب وهو العامل الأهم الذي يتسبب بالانتحار عادة ما يكون نتيجة ضغوطات الأهل. وهو يتشكل كظل صغير مع الشخص ويكبر معه تدريجيًا.
ويقول الغزالي: "في البداية يتكون الاكتئاب مع أعراض صغيرة كالإحساس بالقلق التقليدي، ثم مشاعر فقدان ويتطور مع الوقت معرضًا صاحبه لهشاشة نفسية تدفعه للانتحار بصمت".
ويعتبر أن الاكتئاب هو مرض صامت، لاسيما في فترة المراهقة حيث يتوقع أبناء تلك الفترة من العمر أنهم مقبلون على حياة عظيمة، فيصطدمون بواقع يتعاظم مع العوامل التي عددها الباحث.
ويلعب الخطاب الإعلامي دورًا مهمًا، اذ يركز على أدوار "القمة" و"النجاحات"، عازلًا هؤلاء الشباب الذين سيشعرون بوحدة وغربة عن مجتمعهم بحسب الغزالي.
ناجون وضحايا
ويرى الغزالي أن "العالم يشهد في الفترة الحالية حالة من الخطر انعكست على مستوى الأفراد بسبب جائحة كوفيد-19 الأمر الذي ضاعف حالات الانتحار في أكثر من دولة، وهذا الخطر يولد شعورًا بالخوف لديهم، ومع تراكم المشاكل العامة في بلدان أخرى فإن الخوف يختلط مع حالات الحزن وفقدان الشغف، حيث تعيش فئات كثيرة على قاعدة يوم بيوم".
وقال الغزالي: إن الأفكار السيئة التي تسيطر على الطلاب تقودهم إلى قناعة بأنهم قد يتعرضون للفشل المتكرر بحال أقدموا على أي عمل آخر، مشددًا على ضرورة مراجعة المختصين عند ظهور بوادر تلك الأفكار منذ البداية.