طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الإثنين، من دول الاتحاد الأوروبي وضع حد "للخلافات" الداخلية، مؤكدًا أنها تساعد موسكو فقط.
وحضّ الرئيس الأوكراني التكتل الأوروبي على إقرار المزيد من العقوبات ضد روسيا، ودعم بلاده من أجل الوقوف ضد الاجتياح العسكري الروسي الذي دخل شهره الرابع.
"على أوروبا أن تظهر قوتها"
وفي التفاصيل، قال زيلينسكي خلال قمة استثنائية للاتحاد الأوروبي في بروكسل عبر الفيديو: "يجب إنهاء كل الخلافات في أوروبا، الخلافات الداخلية تشجّع روسيا على ممارسة المزيد من الضغط عليكم. حان الوقت لأن تكونوا متّحدين"، مضيفًا: "على أوروبا أن تظهر قوتها".
وتابع: "فقط من خلال وحدة أكبر يمكن إيجاد ردود فعالة على كل ما تفعله روسيا ضدنا وضدكم".
وشجع الرئيس الأوكراني الدول الـ27 على إقرار حزمة جديدة من العقوبات على روسيا "تشمل عقوبات على النفط". وقال مجددًا: "من الواضح أنه يجب التقدم في العقوبات ضد العدوان (الروسي)".
استمرار التحفظ المجري
لكن رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي تعتمد بلاده بشدة على النفط الروسي، قال في وقت سابق الإثنين: إن "لا تسوية على الإطلاق في الوقت الحالي" بشأن الحظر الأوروبي على النفط الروسي.
وأشار زيلينسكي إلى أن روسيا لا تريد رؤية اتحاد أوروبي موحدًا بل تريد "27 دولة منقسمة، 27 قطعة لا يمكن تجميعها (...) هذه رغبتهم".
وفي ما يتعلق بترشح بلاده للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، قال الرئيس الأوكراني إنه "متأكد" من أن "الدول المترددة (...) ستغير رأيها"، فيما أعرب الكثير من الممثلين الأوروبيين، خصوصًا الفرنسيين، عن تحفظاتهم بشأن الانضمام السريع لأوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
وفشلت دول الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، في الاتفاق على حظر استيراد النفط الروسي على الرغم من المحاولات حتى اللحظة الأخيرة قبل قمة بروكسل مما كشف عن الخلاف حول التوسع في العقوبات على موسكو بسبب حربها في أوكرانيا مع تنامي المخاطر الاقتصادية على أوروبا.
"استبعاد" الاتفاق على الحظر
وأظهرت مسودة للبيان الختامي للقمة أن زعماء دول الاتحاد الأوروبي، وعددها 27، سيوافقون من حيث المبدأ على حظر نفطي، لكنهم سيُرجئون التفاصيل العملية والقرارات الصعبة حتى وقت لاحق.
من جانبها، استبعدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الإثنين، إمكانية توصل زعماء الاتحاد إلى اتفاق بشأن فرض حظر على النفط الروسي في "الساعات الـ48 المقبلة".
وقالت دير لاين، في بروكسل حيث تعقد القمة الأوروبية، إن لديها "توقعات منخفضة" بشأن إمكانية حل قادة الاتحاد الأوروبي مسألة حظر النفط الروسي في "الـ 48 ساعة القادمة". لكنها في الوقت نفسه أعربت عن أملها للتوصل إلى اتفاق في نهاية القمة الأوروبية التي تختتم أعمالها غدًا الثلاثاء.
إشكالية الاعتماد على النفط الروسي
وفرض الاتحاد الأوروبي خمس حزم من العقوبات ضد روسيا منذ بدء الصراع قبل ما يزيد على ثلاثة أشهر، مما يدل على سرعة ووحدة غير معهودة في ظل تعقيد الإجراءات.
لكن وعلى مدى أسابيع، أثبت الاتفاق على عقوبات النفط أنه أمر عصيب لأن العديد من الدول تعتمد على الخام الروسي.
وتؤكد مسودة البيان الختامي، التي اطلعت عليها "رويترز" وربما تخضع للمراجعة مرة أخرى، أن الحزمة السادسة من عقوبات الاتحاد الأوروبي ستشمل حظرًا على واردات النفط المنقولة بحرًا، مع فرض عقوبات في وقت لاحق على النفط عبر خطوط الأنابيب التي يتم توريدها إلى بلدان المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك غير الساحلية.
لكن أحد النتائج الملموسة للقمة يرجح أن تكون دعم الزعماء لحزمة قروض الاتحاد الأوروبي بقيمة تسعة مليارات يورو حتى تتمكن أوكرانيا من الحفاظ على استمرار عمل حكومتها ودفع الرواتب لمدة شهرين تقريبًا.
وأظهرت المسودة أن زعماء الاتحاد الأوروبي سيدعمون إنشاء صندوق دولي لإعادة بناء أوكرانيا بعد الحرب، دون تفاصيل، ويريدون بحث إمكانية مصادرة أصول روسية مجمدة لهذا الغرض.
وسيتعهد قادة الاتحاد بتسريع العمل لمساعدة أوكرانيا على نقل حبوبها خارج البلاد إلى المشترين العالميين عبر السكك الحديدية والشاحنات بسبب إغلاق القوات البحرية الروسية الطرق البحرية المعتادة واتخاذ خطوات للاستغناء عن الطاقة الروسية بشكل أسرع.