الأحد 5 مايو / مايو 2024

دراسة ترصد فراغات غريبة بأدمغة مرضى الصداع النصفي.. ما سببها؟

دراسة ترصد فراغات غريبة بأدمغة مرضى الصداع النصفي.. ما سببها؟

Changed

"العربي" يلقي الضوء على دراسة أميركية تربط الصداع النصفي ووجود فراغات في الدماغ (الصورة: غيتي)
توصلت دراسة أميركية حديثة، إلى اكتشاف أن فراغات غريبة تحيط بالأوعية الدموية في الدماغ قد تكون السبب وراء الإصابة بالصداع النصفي.

الصداع النصفي، هو مرضٌ مزمنٌ يتجلى في حالات متكررة من الصداع، مصحوبًا بظواهر جسدية ونفسية، ويعد شائع ويصيب عادةً نصف الرأس من دون تعريض حياة المرضى للخطر، لكنه يسبب ضررًا كبيرًا في جودة الحياة ومسارها الطبيعي.

وينتشر الصداع النصفي بصورةٍ كبيرة جدًا بين سكان الدول الغربية، فقد عانى 18% من النساء و6% من الرجال على الأقل من الصداع النصفي مرّةً واحدة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وألقت دراسة أميركية حديثة تابعة لجامعة "ساذرن" كاليفورنيا في لوس أنجلوس، الضوء على جانبٍ مهمٍّ يتعلّق بالصداع النصفي، إذ كشفت عن مساحات متضخمةٍ حول الأوعية الدموية لدى الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي.

أحدث تقنيات التصوير

وتوصل العلماء إلى هذا الاكتشاف، من خلال استفادتهم من أحدث تقنيات التصوير بالرنين المغناطسي، فهذه التقنية قادرةٌ على إنشاء صورٍ للدماغ بدقة أعلى بكثير وجودة أفضل من أنواع التصوير بالرنين المغناطسي الأخرى.

فاستخدم الباحثون هذه التقنية لاستكشاف العلاقة بين المساحات المتضخمة حول الأوعية الدموية والصداع النصفي، عبر مقارنة الاختلافات الصغيرة في أدمغة المشاركين بالدراسة.

ولاحظ الباحثون تغيرات طرأت بعد إصابة بعض المشاركين بالصداع النصفي، ومنها حدوث نزفٍ دماغي دقيق، إلى جانب تضخم المساحات المحيطة بالأوعية الدموية في منطقة وسط الدماغ.

اكتشاف جديد

وأشار العلماء إلى أنه لم يسبق أن رُصدت تغيرات كبيرة في المساحات المحيطة بالأوعية الدموية في منطقة دماغية من قبل، وافترضوا أن الاختلافات في المساحات المحيطة بالأوعية ربما تكون مؤشرًا على اضطرابٍ في الجهاز الغليمفاوي الذي يعمل على إزالة السموم من الدماغ.

في المقابل، أسئلة كثيرة تتعلّق بالاكتشاف الجديد على أصحاب الدراسة الإجابة عليها، ومن بين أبرزها: هل كانت هذه التغيرات تحدث نتيجة للصداع النصفي، أو أن الحالة نفسها هي التي تظهر أعراضها في شكل صداعٍ نصفي؟

ما هي أسباب الصداع النصفي؟

في هذا السياق، يوضح الاستشاري في جراحة المخّ والأعصاب الدكتور محمد أمين الكمالي أن آلام الرأس هي من أبرز الأسباب التي تجعل المرضى يراجعون أطباء الأعصاب، وللصداع أنواع كثيرة منها الصداع النصفي أو ما يعرف بالشقيقة، الذي له ميزته الخاصة.

فيشرح الكمالي في حديث مع "العربي" من صنعاء، أن الأخصائيين يتعاملون مع الصداع في أغراض الأعصاب كعارض لأمراض أخرى، قد تكون خطيرة أو حميدة، فأحيانًا يكون الصداع سببه مرضًا نزفيًا في الدماغ أو احتشاء في المخ أو غيرها.

ويردف: "عندما نقوم بنفي باقي التشخيصات، نتوجّه سريريًا لتشخيص الصداع النصفي كمرض بحد ذاته، ونتعامل معه على أنه مرض وليس عارضٍ لمرضٍ آخر".

ويؤكّد الاستشاري في جراحة المخّ والأعصاب أنه حتى اليوم لا توجد نظرية ثابتة وواضحة لأسباب الصداع النصفي، بالرغم من ظهور عدّة نظريات خلال السنوات لتفسير أسباب هذا الألم.

في السياق، يتطرق الكمالي إلى أن أولى النظريات التي تطرقت إلى أسباب الصداع النصفي كانت "النظرية الوعائية"، القريبة على حدّ قوله من نتائج الدراسة الأميركية الأخيرة.

أهمية الدراسة الأميركية

وعن نتائج دراسة جامعة "ساذرن"، يلفت المتخصص إلى أن أهميتها تكمن في المدخل إليها أي استخدام جيل جديد ومهمّ في أشعة الرنين المغنطيسي، بحيث أن الجهاز الجديد واسمه "7 تسلا" يتفوق بـ 7 مرات على الأجهزة السابقة.

وعليه، يمكن هذا التطور العلمي من إعطاء نظرة أدق وأعمق للعملاء من خلال تمكينهم من رؤية مناطق في الدماغ لم تكن واضحة بهذا الشكل من قبل، وفق الكمالي.

ويتابع: "القدرة على رؤية هذه التغيرات في الدماغ مثل الفراغات بأدمغة المرضى، والنزيف الدقيق.. سواء كانت سببًا أو نتيجة للشقيقة، إلا أنها تعد تقدمًا مهمًا بحيث تساعد على فهم الآلية الإمراضية لهذا المرض على الأقل في التشخيص".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close