Skip to main content

زيلينسكي: إعادة توربينات نورد ستريم لألمانيا انتهاك للعقوبات ضد روسيا

الإثنين 18 يوليو 2022

حذر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد خلال محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو من أن الأوكرانيين لن يقبلوا أبدًا قرار أوتاوا إعادة توربينات إلى ألمانيا "في انتهاك لنظام العقوبات" ضد روسيا.

والمحادثات الهاتفية هي الأولى بين زيلينسكي وترودو منذ أن قررت كندا تسليم توربينات خاصة بخط أنابيب نورد ستريم التابع لشركة "غازبروم" النفطية الروسية العملاقة إلى ألمانيا بعد إصلاحها، في موقف انتقده بشدة الرئيس الأوكراني واعتبره "غير مقبول".

وفي كلمته اليومية المنشورة على موقع الرئاسة قال زيلينسكي: إنه أكد لترودو أن "الأوكرانيين لن يقبلوا أبدًا قرار كندا بشأن توربينات نورد ستريم".

وإذ اعتبر أنها "مسألة احترام للعقوبات"، أضاف: "إذا حصل انتهاك الآن فلن يمر وقت طويل قبل أن تحصل انتهاكات أخرى"، متهمًا روسيا بممارسة الابتزاز بملف الغاز، ومشيرًا إلى أن هناك طرقًا أخرى لإيصال الغاز الروسي إلى أوروبا.

وكتب زيلينسكي تغريدة عبر تويتر بعد المحادثة شدد فيها على وجوب أن يستند موقف المجتمع الدولي بشأن العقوبات على روسيا إلى "مبادئ"، وعلى ضرورة زيادة الضغوط على موسكو. كما شكر لترودو الدعم الكندي الكبير على الصعيد الدفاعي.

وأضاف زيلينسكي أن الضغط على موسكو بعد "الهجمات الإرهابية" الأخيرة على مناطق أوكرانية عدة "يجب أن يزداد لا أن يتقلص".

"القرار الصائب"

وكانت نائبة رئيس الوزراء الكندي وزيرة المال كريستيا فريلاند دافعت السبت عن القرار الكندي، مشددة على أنه "القرار الصائب" رغم أن اتخاذه كان "صعبًا جدًا".

وبررت أوتاوا قرارها إعفاء هذه التوربينات من العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا بضرورة عدم تعريض إمدادات الطاقة الأوروبية، خصوصًا الألمانية، للخطر.

وقالت فريلاند: إن "تحديات الطاقة التي تواجهها ألمانيا وشركاؤنا الأوروبيون حقيقية جدًا وكندا تدرك ذلك".

من جهته أكد ترودو "مجددًا دعم كندا المستمر لأوكرانيا في مواجهة العدوان العسكري الروسي"، بحسب بيان صادر عن مكتبه لم يشر إلى التوربينات.

كما شدد رئيس الوزراء خلال هذه المحادثة على أهمية "الحفاظ على وحدة قوية بين الحلفاء والاستمرار في فرض تكاليف باهظة على روسيا لهجوم أوكرانيا غير القانوني وغير المبرر"، مشيدًا بشجاعة الأوكرانيين.

وتزامنًا مع ذلك، خرجت الأحد في أوتاوا ومونتريال تظاهرات منددة بإرسال التوربينات إلى أوروبا.

وفي كيبيك تجمع العشرات في ساحة بوسط المدينة حاملين أعلام أوكرانيا ولافتات كتب عليها "أموال الغاز الروسي تقتل الأوكرانيين" و"أبقوا العقوبات" حسبما أفادت كالة فرانس برس.

"مهم لضخ الغاز"

والسبت، أعلنت شركة غازبروم النفطية الروسية العملاقة أنها طلبت رسميًا من مجموعة سيمنز الألمانية تسليمها توربينًا جرى إصلاحه في كندا لضمان تشغيل خط أنابيب الغاز نورد ستريم الذي يمد أوروبا.

ومصير هذا التوربين الذي تؤكد "غازبروم" أنه ضروري لتشغيل محطة لضغط الغاز تابعة لخط نورد ستريم، يلقي منذ أسابيع بظلاله على مستقبل إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا.

وكانت "سيمنز" أرسلت التوربين إلى كندا لإصلاحه، على الرغم من العقوبات المفروضة على موسكو على خلفية هجومها على أوكرانيا.

وخط أنابيب الغاز نورد ستريم متوقف عن العمل بسبب أعمال الصيانة، وتخشى الدول الأوروبية تحجج موسكو بدواعٍ تقنية لعدم استئناف ضخ الغاز واستغلال ذلك لممارسة ضغوط عليها في سياق النزاع في أوكرانيا.

وقبل توقف خط أنابيب نورد ستريم عن العمل كانت روسيا قد قلّصت في الأسابيع الأخيرة بشكل كبير ضخ الغاز، مبرّرة ذلك بالنقص في توربينات "سيمنز".

وتأتي المشاكل المتعلقة بضخ الغاز عبر خط نورد ستريم في وقت تسعى الدول الأوروبية إلى تخزين احتياطي من الغاز استعدادًا لفصل الشتاء.

وفي حديث سابق لـ"العربي"، أوضح الباحث في العلاقات الروسية الأوروبية باسل الحاج جاسم أن هناك عمليات صيانة دورية لخط نورد ستريم 1، لكن توقيتها هذه المرة جاء تزامًنا مع ظروف سياسية مختلفة عن السابق، التي كانت العلاقات فيها ودية بين الاتحاد الأوربي وروسيا، وتحديدًا بين برلين وموسكو.

وأضاف أن روسيا حملت الدول الأوروبية مسؤولية العقوبات التي فرضتها عليها، ما سبب تأخير إصلاح جزء من الخط، أو تأخر وصول بعض المعدات التي تحتاجها عملية الصيانة.

وتابع جاسم أن الاتحاد الأوروبي أمام استحقاق كبير وربما يكون مصيريًا بعد أن بدأت موسكو بالحد من إمداداتها الغازية لدول الاتحاد الأوروبي وقطعها عن بعض الدول، مع وضعها شروط الدفع بالروبل الروسي.

المصادر:
العربي - أ ف ب
شارك القصة