الجمعة 26 يوليو / يوليو 2024

دعوة أممية للهدنة.. الاحتلال يوسع عملياته البرية في غزة والمقاومة تتصدى

دعوة أممية للهدنة.. الاحتلال يوسع عملياته البرية في غزة والمقاومة تتصدى

شارك القصة

قطاع غزة
أكد المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أن توسيع العمليات البرية يأتي بعد سلسلة ضربات شنها الجيش في الأيام الأخيرة - الأناضول
قطعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أدوات التواصل في قطاع غزة من هواتف وإنترنت ما يطرح شكوكًا حول نية ارتكاب مجازر جديدة.

شهد اليوم الـ21 من العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة قصفًا عنيفًا وغير مسبوق في مناطق مختلفة من القطاع، وسط إعلان جيش الاحتلال توسيع عملياته البرية.

وتأتي هذه التطورات وسط تأكيد المقاومة الفلسطينية استعدادها لمواجهة القوات البرية الإسرائيلية، مع استمرار إطلاق الصواريخ نحو مدن إسرائيلية عديدة.

بموازاة ذلك، طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة بغالبية كبيرة بـ"هدنة إنسانية فورية" في غزة.

إسرائيل تعلن تكثيف عملياتها البرية

في هذا السياق، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أن القوات الجوية والبرية الإسرائيلية تكثف العمليات في غزة، وسط تقارير عن قصف مكثف وانقطاع لخدمات الإنترنت والهواتف المحمولة.

وأضاف دانيال هاغاري في إفادة صحافية بثها التلفزيون:‭‭ ‬‬"في الساعات الماضية، كثفنا الهجمات في غزة".

كما أشار إلى أن سلاح الجو شن ضربات مكثفة على الأنفاق والبنية التحتية الأخرى.

وتابع: "بالإضافة إلى الهجمات التي نُفذت في الأيام القليلة الماضية، توسع القوات البرية عملياتها الليلة"، مما عزز التوقعات بأن الاجتياح البري لغزة المرتقب منذ وقت طويل ربما قد بدأ.

كثّفت إسرائيل غاراتها على قطاع غزة - رويترز
كثّفت إسرائيل غاراتها على قطاع غزة - رويترز

من جهته، قال مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مارك ريجيف إن "إسرائيل تكثف الضغط على حركة حماس، وإن عملياتها العسكرية جارية، وإن غزة ستكون مختلفة للغاية".

وأضاف ريجيف لشبكة فوكس نيوز: "نكثف ضغوطنا على حماس. نزيد الضغط الذي نمارسه عليهم. عملياتنا العسكرية جارية".

وتابع قائلًا: "سيستمرون في وضع الطرف المتلقي لضرباتنا العسكرية حتى نفكك آلتهم العسكرية وهيكلهم السياسي في غزة. حينما ينتهي هذا، ستكون غزة مختلفة للغاية".

مواجهات شمالي قطاع غزة

من جهتها، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أن مقاتليها يخوضون اشتباكات عنيفة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي في موقعين داخل قطاع غزة.

وقالت كتائب عز الدين القسام في بيان إنها "تتصدى لتوغل بري في بيت حانون (شمال القطاع) وشرق البريج (وسط) واشتباكات عنيفة تدور على الأرض".

وأفاد مراسل "العربي" بأن منطقة شمال قطاع غزة شهدت اشتباكات بين المقاومين وجنود الاحتلال، وسط تقارير عن إطلاق صواريخ مضادة للدروع.

دعوة أممية للهدنة في غزة

سياسيًا، دعت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة اليوم الجمعة إلى هدنة إنسانية يتم تطبيقها فورًا في غزة، وطالبت بإدخال المساعدات إلى القطاع وحماية المدنيين.

يأتي هذا ضمن مشروع قرار صاغته الدول العربية. ورغم أن القرار ليس ملزمًا لكن له أهمية سياسية كبيرة ويعكس التوجهات العالمية.

وتم تمرير القرار بأغلبية 120 صوتًا، وامتناع 45 عن التصويت، إلى جانب معارضة 14 منهم إسرائيل والولايات المتحدة.

وجرى التصويت في الجمعية العامة بعد فشل مجلس الأمن أربع مرات في اتخاذ إجراء خلال الأسبوعين الماضيين.

