الأحد 28 أبريل / أبريل 2024

خصصت 600 مليون دولار.. واشنطن تسعى لاحتواء بكين في المحيط الهادئ

خصصت 600 مليون دولار.. واشنطن تسعى لاحتواء بكين في المحيط الهادئ

Changed

تقرير لـ"العربي" يسلط الضوء على التوتر الأميركي الصيني حول تايوان والمحيط الهادئ (الصورة: رويترز)
تعتزم واشنطن تعيين مبعوث إلى المحيط الهادئ وإطلاق إستراتيجية وطنية للمنطقة، وفتح سفارتين جديدتين واحدة في تونغا والأخرى في كيريباتي.

أعلنت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس الأربعاء عن تمويل يصل إلى 600 مليون دولار في منطقة المحيط الهادئ، في محاولة لاحتواء تقدم الصين في هذه المنطقة.

وقالت هاريس: إن "واشنطن ستفتح سفارتين جديدتين واحدة في تونغا والأخرى في كيريباتي".

وأضافت مخاطبة منتدى جزر المحيط الهادئ في سوفا عاصمة فيجي عبر اتصال فيديو: "هذه خطوة مهمة. نحن سعداء جدًا إزاء تواجد أميركي أخيرًا في تونغا".

كما تعتزم واشنطن تعيين مبعوث إلى المحيط الهادئ وإطلاق إستراتيجية وطنية للمنطقة، في سابقة من نوعها.

وأثار التنافس بين الصين والولايات المتحدة اهتمامًا بالغًا هذا العام خلال منتدى قادة جزر المحيط الهادئ، وطغى على حالة الطوارئ المناخية التي تخيم على هذه الدول المعرضة للخطر بشكل خاص.

وأصبحت المنطقة بالفعل جزءًا أساسيًا من الجغرافيا السياسية. ففي أبريل/ نيسان، وقعت جزر سليمان اتفاقًا أمنيًا مثيرًا للجدل مع الصين، أدى إلى قلب تحالفات قائمة منذ فترة طويلة مع القوى الغربية.

ومثلت مداخلة كامالا هاريس عبر الفيديو نجاحًا دبلوماسيًا للولايات المتحدة، إذ لم تتم دعوة الصين من قبل للمشاركة بشكل مماثل في القمة.

وقالت هاريس إنها والرئيس الأميركي جو بايدن، يقران بأن منطقة المحيط الهادئ ربما لم تحظ بالاهتمام الكافي في الماضي.

ووعدت قائلة "سنغير ذلك"، مضيفة أن الولايات المتحدة تريد "تعزيز وجودها في منطقة المحيط الهادئ".

ويعكس المسعى الأميركي الجديد في منطقة الهادئ، مدعومًا بوعود لفترة عشر سنوات بتقديم 60 مليون دولار سنويًا لوكالة مصايد الأسماك، وإعادة إطلاق "فيلق السلام" في الهادئ، رغبة في "فتح فصل جديد"، وفق هاريس.

من ناحيته أكد رئيس فيجي فوريك باينيماراما رئيس المنتدى أن "أزمة تغير المناخ" تهدد أمن وسيادة العديد من دول المحيط الهادئ.

"فشل صيني"

في وقت تتنافس بكين مع واشنطن وحلفائها على النفوذ في منطقة الهادئ الإستراتيجية، فشلت محادثات الخارجية الصينية في أواخر مايو/ أيار الماضي، مع قادة عشر دول جزرية في المحيط الهادئ، في التوصل إلى اتفاق بشأن مقترح أمني واسع النطاق، بعد تحذيرات من أنه قد يدخل المنطقة في "محور بكين".

وقدّمت الصين نفسها لدول جنوب الهادئ على أنها "دولة نامية كبرى" تقف إلى جانب الدول الصغيرة والمتوسطة.

لكن محاولات بكين لإبرام اتفاق أمني اقتصادي إقليمي شامل مع دول المحيط الهادئ، من شأنه أن يوسع نفوذها بشكل كبير، ويمتد إلى تلك البلدان، وهذا ما يواجه بتحذير أميركي توافقه فيه دول أخرى.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أجرى جولة في منطقة المحيط الهادئ في 7 مايو الجاري، تشمل أستراليا وفيجي وهاواي، بهدف تذكير العالم بأن تركيز واشنطن الإستراتيجي على المدى البعيد ما زال على منطقة آسيا والمحيط الهادئ.

"مدمرة أميركية" تغضب الصين

في غضون ذلك، أبحرت مدمرة أميركية بالقرب من جزر باراسيل المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي اليوم الأربعاء، ما أثار رد فعل غاضبًا من بكين التي قالت إن جيشها "أبعد" السفينة بعد دخولها المياه الإقليمية بشكل غير قانوني.

