توقع الجيش الأوكراني اليوم الإثنين، أن تشن القوات الروسية "قريبًا جدًا" هجومًا واسع النطاق في الشرق الذي بات أولوية للكرملين، بعد سحب جنوده من شمال البلاد ومن محيط كييف.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع أولكسندر موتوزيانيك خلال مؤتمر صحافي: "بحسب معلوماتنا، بات العدو على وشك إتمام الاستعدادات لهجوم على الشرق. سيقع الهجوم قريبًا جدًا".
ويأتي كلام موتوزيانيك بعد تصريح رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في لوهانسك سيرغي غايداي، الذي أشار إلى أن الجيش الروسي يحاول "الاستيلاء على منطقة دونباس بالكامل".
وأضاف في بيان، أن القوة والمعدات العسكرية الروسية تراكمت في المنطقة استعدادًا لاشتباكات عنيفة في المستقبل، مؤكدًا أن القوات الأوكرانية مستعدة لذلك.
القوات الموالية لروسيا ستكثف معركتها
بدوره، أعلن زعيم منطقة دونيتسك الانفصالية، اليوم الإثنين أيضًا، أن المنطقة التي تدعمها روسيا ستكثف معركتها ضد القوات الأوكرانية.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن دينيس بوشلين، الذي يعرف بأنه رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية التي أعلنت نفسها، قوله: "الآن سيتم تكثيف العملية".
وتابع: "كلما تأخرنا أكثر، زادت معاناة السكان المدنيين.. لقد حددنا المناطق التي يجب تسريع خطوات معينة فيها".
#روسيا تعزز قواتها شرقا وحليفها الشيشاني يؤكد الاستيلاء على #كييف قريبا#الشيشان #أوكرانيا https://t.co/sXOQtELqyL
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 11, 2022
وفي سياق متصل، يكشف مراسل "العربي" من كييف، أن حدة المعارك تراجعت بشكل كبير جدًا على الأراضي الأوكرانية كافة، مع استمرار دوي صافرات الإنذار وبعض الهجمات المتفرقة لا سيما في المناطق المجاورة لدونباس.
كما نقل المراسل التقديرات الأوكرانية حول المعركة المقبلة، حيث أشارت السلطات إلى أن عمليات إجلاء المدنيين لا تزال مستمرة تحضيرًا لأي هجوم روسي، في وقت تعتقد أوكرانيا بوجود "ضعف لوجيستي للقوات الروسية في المناطق المحيطة بدونباس".
لذللك يرى بعض المسؤولين الأوكران أن إصلاح هذا الأمر وإعادة تأهيل القوات الروسية قد يستغرق أيامًا أو أسابيع، لذلك وفق المراسل يسعى الجيش الأوكراني للاستفادة من هذا الوقت لإعادة حشد قواته شرقًا.
الحرب تستعر شرقي #أوكرانيا، و #بريطانيا تحذر من استخدام #روسيا أسلحة فسفورية في #ماريوبول تقرير: عمار السواد pic.twitter.com/Fu4Vc1BUeJ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 11, 2022
روسيا لن توقف الهجوم خلال المحادثات
من جهة ثانية، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم، أن بلاده لن توقف "عمليتها العسكرية" في أوكرانيا من أجل جولات لاحقة من محادثات السلام.
وفي مقابلة مع التلفزيون الروسي الرسمي، قال لافروف إنه لا يرى أي سبب لعدم مواصلة المحادثات مع أوكرانيا لكنه أصر على أن موسكو لن توقف عمليتها العسكرية عندما يجتمع الطرفان مرة أخرى.
وأشار إلى أن الرئيس فلاديمير بوتين أمر بتعليق العمليات العسكرية خلال الجولة الأولى من المحادثات بين المفاوضين الروس والأوكرانيين في أواخر فبراير/ شباط، لكن موقف موسكو تغير منذ ذلك الحين.
وأضاف: "بعد أن أصبحنا مقتنعين بأن الأوكرانيين لا يخططون لفعل المثل، تم اتخاذ قرار بأنه خلال الجولات المقبلة من المحادثات، لن يكون هناك وقف للعملية العسكرية طالما لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي".
ويقول مسؤولون روس إن محادثات السلام مع أوكرانيا لا تتقدم بالسرعة التي يريدونها، واتهموا الغرب بمحاولة عرقلة المفاوضات من خلال إثارة مزاعم بارتكاب القوات الروسية جرائم حرب في أوكرانيا، وهو ما تنفيه موسكو.
واتهم لافروف الأسبوع الماضي كييف بتقديم مسودة اتفاق سلام "غير مقبولة" لموسكو تخرج عن الاتفاقات التي توصل إليها الجانبان في السابق.
أما كييف فرفضت تصريحات لافروف في ذلك الوقت ووصفتها بأنها نهج لتقويض أوكرانيا أو لتحويل الانتباه عن الاتهامات الموجهة للقوات الروسية بارتكاب جرائم حرب.
وفي المقابلة التي أذيعت اليوم الاثنين، أشار لافروف أيضًا إلى أن الدعوات التي وجهها جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي للتكتل لمواصلة تسليح كييف تمثل "منعطفًا خطيرًا للغاية" في السياسة الأوروبية.
يذكر أنه يوم 24 فبراير/ شباط الماضي، شنت روسيا هجومًا عسكريًا على جارتها أوكرانيا، ما دفع عواصم ومنظمات إقليمية ودولية إلى فرض عقوبات على موسكو شملت قطاعات متعددة، منها الدبلوماسية والاقتصادية والمالية والرياضية.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلّي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلًا في سيادتها".