أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" اليوم السبت بأن أجهزة المخابرات الأميركية خلصت إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يأمر على الأرجح بقتل السياسي المعارض أليكسي نافالني (47 عامًا) في سجن بالقطب الشمالي في فبراير/ شباط الماضي.
ولدى عودته إلى روسيا في يناير/ كانون الثاني 2021، بعد تعرضه للتسمم، أوقف المعارض الذي عرف بنشاطه المناهض للفساد، وحكم عليه بالسجن لمدة 19 عامًا بتهمة "التطرف"، ثم نقل إلى سجن في المنطقة القطبية ليعلن عن وفاته في 16 فبراير.
وأثارت وفاته إدانات من العواصم الغربية، حيث اتهم العديد من القادة الرئيس فلاديمير بوتين بالتسبب بها.
واتهم حلفاء نافالني الذين تصفهم السلطات الروسية بـ"المتطرفين"، بوتين بقتله وقالوا إنهم سيقدمون أدلة تدعم اتهاماتهم.
ونفى الكرملين أي تورط للدولة في موت نافالني. ووصف بوتين الشهر الماضي وفاة نافالني بأنها "محزنة"، وقال إنه كان على استعداد لتسليم السياسي المسجون إلى الغرب في تبادل للسجناء بشرط عدم عودة نافالني إلى روسيا أبدًا.
"بوتين لم يأمر بقتل نافالني "
بالمقابل، قال حلفاء نافالني: إن محادثات في هذا الصدد كانت جارية.
ونقلت الصحيفة الأميركية عن مصادر مطلعة لم تكشف هوياتها اليوم السبت، أن أجهزة المخابرات الأميركية خلصت إلى أن بوتين لم يأمر على الأرجح بقتل نافالني، لكنها أضافت أن واشنطن لم تعف الزعيم الروسي من المسؤولية عمومًا عن وفاة هذا المعارض البارز؛ نظرًا لأن السلطات الروسية استهدفته لسنوات وسجنته بتهم قال الغرب إنها ذات دوافع سياسية.
كما تعرض نافالني للتسمم في عام 2020 بغاز أعصاب، لكن الكرملين نفى تورط الدولة في تلك الواقعة.
"تكهنات فارغة"
في السياق ذاته، قال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، اليوم السبت إنه اطلع على تقرير الصحيفة الذي يحتوي على "تكهنات فارغة".
وأضاف بيسكوف في تصريحات للصحفيين: "لقد رأيت التقرير، لا أستطيع أن أقول إنها مادة عالية الجودة تستحق الاهتمام".
وتقرير الصحيفة نقل عن المصادر قولها إن النتائج "لقيت قبولًا على نطاق واسع داخل دائرة المخابرات واطلعت عليه عدة وكالات؛ منها وكالة المخابرات المركزية ومكتب مدير المخابرات الوطنية ووحدة الاستخبارات بوزارة الخارجية".
ونقلت الصحيفة عن بعض مصادرها القول إن التقييم الأميركي استند إلى مجموعة من المعلومات، بما في ذلك بعض المعلومات الاستخبارية السرية وتحليل الحقائق العامة مثل توقيت وفاة نافالني، وكيف ألقت بظلالها على فوز بوتين في الانتخابات الرئاسية في مارس/ آذار الماضي.
لكن ليونيد فولكوف، وهو أحد كبار مساعدي نافالني، وصف النتائج الأميركية بأنها ساذجة وسخيفة، بحسب الصحيفة.
كتاب "باتريوت"
وما يزال، "نافالني" الذي بقي عدو الكرملين لسنوات، يثير الجدل داخل روسيا، لا سيما وأن أرملته يوليا نافالنايا تستعد لإطلاق كتاب فيه مذكرات زوجها، والتي تشهد له "التزامه الثابت بمحاربة الدكتاتورية".
وأعلنت دار "كنوبف" الأميركية قبل فترة أنها ستنشر في 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2024 مذكرات المعارض الروسي الراحل.
وقالت يوليا في بيان نشرته الدار: إن "هذا الكتاب لا يشهد على حياة أليكسي فحسب، بل يشهد أيضًا على التزامه الثابت بمحاربة الدكتاتورية، وهي معركة بذل من أجلها كل شيء، بما في ذلك حياته".
وأوضحت أرملة المعارض التي وعدت بمواصلة نضال زوجها وتعيش في المنفى، عبر منصة "إكس" أن الكتاب المعنون "باتريوت" في نسخته الإنكليزية، سيصدر بإحدى عشرة لغة و"بالروسية أيضًا".