وأفاد مراسل "العربي" بأن "كندا فشلت في تمرير تعديل على مشروع القرار العربي بشأن غزة في الجمعية العامة للأمم المتحدة".

من جهته، أوضح المندوب الأردني لدى الأمم المتحدة أن "مشروع القرار العربي يدعو إلى هدنة إنسانية في قطاع غزة ووقف الأعمال القتالية".

كما أعلن سفير فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور "أننا نريد إدخال المساعدات الإنسانية فورًا إلى غزة مع وقف الترحيل".

وقال منصور: اليوم بدأ العدوان البري على غزة والجمعية العامة صوتت لوقفه فورًا.

وأثار القرار غضبًا لدى الاحتلال، حيث وصف سفير الاحتلال الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة الجمعة تصويت الجمعية العامة على قرار يطالب بهدنة إنسانية في قطاع غزة بأنه "مشين"، مخاطبًا من أيدوا القرار قائلًا: "عار عليكم".

وقال جلعاد أردان "إنه يوم مظلم للأمم المتحدة والإنسانية"، مؤكدًا أن إسرائيل ستواصل استخدام "كل السبل" المتاحة لها بهدف "إنقاذ العالم من الشر الذي تمثله حماس" و"إعادة الرهائن" الذين تحتجزهم الحركة الفلسطينية في القطاع.

قطع خدمات الهواتف والإنترنت

إلى ذلك، أعلنت شركة "جوال" الفلسطينية لخدمات الهواتف المحمولة أن الخدمات، بما يشمل الهواتف والإنترنت، انقطعت بسبب القصف العنيف.

وقال بيان لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني إنها فقدت الاتصال بشكل كامل مع غرفة عملياتها في غزة وجميع طواقمها العاملة هناك "في ظل قطع سلطات الاحتلال لشبكات الاتصالات الأرضية والخلوية والإنترنت بشكل كامل".

وأفادت الجمعية في بيانها الذي نشرته عبر حسابها على فيسبوك، بأن الاتصال انقطع "في ظل قطع سلطات الاحتلال لشبكات الاتصالات الأرضية والخلوية والإنترنت بشكل كامل".

وأعربت الجمعية عن شعورها بالقلق الشديد بخصوص "إمكانية استمرار طواقمها في تقديم خدماتهم الإسعافية، لا سيما وأن هذا القطع يؤثر على خدمة الاتصال المركزي 101 ويعيق وصول سيارات الإسعاف إلى المصابين والجرحى".

وأضافت: "نعرب عن قلقنا على سلامة طواقمنا العاملة في القطاع في ظل استمرار القصف الاسرائيلي العنيف المتواصل على مدار الساعة".

"مجازر بعيدة عن أعين العالم"

من جهتها، قالت حركة "حماس"، مساء الجمعة: إن قطع الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، وتصعيد القصف برًا وبحرًا وجوًا، "ينذر بنية الاحتلال ارتكاب المجازر بعيدًا عن أعين الصحافة والعالم".

وأضافت حماس: "قطع الاتصالات والإنترنت عن قطاع غزة، وتصعيد القصف برًا وبحرًا وجوًا على الأحياء السكنية ينذر بنية الاحتلال ارتكاب مزيد من المجازر بعيدًا عن أعين الصحافة والعالم".

وحملت الحركة "الاحتلال وواشنطن والعواصم الغربية التي دعمته، كامل المسؤولية عن مسلسل المجازر البشعة وتداعياتها".

قطاع غزة
يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم ال22 على التوالي- الأناضول

وعلى الصعيد الأممي، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة من أنه "بدون تغيير جوهري، فإن سكان غزة سيتكبّدون وابلًا غير مسبوق من المآسي الإنسانية".

وقال غوتيريش في بيان تلاه المتحدث باسمه: "على الجميع تحمل مسؤولياتهم. إنها لحظة الحقيقة، والتاريخ سيحكم علينا"، مشددًا على أنّ "النظام الإنساني في غزة يواجه انهيارًا كاملًا، مع عواقب لا يمكن تصوّرها على أكثر من مليوني مدني".

وأضاف: "نظرًا للوضع اليائس والمأسوي، لن تتمكن الأمم المتحدة من مواصلة تقديم المساعدات داخل غزة بدون تغيير فوري وجوهري في طريقة تدفق المساعدات".

تابع القراءة
المصادر:
وكالات
تغطية خاصة
Close