في وقت تجري فيه تحركات من أجل تحديد موعد تشكيل حكومة الفترة الانتقالية في السودان، أعلنت قوى سودانية معارضة، اليوم الإثنين، رفضها "الجدول الزمني" لصياغة الاتفاق السياسي النهائي والدستور وتشكيل الحكومة المدنية، المعلن من قبل عدد من الأطراف السياسية مع مجلس السيادة العسكري الحاكم.
وخلال مؤتمر صحافي عقدته "قوى الحرية والتغيير (الكتلة الديمقراطية)" بالخرطوم، قال القيادي عبد العزيز عشر: "اتخذنا مواقف َواضحة في الرهان السياسي، وسعينا لإحداث تحول ديمقراطي حقيقي، ولكن فئة أخرى تريد أن تختطف المشهد السياسي في البلاد".
خيارات سياسية
وأضاف عشر: "تلقينا دعوة من الآلية الثلاثية، وهي دعوة مبتورة لفئة معينة، لذلك اتخذت الكتلة موقفًا واضحًا بمقاطعة الاجتماعات، وسنلجأ لخيارات سياسية لإسقاط هذه المجموعة التي ترفض المشاركة السياسية الواسعة".
وجاء المؤتمر بعد إعلان المتحدث باسم العملية السياسية خالد عمر، أن توقيع الاتفاق النهائي سيحصل مطلع أبريل/ نيسان المقبل، على أن يتم تشكيل الحكومة منتصف الشهر نفسه.
وفي وقت سابق الإثنين، رحبت "الآلية الثلاثية" بإعلان الجدول الزمني، وهي آلية لتسيير العملية السياسية بين الأطراف السودانية، مكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية بشرق إفريقيا "إيغاد".
وغابت عن اجتماعات تحديد الجداول الزمنية خلال اليومين الماضيين، "قوى الحرية والتغيير (الكتلة الديمقراطية)"، التي تضم حركات مسلحة بقيادة جبريل إبراهيم، وأركو مناوي، وقوى سياسية مدنية أخرى.
بدعم عربي ودولي..القوى المدنية والعسكرية في #السودان تدشن المرحلة النهائية للعملية السياسية ضمن الاتفاق الإطاري تقرير: وائل الحسن pic.twitter.com/PgjOxCxAuQ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 9, 2023
وكان مجلس السيادة السوداني قد أكد بعد اجتماع أمس السبت، أنّ "الأطراف غير الموقعة على الاتفاق الإطاري أبدت رغبتها في التوصل لاتفاق سياسي ينهي الأزمة في البلاد"، وفق بيان المجلس.
وخلال مؤتمر الكتلة، قال مساعد رئيس "حركة تحرير السودان- جناح مناوي" نور الدائم طه، إن "مجموعة الحرية والتغيير (المجلس المركزي)، تحاول السيطرة على السلطة".
وأضاف طه: "قدموا لنا الدعوة للمشاركة في اجتماعات الجداول الزمنية وتشكيل الحكومة التي كانوا قد أعدوها سلفًا ويريدون تحسين شكل إخراجها بمشاركتنا"، مشددًا على رفض إقصاء أي طرف وضرورة إجراء حوار متكافئ.
تحركات لتشكيل الحكومة
وكان مراسل "العربي" قال إن هناك تحركات من أجل تشكيل واختيار الحكومة المرتقبة، والتي يتوقع أن تبصر النور في منتصف أو أواخر شهر رمضان الذي يبدأ بعد يومين.
وانطلقت برعاية "الآلية الثلاثية"، في 8 يناير/ كانون الثاني الماضي، المرحلة النهائية للعملية السياسية في السودان، بين الموقّعين على "الاتفاق الإطاري"، للوصول إلى اتفاق يحل الأزمة في البلاد.
و"الاتفاق الإطاري" أبرم في 5 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بين مجلس السيادة العسكري الحاكم، وقوى مدنية، أبرزها "الحرية والتغيير (المجلس المركزي)"، إضافة إلى منظمات مجتمع مدني، وحركات مسلحة.
وتهدف العملية السياسية الجارية، إلى حل أزمة ممتدة منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، حين فرض قائد الجيش عبدالفتاح البرهان إجراءات استثنائية، منها حل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين وإعلان حالة الطوارئ.