الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

حذف تطبيق المعارضة.. هل رضخت أبل وغوغل لضغوط الكرملين؟

حذف تطبيق المعارضة.. هل رضخت أبل وغوغل لضغوط الكرملين؟

Changed

يتيح التطبيق للمستخدمين معرفة المنافس الذي سيصوتون له في دائرتهم الانتخابية
يتيح التطبيق للمستخدمين معرفة المنافس الذي سيصوتون له في دائرتهم الانتخابية (غيتي)
أعلن الكرملين حذف تطبيق المعارضة الروسية على "متجري" غوغل وأبل بعد صدور "أوامر قضائية" تزامنًا مع انطلاق الانتخابات التشريعية.

أفاد الكرملين، اليوم الجمعة، بأن شركتي أبل وغوغل امتثلتا للقانون الروسي بحذف تطبيق المعارضة المخصص للهواتف المحمولة، والذي يهدف إلى تشجيع التصويت ضد مرشحي الحزب الحاكم.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في كلمة أمام الصحفيين: "هذا التطبيق غير قانوني في بلادنا. تلقت المنصتان أوامر قضائية دفعتهما إلى الامتثال لروح القانون ونصه".

وجاء الإعلان عن حذف التطبيق بعد أشهر من القمع ضد المعارضة واستبعاد منتقدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من الترشح للانتخابات.

واتهم أنصار المعارض المسجون أليكسي نافالني المجموعتين الأميركيتين بالرضوخ لـ"ابتزاز الكرملين".

وقالت قناة فريق نافالني على تلغرام: "الدولة الروسية بكاملها وحتى شركات التكنولوجيا الكبرى ضدنا، لكن هذا لا يعني أننا سنستسلم".

"التصويت الذكي" لمقارعة مرشحي الكرملين

وأنشأ أنصار نافالني منصة أطلقوا عليها اسم "التصويت الذكي" بهدف دعم المرشح الذي غالبًا ما يكون شيوعيًا لمقارعة مرشح الحزب الحاكم "روسيا الموحدة".

ويتيح التطبيق للمستخدمين معرفة المنافس الذي سيصوتون له في دائرتهم الانتخابية. وفي الماضي، لاقى هذا النهج بعض النجاح خصوصا في موسكو عام 2019.

ووفق صحافيين لم يعد التطبيق ظاهرًا في "متجري" غوغل وأبل في روسيا منذ صباح اليوم الجمعة.

ومنع في روسيا أي شخص مناهض للكرملين تقريبًا من الترشح للانتخابات التشريعية المقررة في الفترة الممتدة من 17 أيلول/ سبتمبر إلى 19 منه.

ضغوط روسية على شركات الإنترنت

ووسعت موسكو منذ أسابيع تحذيراتها لشركات الإنترنت العملاقة التي ترفض إزالة محتوى تعتبره غير قانوني، خصوصًا منشورات حركة نافالني المحظورة بسبب "التطرف" منذ حزيران/ يونيو.

كذلك، تم استدعاء ممثلين لشركتي غوغل وأبل أمس الخميس أمام لجنة في مجلس الاتحاد في البرلمان الروسي. وتحدث مسؤولون روس عن اتخاذ إجراءات قانونية في حق منصات ترفض الامتثال للأوامر الروسية.

وقدّر عضو مجلس الاتحاد الروسي السناتور أندريه كليموف رئيس هذه اللجنة اليوم الجمعة، أن "غوغل وأبل توصلتا إلى النتيجة السليمة الوحيدة" من "محادثتهما" في اليوم السابق.

وغرّد إيفان جدانوف، الذي كان مدير منظمة أليكسي نافالني "صندوق مكافحة الفساد" حتى تم حلّها: "حذف تطبيق نافالني من المنصات عمل مخز يندرج في إطار الرقابة السياسية". وأضاف: "غوغل وأبل ترتكبان خطأ فادحًا".

كذلك نشر بريدًا إلكترونيًا أرسلته أبل يشير إلى أن حذف التطبيق كان بسبب طلب من هيئة الرقابة على الاتصالات روسكومنادزور بحجة أن المحتوى غير قانوني في روسيا.

لا تغيير في روسيا

ودعي قرابة 108 ملايين روسي للإدلاء بأصواتهم من اليوم الجمعة إلى الأحد المقبل لانتخاب 450 نائبًا في مجلس الدوما، نصفهم عبر نظام القائمة النسبية والنصف الآخر عبر الغالبية.

وصباح الجمعة في مركز اقتراع أقيم في مدرسة في موسكو، كان عدد الأشخاص الذين حضروا للإدلاء بأصواتهم ما زال قليلًا.

ويأسف يفغيني كوفتونوف، المتخصص في علوم الكمبيوتر، لعدم إنتاج الانتخابات أي "تغيير كبير". وقال: "إنّ الغالبية الحاكمة موجودة هنا منذ فترة طويلة، أريد تغييرًا".

ومن جانبه قال ألكسندر شيروكوف (55 عامًا) وهو سائق في فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي لوكالة "فرانس برس": "لا أتوقع الكثير من الانتخابات لكنني جئت للتعبير عن رأيي".

بخلافه، يشعر ميخائيل ستريلتسوف، وهو متقاعد يبلغ 91 عامًا، بالرضا عن الوضع الراهن ويقول: "أهم شيء هو أن يكون البلد مستقرًا ويتطور".

دعي قرابة 108 ملايين روسي للإدلاء بأصواتهم من اليوم الجمعة إلى الأحد المقبل (غيتي)
دعي قرابة 108 ملايين روسي للإدلاء بأصواتهم من اليوم الجمعة إلى الأحد المقبل (غيتي)

استبعاد المعارضة

وأقصي القسم الأكبر من المعارضة المناهضة لبوتين عن الاقتراع، في ذروة أشهر من القمع بدأ مع اعتقال أبرز معارضي الكرملين أليكسي نافالني أثناء عودته إلى روسيا في كانون الثاني/ يناير الماضي بعد تعرضه لتسميم يتهم به الكرملين.

وحزب روسيا الموحدة الحاكم الذي تتراجع شعبيته على خلفية فضائح الفساد وتراجع المستوى المعيشي في البلاد، يحظى بنسبة تأييد لا تتجاوز 30% في البلاد بحسب استطلاعات الرأي.

لكن الحزب سيفرض نفسه في الانتخابات بسبب عدم وجود منافسة فعلية، إذ أن الأحزاب الأخرى الممثلة في الدوما، من شيوعيين وقوميين ووسطيين، تعتمد نهجًا قريبًا من الكرملين حول القضايا الأساسية.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close