الخميس 25 يوليو / يوليو 2024

حبس أنفاس في السودان.. ما الغاية من التحرك المفاجئ لقوات الدعم السريع؟

حبس أنفاس في السودان.. ما الغاية من التحرك المفاجئ لقوات الدعم السريع؟

شارك القصة

برنامج "للخبر بقية" يناقش مآلات صراع العسكر المتصاعد في السودان (الصورة: غيتي)
يسود الترقب في السودان في ظل التوتر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع فيما تكثّف القوى السياسية والمدنية جهودها لتفادي الانزلاق إلى ما لا تحمد عقباه.

يؤكد الجيش السوداني أنه لا يرغب في نشوب صراع مسلّح يقضي على الأخضر واليابس وأنه يسعى لإيجاد حلول سلمية لما وصفها "بتجاوزات قوات الدعم السريع التي تفاقم المخاوف والتوترات" على حد تعبيره. 

لكن هذا لم يطمئن القوى السياسية والمدنية في السودان التي تداعت إلى الاجتماع والتباحث استباقًا لأي تطورات خطيرة أو تحرك تأمل من خلاله هذه القوى أن تنزع فتيل التوتر قبل انزلاق الأمور بين الجيش والدعم السريع إلى مآلات لا تُحمد عقباها. 

دعوات لتغليب صوت العقل

ودعت هذه القوى كلًا من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إلى تغليب صوت العقل. ومحور الخلاف بين حميدتي والبرهان هو تردد الأخير في تحديد موعد نهائي واضح لدمج قوات الدعم السريع في الجيش، بحسب مصادر عسكرية.

لكن مختصين بالشأن السوداني يرون أن الخلاف ليس بين جسمين عسكريين وإنما يبدو شخصيًا بين رجلين لديهما أطماع  سياسية متضاربة. وهذا ما تم استنتاجه من خطاب سابق للبرهان حينما تعهّد بإجراءات لمنع انخراط الجيش بالمشهد السياسي، وهي رسالة بدت وكأنها موجهة إلى حميدتي. 

وبينما تحبس الخرطوم أنفاسها بفعل التوتر الذي وُصف بالحساس، تأمل القوى السياسية في السودان أن يكون سحابة عابرة.

وتتجه الأنظار إلى مصير الاتفاق السياسي الذي توصّل إليه العسكر والمدنيون في وقت سابق على أمل إنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب البرهان على الحكومة المدنية عام 2021، خاصة أن التوقيع على الاتفاق تأجل مطلع الشهر الجاري مرتين بسبب خلافات البرهان وحميدتي. 

ومساء الخميس، شدد دقلو على أنه لا يزال ملتزمًا بما جرى التوقيع عليه في الاتفاق الإطاري لتسليم السلطة للمدنيين، كما أكد حرصه على "تعزيز الاستقرار" في البلاد.

طموحات سياسية أجّجت الخلاف

وفي هذا الإطار، يشرح خبير إدارة الأزمات بمركز الدراسات القومية أمين إسماعيل مجذوب أن الخلاف بين الجيش وقوات الدعم السريع بدأ منذ عام 2013 عند تأسيس قوات الدعم السريع حيث كانت هناك خلافات في التبعية.

ولفت في حديث إلى "العربي" من الخرطوم إلى أن قوات الدعم السريع أنشئت لمهمة محددة في مكان محدد وهي منطقة دارفور، وفي وقت محدد، لكن بعد ثورة ديسمبر/ كانون الأول جاءت قوات الدعم السريع إلى الخرطوم وتولت مسؤوليات سياسية بتعيين قائدها عضوًا في المجلس العسكري الانتقالي ومن ثم عضوًا في مجلس السيادة الانتقالي. 

ويعتبر مجذوب أن هذا التغيير في التوجهات جعل لقوات الدعم السريع علاقات إقليمية ودولية، وخلال الأعوام الأربعة الماضية كان قائدها يشارك في كل الملفات الداخلية والخارجية مع رئيس مجلس السيادة.  

كما يشير مجذوب إلى أن الطموحات السياسية لحميدتي والبرهان ظهرت مع الاتفاق الإطاري وبالتالي تأخر توقيعه.

استعراض عضلات

من جانبه، يعرض المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان سعد محمد عبد الله توصيفًا لما تشهده الساحة السودانية، مستبعدًا أن نكون بصدد تمرد من جهة ما لأن قوات الدعم السريع والجيش السوداني شاركا سويًا في إحداث التغيير في السودان. 

ويرى في حديث إلى "العربي" من الخرطوم أن ما يحصل في الشارع السوداني هو أن كل طرف يريد أن يفرض أجندته في المشهد. ويضيف: "نرى في الحركة الشعبية أنه لا بد من الحوار بين كل الأطراف"، لافتًا إلى أن تحرك قوات الدعم السريع هو "جزء من استعراض عضلات وأن الحلول تبحث في الإطار الوطني". 

ويؤكد عبدالله أن القوى الوطنية في السودان تقدّمت بمبادرات لحل الأزمة، معتبرًا أن التفلت الذي يشهده السودان قد يؤدي إلى تهلكة. 

الحرية والتغيير تدعم توحيد الجيش

من جهته، يتساءل عضو المجلس المركزي في الحرية والتغيير علاء الدين نُقد عن ما طرأ على المشهد بعد أن كان البرهان يعتبر قوات الدعم السريع هي من رحم القوات المسلحة. ويوضح أن الخلاف بين البرهان وحمديتي هو أن الأخير أقر بخطأ الانقلاب بينما يرفض البرهان الإقرار بذلك، معتبرًا أن البرهان يرفض الاتفاق الإطاري ضمنيًا. 

وينتقد نُقد التضارب والتناقض في تصريحات المكون العسكري. 

كما ينفي أن يكون المجلس المركزي في الحرية والتغيير  قد احتضن قوات الدعم السريع، مؤكدًا أن قيادات الحرية والتغيير دائمًا ما تتحدث عن تكوين جيش قومي واحد وأن تعدد الجيوش هو خطر يهدد الديمقراطية. 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close