Skip to main content

زيلينسكي يندد بزرع الألغام.. هل استخدم الروس أسلحة كيماوية في ماريوبول؟

الثلاثاء 12 أبريل 2022

أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطاب عبر الفيديو مساء أمس الإثنين، أن "بلاده أصبحت واحدة من أكثر المناطق الملغومة في العالم، نتيجة أعمال الجيش الروسي".

وأوضح أن "الجنود الروس زرعوا الألغام في مناطق شمالية من بلاده أثناء انسحابهم منها"، لافتًا إلى أن "قوات بلاده تفكك ما لا يقل عن 1000 لغم في المناطق المذكورة يوميًا".

وقال زيلينسكي: "ترك المحتلون الألغام في كل مكان، في الشوارع والمنازل والسيارات. هذا عمل متعمّد لجعل العودة إلى المناطق خطرة قدر الإمكان".

واعتبر أن زرع الروس أعدادًا كبيرة من الألغام في الأراضي المحتلة "يجب أن يُعتبر جريمة حرب".

وتابع: "لأن هذا شيء يتم القيام به لقتل أو إعاقة أكبر عدد ممكن من الناس، حتى لو اضطروا إلى الانسحاب من أرضنا".

استخدام الأسلحة الكيماوية

إلى ذلك، أشار زيلينسكي إلى أن القوات الروسية قد تستخدم أسلحة كيماوية في أوكرانيا، لكنه لم يقل إن أسلحة كيماوية قد استُخدمت بالفعل.

وكانت تقارير غير مؤكدة قد تحدثت أمس الإثنين عن استخدام أسلحة كيماوية في مدينة ماريوبول.

وأعلنت كتيبة العمليات الخاصة الأوكرانية "آزوف" أن القوات الروسية ألقت مادة سامة مجهولة المصدر على الجيش الأوكراني والمدنيين في المدينة باستخدام طائرة مسيرة.

وأشارت إلى رصد فشل تنفسي لدى المصابين إثر الهجوم، الذي وقع في ساعات المساء، وأن البحث ما زال جاريًا في آثار المادة السامة.

ومن ناحيتها، قالت البرلمانية الأوكرانية إيفانا كليمبوش: إنّ القوات الروسية استخدمت "مادة غير معروفة" في ماريوبول، وإنّ أناسًا في المدينة يعانون من فشل في الجهاز التنفّسي.

وكتبت كليمبوش في تغريدة على تويتر "على الأرجح أسلحة كيميائية!".

تقارير مقلقة للغاية

إلى ذلك، وصف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي، التقارير عن استخدام روسيا أسلحة كيميائية في ماريوبول بأنها "مقلقة للغاية".

وقال في بيان: "نحن على علم بتقارير على وسائل التواصل الاجتماعي تدّعي أن القوات الروسية ألقت ذخيرة كيميائية على ماريوبول. لا يمكننا تأكيد ذلك في الوقت الحالي وسنواصل مراقبة الوضع عن كثب".

وأكد أن التقارير إن صحّت فإنها "مقلقة للغاية" وتعكس "مخاوف" بلاده بشأن إمكانية استخدام روسيا للغاز المسيل للدموع الممزوج بمواد كيميائية في أوكرانيا.

بدورها، أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، أنّ بلادها تتحقق من صحة معلومات عن استخدام القوات الروسية أسلحة كيميائية في هجوم على ماريوبول.

وشددت في تغريدة على تويتر، على أنّ "أيّ استخدام لمثل هذه الأسلحة سيشكّل تصعيدًا وحشيًا في هذا النزاع، وسنحاسب (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ونظامه".

"غير مؤكدة حاليًا"

لكنّ بترو أندريوشينكو، مستشار رئيس بلدية ماريوبول، قال عبر تطبيق تلغرام: إنّ "المعلومات حول الهجوم الكيميائي غير مؤكّدة حاليًا"، مشيرًا إلى أنّ السلطات ستدلي لاحقًا بمزيد من "التفاصيل والتوضيحات، ونحن ننتظر معلومات رسمية من العسكريين".

وكان إدوارد باسورين، المسؤول البارز في قوات دونيتسك الانفصالية، قد تطرّق إلى إمكانية استخدام أسلحة كيميائية ضدّ المدينة الساحلية الجنوبية.

ونقلت وكالة ريا نوفوستي الروسية للأنباء عن المسؤول الموالي لموسكو، قوله الإثنين: إنّ القوات التي تحاصر ماريوبول قد "تلجأ إلى القوات الكيميائية التي ستجد طريقة لإخراج حيوانات الخلد من جحورها"، في إشارة إلى الجنود الأوكرانيين المتحصّنين في المدينة.

وتنفي روسيا باستمرار أن تكون قواتها قد ارتكبت أيّ جرائم حرب في أوكرانيا، بعدما أطلقت في 24 فبراير/ شباط الماضي هجومًا عليها، تبعه رفض دولي وعقوبات اقتصادية ومالية مشددة على موسكو.

وتشترط روسيا لإنهاء ما تسمّيه بـ "عملية عسكرية" تخلّي أوكرانيا عن خطط الانضمام إلى كيانات عسكرية؛ بينها حلف شمال الأطلسي "الناتو" والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلًا في سيادتها".

"سلطة لتغيير الموقف"

ويقول أستاذ الدبلوماسية والدراسات الدفاعية إبراهيم إسعيدي: إن لدى كييف السلطة الحقيقية لتغيير الموقف على المستوى الدبلوماسي والسياسي، لأن باستطاعتها الدخول في مفاوضات مباشرة مع روسيا فيما يتعلق بمسألة الحياد ونزع الأسلحة.

ويعتبر في حديثه إلى "العربي" من الدوحة، أن القيادة السياسية في أوكرانيا قدمت تاريخيًا قراءة غير دقيقة في علاقتها مع روسيا، موضحًا أنها لم تقرأ بشكل جيد البيئة الأمنية الإقليمية ومصادر التهديد الآنية والمستقبلية. ولم يكن لديها بالتالي رؤية متكاملة فيما يتعلق بعملية التوازن الإستراتيجي. 

ويردف: من الجانب الروسي، وعلى المستوي الميداني، فإن موسكو متشبثة بإستراتيجيتها العسكرية ولا تريد أن تنخرط بشكل كامل في المفاوضات الدبلوماسية، إذا لم تحقق الحد الأدنى من أهدافها العسكرية، وتستكمل ما تبقى على المستوى العسكري عن طريق المفاوضات والدبلوماسية.   

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة