الخميس 25 يوليو / يوليو 2024

"حيرة" أميركية.. الاشتباه في إصابات جديدة بمتلازمة هافانا في أوروبا

"حيرة" أميركية.. الاشتباه في إصابات جديدة بمتلازمة هافانا في أوروبا

شارك القصة

وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن (غيتي)
وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن (غيتي)
الحكومة الأميركية تشتبه في إصابة دبلوماسيين أميركيين "بمتلازمة هافانا" في جنيف وباريس، وبلينكن "لا يعرف من هو المسؤول".

أعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، اليوم الخميس، أنّ الولايات المتحدة لا تزال تحاول معرفة من أو ما هو المسؤول عن "المرض الغامض" الذي يعرف باسم "متلازمة هافانا"، والذي أصاب دبلوماسييها في بعثات بجميع أنحاء العالم، مع استمرار تزايد الحالات المشتبه فيها.

فقد صرّح بلينكن لمحطة "إم إس إن بي سي" الأميركية: "نحن نعمل لساعات إضافية مع الحكومة بأكملها للوصول إلى حقيقة ما حدث، ومن المسؤول". مضيفًا أنه "في الوقت الراهن علينا الاهتمام بالمتضررين وحماية أفراد شعبنا بكل ما في وسعنا".

 "مرض" يصيب الدبلوماسيين الأميركيين

وجاءت تعليقات وزير الخارجية عقب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال"، نشر الخميس، نقلت فيه عن مصادر مطّلعة أن مسؤولين عاملين في بعثات دبلوماسية أميركية في جنيف وباريس يُشتبه في إصابتهم بمرض عصبي غامض يُعرف باسم "متلازمة هافانا"، وتم إجلاء واحد على الأقل منهم إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج.

أما أول إبلاغ عن هذه الهجمات المشتبه فيها على المسؤولين الأميركيين العاملين في المدينتين الأوروبيتين، فكان لوزارة الخارجية في واشنطن، خلال الصيف الماضي.

فعلى الرغم من توثيق حالات أمراض عصبية لموظفين تابعين لوزارة الخارجية الأميركية في صيف 2021، لكن هذا التقرير يعد كشفًا رسميًا عن الواقعة.

في حين يُعتقد أن نحو 200 دبلوماسي أميركي وأفراد من عائلاتهم في الخارج أصيبوا بمتلازمة هافانا، منذ بداية توثيق هذه الحالات عام 2016 حيث تم تسجيل إصابة دبلوماسيين آخرين بهذه الحوادث الغامضة، أثناء أدائهم واجباتهم الدبلوماسية في الصين وأميركا الجنوبية، وأماكن أخرى في أوروبا كالنمسا.

ما هي عوارض "متلازمة هافانا"؟

و"متلازمة هافانا"، هي ظاهرة صحية ظهرت للمرة الأولى في كوبا عام 2016، بعدما سمع دبلوماسيون أميركيون أصواتًا حادة جدًا، وبدأوا يعانون من صداع شديد، ودوار أو غثيان. وأطلق عليها هذا الاسم تيمنًا بالعاصمة الكوبية.

أما عن الحالات المشتبه فيها مؤخرًا، فذكرت الصحيفة الأميركية أن هناك ثلاث حالات موثقة في قنصلية جنيف، احتاج أحدها إلى إجلائه من سويسرا لتلقي العلاج الطبي في الولايات المتحدة. بينما تم العثور على حالة واحدة مشتبه بها على الأقل في باريس.

وكشف الأفراد المصابين بهذه المتلازمة التي تصنفها الإدارة الأميركية على أنها "حادث صحي شاذ"، أنّ ما يعانون منه هو مجموعة من الأمراض، بما في ذلك الدوار، والصداع، وطنين الأذن، والغثيان، والضعف في البصر والسمع. كما تم تشخيص إصابة البعض بإصابات دماغية الرضحية (Traumatic brain injury).

كما يشير تقرير "وول ستريت" إلى أنّ قيادة البعثة الأميركية في جنيف أبلغت المسؤولين بهذه الحوادث خلال اجتماع خاص. أما في باريس، فقد أبلغ مسؤولون كبار في السفارة، حكومة بلادهم بالحالة المشتبه فيها عبر البريد الإلكتروني.

وتطلب الحكومة الأميركية من جميع موظفيها في الخارج، الإبلاغ عن أي أعراض غير عادية يشعرون بها.

إصابات من "مصدر مجهول"

يذكر أن حالتي جنيف وباريس هي الأحدث في أوروبا، حيث تم الإبلاغ سابقًا عن حالات أيضًا في النمسا وصربيا وألمانيا.

وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أيضًا، أن ما يقرب من ست حالات حديثة اكتشفت في مجمع السفارة الأميركية الضخم في بوغوتا، كولومبيا. كما أن القنصليات في الصين سجلت فيها أيضًا حالات مشتبه فيها. وكانت هناك حالات غير مؤكدة في بولندا وتايوان وجورجيا وحتى في واشنطن العاصمة.

ويقدّر بعض المسؤولين الأميركيين أن تكون هذه الأعراض ناجمة عن هجمات تستخدم طاقة التردّد اللاسلكي مثل إشعاع الميكروويف.

في المقابل، يحذّر المسؤولون من صعوبة تحديد عدد الضحايا بدقة لأنه يجب التحقق من كل حالة طبيًا، إذ تختلف التفسيرات الطبية والأعراض بين فرد وآخر. 

ورغم مرور سنوات على ظهور الأعراض الأولى لهذا المرض الغريب، لم تحدد الحكومة الأميركية بعد من يقف وراء هذه الهجمات المحتملة وما هي الآلية أو الآليات المستخدمة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close