الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

خبراء يحذّرون.. الذكاء الاصطناعي يمثّل "تهديدًا وجوديًا" للملايين

خبراء يحذّرون.. الذكاء الاصطناعي يمثّل "تهديدًا وجوديًا" للملايين

Changed

نافذة خاصة من "العربي" تبحث في مخاطر تطوير الذكاء الاصطناعي (الصورة: غيتي)
تشمل المخاطر المرتبطة بالطب والرعاية الصحية "إمكانية ارتكاب الذكاء الاصطناعي أخطاء يمكن أن تتسبب في إلحاق الضرر بالمرضى"، وفقًا لمتخصّصين.

حذّر أطباء وخبراء صحة عامة من أن الذكاء الاصطناعي قد يضر بصحة الملايين وقد "يشكل تهديدًا وجوديًا للبشرية"، مطالبين بوقف تطوير الذكاء الاصطناعي العام حتى يتم تنظيمه.

فالذكاء الاصطناعي قادر على القيام بتحديثات ثورية في مجال الرعاية الصحية عن طريق تحسين تشخيص بعض الأمراض، وإيجاد طرق أفضل لعلاج المرضى، وتوسيع نطاق الرعاية لشرائح أكبر من الناس.

ومع ذلك، قد يتسبب تطوير الذكاء الاصطناعي أيضًا في إمكانية حدوث تأثيرات سلبية على الصحة، وفقًا لتقرير نشره متخصّصون في الصحة من المملكة المتحدة، والولايات المتحدة، وأستراليا، وكوستاريكا وماليزيا في مجلة BMJ Global Health.

مخاطر طبية

فقد أشار الخبراء إلى أن المخاطر المرتبطة بالطب والرعاية الصحية "تشمل إمكانية ارتكاب الذكاء الاصطناعي أخطاء يمكن أن تتسبب في إلحاق الضرر بالمرضى، إلى جانب مخاوف بشأن الخصوصية وأمن البيانات، واستخدام الذكاء الاصطناعي بطرق ستزيد من التفاوت الاجتماعي والصحي".

أحد الأمثلة على هذا الضرر، كان استخدام جهاز قياس نسبة الأكسجين في الدم بالذكاء الاصطناعي الذي قدّر مستوى الأكسجين بشكل أعلى مما هو عليه فعليًا لدى المرضى ذوي البشرة الداكنة، مما قد يهدد بسوء علاجهم من حالة النقص في الأكسجين، على حدّ قولهم.

كذلك، للذكاء الاصطناعي تهديدات عالمية أوسع نطاقًا تطال صحة الإنسان وحتى وجوده بشكل عام، "إذ قد تضر هذه التكنولوجيا بصحة الملايين عبر التحكم والتلاعب في الأشخاص وحالاتهم الصحية.. والتأثير على الصحة العقلية الناجمة عن البطالة الجماعية في حال استبدلت أنظمة الذكاء الاصطناعي عددًا كبيرًا من العمال".

تهديد نفسي ومجتمعي

وتابع التقرير: "عندما يجتمع مع القدرة المتزايدة بسرعة على تشويه أو تحريف الواقع باستخدام التزوير العميق، قد يزيد نظام المعلومات الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي من تقويض الديمقراطية من خلال إحداث انهيار عام في الثقة أو التسبب في الانقسام الاجتماعي والصراعات، مع تأثيرات صحية عامة مترتبة على ذلك".

كذلك، قد تنشأ التهديدات أيضًا من فقدان الوظائف التي سترافق نشر تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع، مع تقديرات تتراوح بين عشرات إلى مئات الملايين خلال العقد المقبل.

صورة مصممة بالذكاء الاصطناعي مستوحاة من لوحة للرسام يوهانس فيرمير - غيتي
صورة مصممة بالذكاء الاصطناعي مستوحاة من لوحة للرسام يوهانس فيرمير - غيتي

وتؤكد مجموعة الخبراء أنه "على الرغم من أنه سيكون هناك العديد من الفوائد لإنهاء العمل المتكرر والخطر والمزعج، إلا أننا نعلم بالفعل أن البطالة مرتبطة بشكل قوي بنتائج وسلوكيات صحية سلبية".

علاوة على ذلك، لا يعرف العلماء بعد كيف سيستجيب المجتمع "نفسيًا وعاطفيًا" لعالم لا يتوفر فيه العمل أو لا لزوم له، منبّهين لضرورة وضع الحكومات سياسات وإستراتيجيات وصفوها بالضرورية لكسر الارتباط بين البطالة واعتلال الصحة.

مخاوف مشتركة

يذكر أنه في الآونة الأخيرة، طالب عدد من رواد التكنولوجيا ورجال الأعمال الناشطين في هذا القطاع بتعليق تطوير برامج الذكاء الاصطناعي بشكل مؤقت إلى حين اعتماد ضوابط قانونية وتنظيمية، تساعد على التمييز بين الأعمال الأصيلة التي هي من صنع البشر وتلك المنشأة من قبل هذه البرامج.

واللافت من هذه المطالبات، أنها جاءت من قبل بعض مطوري الذكاء الاصطناعي مثل إيلون ماسك وسام ألتمان رئيس شركة "أوبن إي أي"، حيث عبّر هذا الأخير عن مخاوفه من استخدام منتجات شركته في الهجمات الإلكترونية، ونشر المعلومات المضلّلة.

كما يظهر العامل الأخلاقي التربوي، كأحد الاعتبارات التي تقف وراء هذه الدعوات وضرورة إخضاع الذكاء الاصطناعي لمعايير وقيم عالمية من أجل ترشيد استخدامها.

وفي هذا الصدد كانت منظمة "اليونسكو" قد أطلقت توصياتها الخاصة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي عام 2021، كإطار استرشادي وتقني لصانعي السياسات لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه التكنولوجيا وتجنب المخاطر الناجمة عنها.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close