طور العلماء أول اختبار فحص مبكر في العالم لسرطان البنكرياس والذي يستخدم الديدان لاكتشاف الأورام، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
ويعتبر الاختبار الذي تم طرحه هذا الشهر في اليابان دقيقًا بنسبة 100% في اكتشاف السرطان ويمكنه اكتشافه في مراحله الأولى، بحسب الشركة المطورة.
وتأمل شركة "هيروتسو بيو سينس"، التي تتخذ من طوكيو مقرًا لها، في تقديم الاختبار إلى الولايات المتحدة بحلول العام المقبل.
ديدان بحاسة شم فائقة
ويرسل المستخدمون عينة بول إلى المختبر بالبريد، وتضاف إلى طبق بتري مليء بالعشرات من الديدان الخيطية، والتي يبلغ طولها حوالي مليمتر واحد.
وتعرف هذه الديدان بحاسة الشم القوية التي تستخدمها للبحث عن فرائسها. ويقول مؤسس الشركة ورئيسها التنفيذي تاكاكي هيروتسو، الذي كان يبحث عنها منذ 28 عامًا: "يجعل ذلك من هذه الحشرات الصغيرة أداة تشخيصية قوية".
وقام هيروتسو بتعديل الديدان وراثيًا، بحيث تسبح بعيدًا عن عينات سرطان البنكرياس.
وأظهرت الدراسات التي أجريت على الاختبارات أنها كانت أكثر فاعلية في الكشف عن أورام سرطان المثانة من طرق الكشف الأخرى المستخدمة على نطاق واسع مثل اختبارات الدم.
سرطان البنكرياس
ويعد سرطان البنكرياس أحد أكثر أنواع السرطان فتكًا لأنه يصعب اكتشافه مبكرًا بسبب قلة الأعراض. ويموت ما يقرب من 50 ألف أميركي من سرطان البنكرياس كل عام، ويبقى واحد فقط من كل 10 أشخاص على قيد الحياة بعد خمس سنوات من التشخيص.
ونظرًا إلى طريقة بيعه مباشرة للمرضى، لن يحتاج الاختبار إلى موافقة إدارة الغذاء والدواء ليتم إتاحته في الولايات المتحدة.
وقال هيروتسو: "الشيء المهم للغاية في الكشف المبكر عن السرطان وهذه الأنواع من الأمراض هو القدرة على استشعار كميات ضئيلة للغاية".
تشكيك وجدل
وأطلقت "هيرتسو بيوسينس" أول اختبار في يناير/ كانون الثاني 2020 يكشف عن الأشخاص المعرّضين لخطر الإصابة بالسرطان. وتخطط الشركة لإجراء اختبار مماثل لسرطان الكبد وعنق الرحم وسرطان الثدي في السنوات القليلة المقبلة.
لكن بعض الأطباء يشككون في النتائج والنهج القائم على المستهلك. وبحسب "ديلي ميل"، فقد حذر رئيس معهد أبحاث الحوكمة الطبية في طوكيو ماساهيرو كامي، من أن الإيجابيات الكاذبة يمكن أن تفوق عدد الحالات الفعلية لسرطان البنكرياس.
لكن هيروتسو جادل بأن دقة الاختبار منافسة لأدوات التشخيص الأخرى فهو يقدم طريقة فحص مبكر حتى يتمكن المرضى من الوصول إلى مزيد من الاختبارات والعلاج دون تأخير.
وقبل اختبار الديدان هذا، توصل العلماء إلى إنشاء اختبارات دم قد تساعد على تحري الإصابة بالسرطان مبكرًا. وتسمى هذه الاختبارات بـ"الخزعات السائلة" وتتحقق من شظايا الحمض النووي التي تفرزها الخلايا السرطانية وتساعد مرضى السرطان في تكييف علاجهم والتحقق من عودة الأورام.
ويأمل العلماء أن تساعد هذه الاختبارات الأشخاص الذين لا تظهر عليهم علامة الإصابة بالسرطان، عبر الكشف عن الأورام في البنكرياس والمبيض والمواقع الأخرى التي ليست لديها طريقة فحص موصى بها.
وتسعى شركة "غريل" المنتجة لهذه الاختبارات ومقرها كاليفورنيا إلى تسويق هذه الاختبارات، كما تخطط للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية.