الجمعة 26 يوليو / يوليو 2024

حرق المصحف في السويد.. إدانات واسعة ودعوات لوقف مظاهر "الإسلاموفوبيا"

حرق المصحف في السويد.. إدانات واسعة ودعوات لوقف مظاهر "الإسلاموفوبيا"

شارك القصة

تقرير لـ"أنا العربي" حول غضب العالم الإسلامي بسبب إحراق نسخة من المصحف الشريف في ستوكهولم في يناير الماضي (الصورة: غيتي)
أدانت دول عربية إحراق نسخة من المصحف الشريف في السويد، معتبرة أن مثل هذه التصرفات تدل على "حقد وكراهية وتطرف".

أثار إحراق متطرف سويدي لنسخة من المصحف الشريف في العاصمة ستوكهولم، الأربعاء أول أيام عيد الأضحى، إدانات رسمية عربية ودعوات إلى وقف مظاهر "الإسلاموفوبيا" المحرضة على العنف والإساءة للأديان.

والأربعاء، مزق سويدي من أصول عراقية، يُدعى سلوان موميكا (37 عامًا)، نسخة من المصحف، وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي، بعد أن منحت الشرطة تصريحًا بتنظيم الاحتجاج إثر قرار قضائي.

"حقد وكراهية وتطرف"

بدوره، أكد مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في بيان، أن مثل تلك التصرفات "تدل على حقد وكراهية وتطرف"، داعيًا إلى ضرورة تحرك السلطات السويدية لوقفها "بشكل فوري".

ويضم المجلس 6 دول هي: السعودية والإمارات وقطر والكويت البحرين وسلطنة عمان.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، إن "هذه الأعمال البغيضة والمتكررة لا يمكن قبولها بأي مبررات، وهي تحرض بوضوح على الكراهية والإقصاء والعنصرية".

من جهتها، حذرت خارجية الكويت في بيان، من أن ما حدث "خطوة استفزازية خطيرة من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم"، داعية المجتمع الدولي والحكومة السويدية إلى "تحرك سريع لنبذ مشاعر الكراهية والتعصب ووقف هذه الإساءات".

وشددت الخارجية اليمنية على أن "تعمد استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم في مناسبات إسلامية مقدسة من قبل حركة متطرفة بغيضة يستلزم محاسبة ومعاقبة كل من يشجع ويقف خلف هذه الإساءات المتكررة".

ودعت الوزارة، عبر بيان، إلى "اتخاذ التدابير الكفيلة بمنع تلك الإساءات التي تستهدف نشر ثقافة الكراهية ولا تؤمن بقيم التسامح".

احترام الرموز الدينية

وفي الأردن، قالت الخارجية في بيان إن "إحراق المصحف الشريف هو فعل من أفعال الكراهية الخطيرة، ومظهر من مظاهر الإسلاموفوبيا المحرضة على العنف والإساءة للأديان، ولا يمكن اعتباره شكلًا من أشكال حرية التعبير مطلقًا".

ودعت الوزارة إلى "وقف مثل هذه التصرفات والأفعال غير المسؤولة، ووجوب احترام الرموز الدينية، والكف عن الأفعال والممارسات التي تؤجج الكراهية والتمييز".

كما أكدت الخارجية الفلسطينية أن "الاعتداء على القرآن الكريم من قبل متطرف حاقد، تعبير عن الكراهية والعنصرية واعتداء صارخ على وقيم التسامح، وقبول الآخر والديمقراطية، والتعايش السلمي بين أتباع الديانات كافة".

وشددت، في بيان، على أن "هذا العمل العنصري يتناقض تمامًا مع حرية التعبير عن الرأي، ويمس بمشاعر ملايين المسلمين في العالم".

من ناحيته، أدان المغرب العمل "العدائي وغير المسؤول" المتمثل بإحراق نسخة من المصحف في السويد، معلنًا عن استدعاء سفيره لدى ستوكهولم للتشاور، وفق بيان رسمي صدر ليل الأربعاء الخميس.

مزق سويدي يُدعى سلوان موميكا نسخة من المصحف وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي
مزق سويدي يُدعى سلوان موميكا نسخة من المصحف وأضرم النار فيها عند مسجد ستوكهولم المركزي - غيتي

وأعربت الخارجية المغربية عن أسفها لأن "الحكومة السويدية رخصت مرة أخرى لتنظيم مظاهرة خلال هذا اليوم (الأربعاء) تم خلالها إحراق نسخة من المصحف الشريف أمام مسجد في ستوكهولم"، بحسب البيان.

وأضافت: "هذا العمل العدائي غير المسؤول الجديد يضرب عرض الحائط مشاعر أكثر من مليار مسلم في هذه الفترة المقدسة التي تتزامن وموسم الحج وعيد الأضحى".

وأعلنت الوزارة أنه بتعليمات من الملك محمد السادس تم استدعاء القائم بأعمال السويد بالرباط "في مواجهة هذه الاستفزازات المتكررة".

وأشارت إلى أنه خلال هذا الاستدعاء "تم التعبير عن إدانة المملكة المغربية بشدة لهذا الاعتداء ورفضها لهذا الفعل غير المقبول".

كما جرى استدعاء سفير المغرب لدى السويد كريم مدرك الذي يشغل منصبه منذ 14 ديسمبر/ كانون الأول 2021 "للتشاور لأجل غير مسمى"، وفق البيان.

وفي سياق متصل، اعتبر البرلمان العربي في بيان، أن ما حدث "عمل تحريضي من شأنه تأجيج مشاعر المسلمين حول العالم"، مستنكرًا استمرار السلطات السويدية في تلك "الاستفزازات".

وقال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سامي أبو زهري، عبر تغريدة، إن "إحراق المصحف "هو استفزاز لمشاعر المسلمين في العالم وعدوان على معتقداتهم"، داعيًا إلى "وقف هذه الأعمال العدائية".

كما قال المتحدث باسم حركة "الجهاد الإسلامي" داوود شهاب: "ندين هذه الأفعال العدوانية"، محذرًا من أن "هذه الاعتداءات على القرآن الكريم أو على المساجد من شأنها إشعال حرب دينية".

من ناحيته، قال الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على القره داغي، في بيان، إن إحراق المصحف "عنصرية وليست حرية وتوحش فردي مدعوم من الجهات الرسمية لا ينبغي السكوت عنه".

وفي لبنان، أكد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، عبر بيان، أن ما حدث "عدوان على الأمة الإسلامية وانتهاك فاضح لحرية الدين والمعتقد".

وطالب المجلس بوقفة "جادة أمام الحرب الدينية"، داعيًا الشعوب والمثقفين إلى الضغط على الحكومة السويدية لـ"إيقاف هذا العدوان".

وهذه ليست الواقعة الأولى في السويد، حيث يعيش أكثر من 600 ألف مسلم، ففي 21 يناير/ كانون الثاني الماضي، أحرق زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنماركي اليميني المتطرف راسموس بالودان نسخة من المصحف قرب السفارة التركية في ستوكهولم، وسط حماية من الشرطة، ما أثار احتجاجات عربية وإسلامية، بموازاة دعوات إلى مقاطعة المنتجات السويدية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات