اقتحم مئات المستوطنين الإسرائيليين المسجد الأقصى، بمدينة القدس الشرقية، الأحد، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال، بحسب دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس.
وقالت دائرة الأوقاف في تصريح مقتضب: "إن 2201 متطرف اقتحموا المسجد خلال الفترتين الصباحية والمسائية (بعد صلاة الظهر)". وأشارت إلى أن الاقتحامات تمت في مجموعات ضمت كل واحدة منها العشرات من المستوطنين بحراسة الشرطة الإسرائيلية.
الاحتلال يحاول فرض الأمر الواقع
من جهته، اعتبر خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري أن ما حصل ويحصل في المسجد الأقصى هو استباحة لبيوت الله ولحرمات المساجد واستباحة لدماء الأبرياء في غزة.
وقال في حديث إلى "العربي" من القدس: "الشارع الإسرائيلي أصبح يميل إلى التطرف كما أن حكومته متطرفة وكذلك الجماعات التي تتحكم في الحكومة والشارع".
وأضاف: "ما يقومون به في الأقصى لن يكسبهم أي حق فيه لأنه للمسلمين، وإن محاولة فرض الأمر الواقع مرفوضة".
وأكد خطيب الأقصى أن الاقتحامات لم تتم إلّا بالحراسة المشددة من قبل الحكومة، محملًا حكومة الاحتلال المسؤولية عن هذه الاقتحامات والتوتر.
تأثير التطبيع على الموقف العربي
واعتبر صبري أن لا بد من حراك سياسي ودبلوماسي مؤثر للضغط على سلطة الاحتلال للتراجع عن عدوانها، مشيرًا إلى أن البيانات التي تصدر من هنا وهناك غير مؤثرة. وقال: "لا نريد إدانات ونسكت، فهذا رفع عتب غير مقبول بل لا بد من التحرك الفعلي نصرة لبيت الله".
وقال خطيب الأقصى: "إن الدول العربية بمعظمها مطبع أو ساكت و صامت أو خائف من أميركا، لكن هذا لا يعفيها من المسؤولية، وعلى الجميع أن يثبت البوصلة نحو القدس التي تجمع ولا تفرق".
وأضاف: "ما دمنا متفرقين ومطبعين فإن الاحتلال سيستمر بتصرفاته واعتداءاته العنصرية على الأقصى وعلى المسلمين".
استباحة تستوجب وقفة عربية وإسلامية
من جانبه، اعتبر فادي الهدمي، وزير شؤون القدس الفلسطيني، في تصريح مكتوب أن "ما جرى في المسجد الأقصى اليوم، هو استباحة بشعة مرفوضة ومدانة تستوجب وقفة عربية وإسلامية".
وقال الهدمي: "نُدين بأشد العبارات الاقتحامات غير المسبوقة في بشاعتها للمسجد الأقصى، وهي ليست فقط انتهاكا فظا وصريحا للوضع التاريخي والقانوني القائم بالمسجد، وإنما نسف له".
واعتبر أن "الاقتحامات الكثيفة بحراسة شرطة الاحتلال والتي تخللها أداء طقوس تلمودية هو مس بمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم".
كما أدان عدنان الحسيني رئيس دائرة القدس بمنظمة التحرير الفلسطينية "استباحة قطعان المستوطنين المتطرفين باحات المسجد الأقصى المبارك بالمئات، وبمشاركة رسمية ومباركة من الأجهزة الإسرائيلية الرسمية والأمنية، والذي يأتي بالتزامن والعدوان الإسرائيلي البربري على قطاع غزة".
واعتدت الشرطة الإسرائيلية على عدد من المصلين والصحافيين الفلسطينيين، وأخرجتهم بالقوة من المسجد بالتزامن مع اعتقال 3 من المصلين ومصورَين صحفيَين اثنين من ساحات المسجد. كما اعتقلت الشرطة سيدة فلسطينية، دون توضيح الأسباب.
ونفّذ مستوطنون مسيرات استفزازية في محيط المسجد حيث تم رفع أعلام إسرائيلية وإطلاق هتافات عنصرية.
