الجمعة 3 مايو / مايو 2024

حصاد 2021 في أفغانستان.. عام مثقل بالأزمات وتحديات الاعتراف الدولي بطالبان

حصاد 2021 في أفغانستان.. عام مثقل بالأزمات وتحديات الاعتراف الدولي بطالبان

Changed

يطوي الأفغان عامًا من التحولات السياسية الكبرى المثقلة بالأزمات، فيما تشخص الأنظار إلى عام جديد يأملون أن يحمل معه بعض الانفراجات في ظل غيات التسويات.​​​​​​​

شهدت أفغانستان عام 2021 تحولات كبرى تمثلت في انسحاب القوات الأميركية بعد 20 عامًا، وسيطرة حركة طالبان على السلطة لتواجه العديد من التحديات الداخلية والخارجية.

طالبان تعود إلى السلطة

ففي 15 أغسطس/ آب الماضي، دخلت طالبان العاصمة كابل لتعلن السيطرة على كامل الأراضي الأفغانية، في أعقاب مغادرة الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني للبلاد.

أما الأسبوعان الأخيران من أغسطس 2021، فبدّلا الخارطة السياسية في البلاد وتخللتهما صور واقعية قد لا يجيد صناع السينما إخراجها، حيث صدم العالم برؤية حشود من المواطنين تتزاحم لبلوغ المطار علها تنجح في ركوب طائرة إلى وجهة غير معروفة.

نهاية الوجود الأميركي في أفغانستان

تزامنًا، سقط الجيش الأفغاني الذي كلّف الولايات المتحدة عشرات المليارات من الدولارات لبنائه، وواصلت القوات الأميركية انسحابها وصولًا إلى مغادرة آخر جندي أميركي أرض أفغانستان يوم 31 أغسطس.

وبهذا المشهد، أنهت الولايات المتحدة وجودها العسكري الذي دام 20 عامًا، مع فرض طالبان "أمرًا واقعًا" لطالما انتظرته منذ توقيع اتفاقية السلام مع أميركا العام الماضي في الدوحة.

طالبان والاعتراف الدولي

وعلى وقع الأحداث المتسارعة، تحتم على طالبان الإسراع في تشكيل حكومة أعلن عنها في 7 سبتمبر/ أيلول الماضي، وضمت أعضاءً معظمهم من القومية البشتونية ومن لونٍ طالباني واحد.

إنما هذا الواقع دفع بالمجتمع الدولي إلى عدم الاعتراف بالحكومة الجديدة والمطالبة بأخرى تشمل كافة أطياف المجتمع الأفغاني، إضافة إلى إعطاء المرأة حقوقها.

فعادت طالبان إلى الدوحة مرتين، للتفاوض مع الأميركيين في أعقاب إعلانها توسعة وزارية مرتين، لكنها لم تنجح في إقناع العالم بتطعيم حكومتها ببعض وجوه القوميات الأخرى، ما دفع بأميركا إلى الإصرار على موقفها ومعها دول العالم بعدم الاعتراف بحكومة طالبان وبالتالي عدم الإفراج عن الأموال الأفغانية المجمدة في المصارف العالمية.

وهكذا باتت طالبان محاصرة خارجيًا من عالم يطالبها بأجندة واضحة، وداخليًا بتفجيرات إرهابية يتبناها تنظيم الدولة وأخرى اقتصادية تسببت بها الأزمة المستفحلة، بينما يبقى الشعب الأفغاني ضحية الصراعات المتواصلة منذ عقود.

وفي المحصلة، يطوي الأفغان عامًا من التحولات السياسية الكبرى المثقلة بالأزمات، فيما تشخص الأنظار إلى عام جديد يأملون أن يحمل معه بعض الانفراجات في ظل انسداد الأفق وغيات التسويات.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close