Skip to main content

حزمة مساعدات جديدة لكييف يحملها العام الجديد.. هل اقتربت مرحلة الحسم؟

السبت 31 ديسمبر 2022

مع دخول الحرب الروسية على أوكرانيا شهرها العاشر، يحمل العام الجديد حزمة من المساعدات العسكرية والمالية الغربية لأوكرانيا.

وتتصدر الولايات المتحدة الدول الغربية من حيث حجم الأموال والأسلحة، التي تم تقديمها لأوكرانيا منذ بداية الحرب، والتي بلغت حوالي 50 مليار دولار. 

ولعل أهم دعم عسكري تتلقاه كييف من واشنطن هو حصولها على صواريخ جافلين وصواريخ ستينغر، وهما منظومتان للدفاع الجوي تم استخدامهما في الحرب الدائرة.

وكان المشرعون الأميركيون قد أقروا أخيرًا مساعدات لأوكرانيا تبلغ 45 مليار دولار. وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن بلاده ستقدم نحو 1.85 مليار دولار كمساعدة عسكرية إضافية لأوكرانيا، تشمل نقل أنظمة "باتريوت".

وتعد "باتريوت" منظومة دفاع صاروخي أرض جو، وهي من الأكثر تطورًا في الترسانة الأميركية استُخدمت لأول مرة خلال حرب الخليج في عام 1991، ولاحقًا أثناء غزو العراق في عام 2003.

وقد صُممت لاعتراض الطائرات والصواريخ البالستية، ويمكنها كذلك إسقاط الطائرات المسيرة لكنها مكلفة للغاية لتدمير مسيرات لا تكلف سوى آلاف الدولارات.

مساعدات بريطانية وتدريب جنود

إلى ذلك، تحتل بريطانيا المركز الثاني في ترتيب الدول التي تقدم دعمًا عسكريًا وسياسيًا واقتصاديًا لأوكرانيا، حيث بلغت قيمة المساعدات حوالي 9 مليارات دولار في صورة أسلحة متطورة من منظومات صواريخ ودبابات ومدرعات.

ويقدم الجيش البريطاني الدعم والتدريب للجنود الأوكرانيين على الحدود البولندية الأوكرانية.

وقد تعهد رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بأن تصل قيمة مساعدات بلاده العسكرية إلى أوكرانيا خلال عام 2023 إلى 2.3 مليار جنيه إسترليني وربما أكثر. 

بموازاة ذلك، تُعد أيضًا كل من ألمانيا وبولندا وكندا والنرويج والسويد والدنمارك والتشيك وفرنسا من بين أبرز الدول الداعمة لأوكرانيا. 

وقد فرضت هذه الدول سلسلة من العقوبات المالية على أفراد وكيانات روسية.

"المساعدات الغربية ليست صدقة"

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي زار الولايات المتحدة، أكد أن المساعدات الغربية والأميركية ليست صدقة، بل هي استثمار في الأمن العالمي والديمقراطية، لا سيما وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا ينوي وقف الحرب الوحشية، بحسب تعبيره.

في المقابل، قلّل بوتين من أهمية وفاعلية نظام باتريوت، الذي وصفه بـ"القديم". وأكد أنه لا توجد حدود مالية للجيش الروسي.

وكان الكرملين حذر من أن إرسال مزيد من الأسلحة الأميركية إلى أوكرانيا لن يؤدي إلا إلى مفاقمة النزاع.

وفي خضم الحرب الدائرة، كشف بوتين عن إستراتيجية الجيش الروسي الجديدة وأن بلاده تعمل على تطوير أسلحة فرط صوتية لا مثيل لها على مستوى العالم.

وتعهّد بتحقيق أهداف تتعلق بتطوير قدرات بلاده النووية، وتحقيق أهداف العمليات العسكرية في أوكرانيا.

ويقول الخبراء إن الأسلحة والمساعدات الغربية غير قادرة على هزيمة روسيا، ولكنها قد تكون فعالة في ضمان استمرارية الحرب وعدم هزيمة أوكرانيا. فروسيا بلد نووي وتُعد ثاني أكبر قوة عسكرية في العالم.

ويورد تقرير لمجلة "فورين أفيرز"، أن الإعلانات عن حزم المساعدات تلعب دورًا في استنزاف العزم الروسي. كما تدفع الشركاء الأوروبيين للمساعدة أكثر وجعل موارد أوكرانيا تبدو بلا حدود.

"مفهوم مفاوضات السلام متباين"

بدوره، لا يرى الأكاديمي والمحلل السياسي هاني شادي، اقتراب نهاية الحرب الروسية على أوكرانيا، لا سيما وأن التصريحات من جانب روسيا والغرب هي للشد والجذب.

ويقول في حديثه إلى "العربي" من موسكو إن "الرئيس بوتين كان أعلن قبل عدة أيام أن روسيا لا ترفض التفاوض على حلول مقبولة، وبعد يوم واحد قال السكرتير الصحفي للكرملين إنه لا تفاوض على أساس الخطة التي تطرحها كييف ولا بد من تنفيذ الشروط الروسية.

ويشير إلى تباعد كبير بين كييف وموسكو من ناحية، وواشنطن والغرب بصورة عامة وموسكو من ناحية أخرى في ما يتعلق بطريقة معالجة الحرب الروسية على أوكرانيا.

ويلفت إلى أن روسيا تصعد حاليًا المعارك في معظم أنحاء أوكرانيا، وتقوم هذه الأخيرة بدورها بالرد ويدعمها الغرب بأسلحة جديدة.

وفيما يقول إن هذه الأسلحة دفاعية وربما تكون محدودة التأثير في هذه الحرب؛ يوضح أن كييف ما زالت صامدة، في حين تكثف روسيا من أجل أن تخضع أوكرانيا لشروطها، مؤكدًا أن مفهوم مفاوضات السلام بين الطرفين متباين تمامًا.

المصادر:
العربي
شارك القصة