وتنفذ الولايات المتحدة بانتظام ما تسميه عمليات ضمان حرية الملاحة في بحر الصين الجنوبي، متحدية ما تقول إنه قيود على المرور تفرضها الصين وآخرون.

وقالت البحرية الأميركية إن السفينة بينفولد "أكدت الحقوق والحريات الملاحية في بحر الصين الجنوبي بالقرب من جزر باراسيل، بما يتفق مع القانون الدولي.

وأضافت أن "المطالبات البحرية غير المشروعة والشاملة (بالسيادة) في بحر الصين الجنوبي تشكل تهديدًا خطيرًا لحرية البحار، بما في ذلك حرية الملاحة والطيران، والتجارة الحرة...".

وتقول الصين إنها لا تعرقل حرية الملاحة أو الطيران، وتتهم الولايات المتحدة بتعمد إثارة التوتر.

من جهتها، اعتبرت قيادة المنطقة الجنوبية بجيش التحرير الشعبي الصيني أن تصرفات السفينة الأميركية انتهكت بشكل خطير سيادة الصين وأمنها من خلال الدخول غير القانوني إلى المياه الإقليمية للصين حول جزر باراسيل، التي تطالب بالسيادة عليها أيضا فيتنام وتايوان.

وأضافت أن "قيادة المنطقة الجنوبية بجيش التحرير الشعبي وجهت قوات بحرية وجوية لمتابعة ومراقبة وتحذير وإبعاد" السفينة، وعرضت صورًا للسفينة الأميركية مأخوذة من على ظهر الفرقاطة الصينية شيانينغ.

وأشارت إلى أن "الحقائق تظهر مرة أخرى أن الولايات المتحدة ليست سوى "صانع للمخاطر الأمنية في بحر الصين الجنوبي"و"مدمر للسلام والاستقرار الإقليميين".

وقالت البحرية الأميركية: إن البيان الصيني عن المهمة "كاذب" وهو الأحدث في سلسلة طويلة من الأفعال الصينية الرامية إلى "إساءة تفسير العمليات البحرية الأميركية وتأكيد مطالبها المبالغ فيها وغير المشروعة على حساب جيرانها من دول جنوب شرق آسيا في بحر الصين الجنوبي".

وأضافت: "الولايات المتحدة تدافع عن حقوق جميع الدول في التحليق والإبحار والقيام بكل ما يسمح به القانون الدولي "ولا شيء تقوله الصين غير ذلك سيردعنا عما نقوم به".

وتطالب الصين بالسيادة على بحر الصين الجنوبي بأكمله تقريبًا. ولكل من فيتنام والفلبين وماليزيا وتايوان وبروناي مطالب أيضا بالسيادة متنافسة ومتداخلة في كثير من الأحيان.

الصراع الأميركي-الصيني

إلى ذلك، لا تكتفي الصين باتهام الغرب بتلفيق الأكاذيب، بل تهدد من يحاول التدخل بـ"أعاصير شرسة" ستقتلع كل من يحاول التعرض لمبدأ الصين الواحدة.

فلم يلبث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي كان قد تبادل الابتسامات الجافة مع نظيره الصيني وانغ يي، ونثر عبارات التفاؤل فوق جزيرة بالي، حتى باغت يي الجميع، وقال في كلمته أمام رابطة دول جنوب آسيا في جاكرتا إنه لا ينبغي لأي قوة أو دولة في العالم أن تتوهم إمكانية فصل تايوان عن الصين مهددة بإشعال مضيقها بأعاصير مدمرة.

ولم تصب كلمات الوزير الصيني رأس الغربيين وحدهم بالصداع، بل تجاوز بها إلى الدول الصغرى المنتشرة في المحيط الهادئ، قائلًا: إن دولا كثيرة في المنطقة تتعرض لضغوط من أجل التحيز في مساحة مفترضة لسيطرة القوى الكبرى، ليعود ويحث زعماء هذه الدول على ضرورة تجنب استخدامها كقطع شطرنج في الصراعات الدولية.

كل ذلك نزع صبغة التفاؤل عن لقاء بلينكن ويي الأخير في بالي، عندما أبدى كلا الرجلين رغبتهما في العمل معًا لمنع خروج التوتر الجديد بين بلديها عن السيطرة، بل تطلعا إلى حوار مثمر وبناء.

وبينما اتهم وانغ واشنطن باستغلال تايوان لتعطيل وكبح تنمية الصين من خلال تشويه سياسة صين واحدة وتقويضها، تقول واشنطن إنها لا تزال ملتزمة بها لكنها مطالبة بتزويد الجزيرة بوسائل الدفاع عن النفس بموجب قانون العلاقات مع تايوان.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة