في حقول إدلب السورية، تتفتح الورود لتعطي الأمل بعالمٍ بعيدٍ عن صخب الحرب وآلامها، فتجلب معها مهنةً تسعد قلوب السكان المحليين المتعطشين للفرح.
ففي بلدة كللي بمحافظة إدلب ترسم الورود المتفتحة في الحقول لوحات تعانق السماء، فيلتقي جمالها بألوانها، ويجلب حصادها السعادة للسكان.
هذا ما أكّدته طفلة نازحة كشفت أنها تأتي يوميًا من مخيمها لحصد الورد في إحدى الأراضي، وقالت: "أنا فرحة كثيرًا بحصد الورد رغم أنني أعاني أحيانًا من خدوش في يدي تضايقني، لكنني سعيدة لأنني أؤمّن من خلال هذا العمل مدخول أسرتي".
ما بعد الحصاد
يحصد السوريون من هذه الأرض المعطاءة الورود، ليتم تقطيرها في معامل خاصة واستخدامها في مجالات عدة طبيعية وطبية، مثل المواد التجميلية، وصناعة ماء الورد، والمشروبات الساخنة مثل الزهورات، كما أن الورد البلدي يمكن طبخه على شكل مربيات.
وبالتالي، يمكن أن يزهر الجمال حتى في ظل الصراعات والدمار، وهذه هي رسالة سكان كللي التي تعكس إرادة إدلب الوردية.
حصاد الورد.. مهنة للسوريين بعيدا عن صخب الحرب وآلامها#سوريا تقرير: ريم شعبان pic.twitter.com/qlMYeXUF9E
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 25, 2023
أمل رغم الصعاب
ويأتي فصل الربيع في محافظة إدلب، ليرسم الأمل بعد شتاء قاسٍ شهد خلاله السكان والنازحون على مأساة تتكرر كل عام وهي غرق عدد كبير من المخيمات بالأمطار، والأضرار الكبيرة التي أدت إلى ترك عشرات العائلات بلا مأوى.
كذلك، يحاول القطاع الزراعي في شمال غربي سوريا بشكل عام النهوض من جديد، بعد ما تعرّض له من نكسات متكررة، وذلك عبر عمليات استصلاح الأراضي التي يقوم بها المزارعون بجهود فردية.
لكن عمليات الاستصلاح ستظل ناقصة ما لم يتم وضع خطة شاملة تشمل الأراضي الحرجية، وتحويلها إلى غابات تعيد التنوع الحيوي إلى المكان، بحسب مختصين في المجال الزراعي في المنطقة.