لم تنتهِ المباراة التي جمعت أمس الأحد منتخبَي إيطاليا وإنكلترا في نهائي أمم أوروبا لكرة القدم عند فوز "الأزوري" واحتفاله بالكأس التي ستستقر في روما.
فمحيط ملعب ويمبلي، الذي أُقيمت على أرضه المباراة، شهد عنفًا وعنصرية إثر خسارة المنتخب المنافس.
شتائم عنصرية
وفي مشهد كان قد غاب عن الملاعب الإنكليزية لأكثر من عقدين من الزمن، صبّ بعض مشجعي المنتخب الإنكليزي الذين لم يستسيغوا الهزيمة جام غضبهم على مشجعي المنتخب الفائز.
وكانت الصورة أبشع على مواقع التواصل التواصل الاجتماعي، حيث حُمّلت مسؤولية الهزيمة لثلاثة فقط من لاعبي المنتخب الأحد عشر، وهم: ماركوس راشفورد، وجيدون سانشو، وبوكايو ساكا.. وكلهم من ذوي البشرة السوداء.
وتذكر المغرّدون أصول هؤلاء اللاعبين الأجنبية، وانهالت الشتائم العنصرية طيلة الليل.
"إساءة فظيعة"
وعلق رئيس الوزراء البريطاني على الأمر في تغريدة على تويتر، قال فيها: "المنتخب الإنكليزي يستحق الإشادة به بطلًا، دون الإساءة العنصرية له في وسائل التواصل الاجتماعي".
وشدد على أن المسؤولين عن هذه الإساءة الفظيعة يجب أن يخجلوا من أنفسهم.
وفيما تم توقيف 49 شخصًا على خلفية جرائم مختلفة على علاقة بالمباراة، أعادت الحادثة إلى الأذهان حوادث مشابهة في إيطاليا وألمانيا وفرنسا، دفع فيها اللاعبون المتحدّرون من المهاجرين وحدهم ثمن الهزيمة.
"لفرض عقوبات شديدة"
وتعليقًا على ما شهدته شوارع لندن أمس الأحد، يشير المتخصّص القانوني الرياضي الدولي رالف شربل إلى أن ما حصل شكل مفاجأة كبيرة، لأن بريطانيا تُعد من أكثر الدول مكافحة للعنصرية.
ويذكر في حديث إلى "العربي" من بيروت، بأن من أهم رسائل كرة القدم التقارب والانفتاح بين الشعوب والمساواة، ليشدد على أن ما حدث يشكل ضربة كبيرة لكل هذه المفاهيم والقيم.
ويلفت إلى أن الجماهير الإنكليزية لطالما أحدثت المشاكل على مدى تاريخ كرة القدم، مشيرًا إلى أن من الصعب أن يتم ضبط هذه الجماهير.
ثم يتدارك بالقول: "إن توجهات الحكومة البريطانية واللاعبين والأندية البريطانية تكافح هذه الظاهرة"، مشددًا في الآن عينه على "وجوب فرض عقوبات شديدة، لردع الجماهير في مناسبات مستقبلية عن التصرف بهذا الشكل".
وينوّه شربل بـ"مساهمة بعض مواقع التواصل الاجتماعي في مكافحة ظاهرة العنصرية من خلال حذف بعض الحسابات التي صدرت عنها المنشورات".