تعد تجارة الأحجار الكريمة والعقيق اليمني حرفة تتوارثها الأجيال في اليمن، لكنها تواجه الحرب والمنافسة والتزييف.
ورغم الركود الاقتصادي الذي يعيشه اليمن وانعدام النشاط السياسي، فإن سوق الأحجار الكريمة لا تزال مزدهرة خاصة في صنعاء القديمة، بسبب عادات وتقاليد تجذب الناس إلى شرائها.
وفي سمسرة النحاس بمدينة صنعاء القديمة، يعمل أحمد اليريمي منذ نعومة أظفاره في بيع الأحجار الكريمة، وفي مقدمتها حجر العقيق، إذ جعلت وراثة أحمد لهذه المهنة عن آبائه وأجداده مشغوفًا بها وعالمًا بأسرارها.
وتدخل الأحجار الكريمة أيضًا في صناعة المسابح الكهرمانية التي يعدها الحرفيون الهواة ثروة وتراثًا تتوارثه الأجيال، غير أن أسعار المسابح وخواتم العقيق تتباين حسب جودتها.
وتجذب المعتقدات والعادات والتقاليد الناس في اليمن لشراء حجر العقيق الذي يعد الأفضل في العالم من بين الأحجار الكريمة.
وعلى الرغم من تدهور الوضع الاقتصادي في اليمن، إثر توقف السياحة الخارجية إلا أن سوق الأحجار الكريمة في مدينة صنعاء القديمة ما يزال يشهد إقبالًا كبيرًا.
"عوامل أثرت على سوق العقيق"
وفي هذا الإطار، يوضح المختص بالأحجار الكريمة وتاجر العقيق يحيى جابر أن استخراج العقيق اليمني لا يزال يتم بالطريقة التقليدية التي كان يتم بها في السابق، مشيرًا إلى أن استخراجه يكلف جهدًا وتعبًا حتى يصبح فصًا من العقيق اليمني ذا جودة ولمعان وبريق مميز.
ويضيف في حديث لـ"العربي" من صنعاء، أن الحرب أثرت كثيرًا على استخراج العقيق والترويج له، لأن الحرب الاقتصادية والحصار قللا من إنتاجه، مشيرًا إلى وجود أنواع مزيفة من العقيق في الأسواق.
ويشير جابر إلى أفضل أنواع العقيق وهو الأحمر، حيث يكون صافي اللون وخاليا من الشوائب، وتكون قيمته المادية مرتفعة، لافتًا إلى انخفاض سعره في حال وجود بعض الشوائب فيه.
ويتابع المختص بالأحجار الكريمة أن بعض أحجار العقيق النادرة يصل سعرها لأكثر من 1000 دولار، وهي التي تحتوي على رسومات طبيعية.
ويبين أن من بين العوامل التي أثرت على حرفة العقيق في اليمن الاستيراد الخارجي، وأن البعض يبيع العقيق المستورد على أنه يمني.