على الرغم من أنّ الحديث يدور منذ أيام عن تشكيل الحكومة الجديدة في أفغانستان، إلا أنّ حركة طالبان أرجأت الإعلان عن هذه الحكومة. وقالت مصادر في الحركة لوكالة "فرانس برس": إنّه لن يكون هناك أيّ إعلان اليوم بشأن الحكومة المقبلة.
وفيما تقترب الحركة من إعلان حكومتها بعد انسحاب القوات الأميركية، وفرض سيطرتها على البلاد، تطرح تساؤلات عدة حول تشكيلة الحكومة، وما إذا كانت الحركة ستفي من خلالها بالتعهّدات التي قطعتها في الآونة الأخيرة.
وتبحث طالبان عن اعتراف دولي يضعها على خارطة السياسة العالمية، وهي ترى في الصين وباكستان وروسيا حلفاء المستقبل، بينما يضع الغرب ضمانة ألا تعود أفغانستان ملاذًا للجماعات المتطرفة شرطًا للاعتراف بحكمها.
هل ستضمّ حكومة طالبان نساء؟
ما يُعرَف عن حكومة طالبان حتى الآن تأكيدات من مصادر في الحركة بأنّ الملا عبد الغني برادر رئيس المكتب السياسي لطالبان سيكون على رأس الحكومة الجديدة.
في المقابل، سيجلس أمير الحركة هبة الله آخوند زاده على رأس الدولة ليركز على الأمور الدينية والحكم في إطار الشريعة الإسلامية.
وفيما ليس من المتوقع أن تشمل الحكومة نساء أو أعضاء من الحكومة السابقة، فقد تتضمن شخصيات من الأقليات العرقية والدينية.
دعوات دولية بالجملة لحركة طالبان
في غضون ذلك، تتواصل الدعوات الدولية لحركة طالبان لتكون أي حكومة تشكّلها شاملة وممثّلة لجميع أطياف المجتمع الأفغاني، ولا تكون أحاديّة المصدر.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: إن بلاده تتوقّع من طالبان تشكيل حكومة تشمل شخصيات خارج الحركة.
وقال: "هناك توقع بأن أي حكومة ستنشأ الآن، سيكون لديها بعض الأشخاص من غير طالبان يمثلون مجتمعات ومصالح مختلفة في أفغانستان، ولذلك سنرى ماذا سيحدث في الواقع".
وأضاف الوزير الأميركي: "يجب أن أقول إنّ الأهم هو ما تفعله أي حكومة، والمفترض هو رؤية حكومة تفي بالالتزامات التي تعهّدت بها طالبان، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بحرية السفر وعدم استخدام أفغانستان نقطة انطلاق للإرهاب الموجه إلينا أو أي من حلفائنا وشركائنا، ودعم الحقوق الأساسية للشعب الأفغاني بما في ذلك النساء والأقليات، وعدم الانخراط في الأعمال الانتقامية".
وبالتزامن مع ذلك، ترسل قطر مبعوثًا خاصًا إلى كابل على متن طائرة قطرية في زيارة يلتقي فيها المبعوث قادة طالبان لمناقشة تشكيل حكومة شاملة، واستئناف عمليات تشغيل المطار.
ماذا تنتظر طالبان لإعلان الحكومة؟
ويُرجِع الباحث السياسي مؤمن حكيمي تأجيل الإعلان عن الحكومة الجديدة في أفغانستان إلى انتظار حركة طالبان حسم قضية وادي بنجشير سلميًا أو عسكريًا، لافتًا إلى أن الحسم العسكري هو الأقرب لحل هذه القضية.
وفي حديث إلى "العربي"، من كابل، يشير حكيمي إلى أن الحركة تنتظر أيضًا تشغيل مطار كابل بشكل كامل قبل الإعلان عن تشكيل الحكومة، ليتم استقبال الوفود من بعض الدول، للمشاركة في حفل الإعلان عن الحكومة التي تعتبره طالبان "تاريخيًا".
وعن تركيبة الحكومة الأفغانية الجديدة، يرى أن الحكومة ستكون شاملة لأنها ستضم جميع العرقيات والأقليات المذهبية والعرقية في أفغانستان، باستثناء أعضاء الحكومة السابقة.