شنت طائرة مسيّرة إسرائيلية اليوم الثلاثاء غارة جديدة على أطراف بلدة محيبيب جنوبي لبنان، فيما نعى حزب الله اثنين من مقاتليه بعد استشهادهما إثر مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي عند حدود لبنان الجنوبية.
وارتفعت حصيلة شهداء حزب الله منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 63 شهيدًا، فيما يتواصل تبادل القصف عبر الحدود بين الحزب وفصائل فلسطينية من جهة وقوات الاحتلال من جهة أخرى.
وأعلن حزب الله عن الشهيدين في بيانين منفصلين من دون تحديد مكان استشهادهما في الجنوب، فيما كان الجيش الإسرائيلي يعلن أن "طائرات مقاتلة هاجمت أهدافًا لحزب الله في جنوب لبنان ردًا على إطلاق النار الذي تم تنفيذه في وقت سابق من اليوم (أمس)، بالتزامن مع القصف المدفعي".
غارات عنيفة
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن المتحدث باسم الجيش قوله: "من بين الأهداف التي تم استهدافها عدد من المواقع التي توجد بها وسائل تكنولوجية لحزب الله، ومخزن أسلحة ومواقع إطلاق وبنى تحتية"، حسب قوله.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، مساء أمس، إن "الطيران المعادي أغار على المنطقة الواقعة بين بلدتي الضهيرة وعلما الشعب، كما استهدف بغارات عنيفة منطقة جل العلام مقابل الناقورة".
من جانبه، أكد رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، هاشم صفي الدين، جهوزية حزبه وقدرته على مواجهة إسرائيل، مذكرًا بجولاته القتالية السابقة التي خاضها معها.
وقال إن الحزب كان طوال المراحل السابقة، في معركة حقيقية مع الجانب الأميركي، الذي كان يضع إسرائيل في الواجهة لتحديد مكاسب له، وفق تعبيره.
ومنذ 8 أكتوبر الماضي، تشهد الحدود اللبنانية الجنوبية بوتيرة يومية، قصفًا متبادلًا ومتقطعًا بين الجيش الإسرائيلي من جهة، وحزب الله وفصائل فلسطينية في لبنان من جهة أخرى، تخلله استشهاد مدنيين لبنانيين، واستهداف إسرائيلي لبيوت ومنازل وأحراش القرى الجنوبية اللبنانية.
"الأرض المحروقة"
وأعلن حزب الله مساء الأحد أنه قصف مستوطنة "كريات شمونة" الإسرائيلية بالصواريخ، ردًا على استشهاد لبنانية و3 أطفال جنوب البلاد، فيما أعلن لبنان تقديمه لشكوى إلى مجلس الأمن الدولي.
والجمعة، قال أمين عام حزب الله حسن نصر الله، في أول كلمة متلفزة له منذ بداية الحرب على غزة، إن جماعته دخلت معركة "طوفان الأقصى" في 8 أكتوبر الماضي، أي بعد يوم من انطلاقها في غزة، مؤكدًا أن "خيارات المقاومة مفتوحة".
بدوره، دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، السبت الماضي، إلى ضرورة العمل على "وقف العدوان الإسرائيلي على جنوبي لبنان وسياسة الأرض المحروقة"، بحسب بيان لمكتب ميقاتي عقب اجتماعه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في العاصمة الأردنية عمّان.