"دربونة العوادين" في العراق.. قبلة أشهر النجوم العرب في صناعة العود

تضم أزقة منطقة "جديد حسن باشا" في العاصمة العراقية بغداد، محلات لحرفيين مهرة اشتهروا بصناعة آلة العود، الذي يعد أساسيًا في التخت الموسيقي الشرقي. 

وفي واحد من أزقة الشارع، الذي يعود تاريخه للحقبة العثمانية، تقع "دربونة العوادين" حيث ورش صناعة العود، التي ازدهرت في ثلاثينات القرن الماضي، حيث باتت حينها قبلة أشهر النجوم من الفنانين العراقيين، والعرب. 

ويوضح الفنان والعازف العراقي، عامر علي، في حديث إلى "العربي"، أن الفضل في وجود هذه "الدربونة" منذ عام 1932، يعود للفنان محمد فاضل العواد، الذي يعد رائد العود العراقي، وكذلك الفنان نجم عود العواد، الذي نشط في المحلة منذ منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، وحتى 1976. 

أصل "العود العراقي"

ويعتمد صانعو آلة العود هناك، على خشب الزان والصندل، والجوز، والسيسم العندي، وتتراوح مدة صناعته بين 20 إلى 40 يوم، بحسب النوع المطلوب، والقياسات، والقوالب التي يوضح علي، في حديثه إلى "العربي"، أنها تختلف عن غيرها من صناعات العود في الدول العربية الشقيقة.

ولم يتبق من هذه الورش الصناعية النادرة، سوى عدد لا يتجاوز أصابع اليد، بسبب قلة السائحين التي كانت عاملًا أساسيًا في الهجرة المستمرة من هذه المهنة. 

ويعود تاريخ صناعة آلة العود في العراق، إلى الحضارات الأولى في سومر وبابل، وأشور، التي اشتهرت جميعها بالعازفين المهرة على تلك الآلة الشرقية، إضافة لصناعها. 

ويشير علي إلى أنه وخلال مهرجان بابل في عام 1986، زار كبار الفنانين العرب، "الدربونة"، ومنهم اللبناني وديع الصافي، الذي اقتنى عودًا من تلك الورش، التي شهدت كذلك زيارة للموسيقار المصري الراحل، بليغ حمدي، إضافة للفنان الكويتي نبيل شعيل. 

ويخلص إلى أن الملحنين الكبار في العراق، استعانوا بأعواد من صناعة "الدربونة"، كالملحن الشهير طالب القرغولي، ورضا علي، وعباس جميل، وأحمد الخليل، وياسين الراوي، ومنهم كذلك عود النجم الشهير كاظم الساهر.