الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

سامي سادات.. جنرال شاب يقود المعركة ضد طالبان جنوب أفغانستان

سامي سادات.. جنرال شاب يقود المعركة ضد طالبان جنوب أفغانستان

Changed

سامي السادات
الضابط الأفغاني سامي سادات على يمين الصورة (تويتر)
يؤمن الجنرال الأفغاني الشاب سامي سادات بأن هزيمة طالبان ممكنة وبأن الحركة لن تستطيع السيطرة على بلاده.

بينما يعطي الجيش الأفغاني انطباعًا بأنه في حالة انهيار وغير قادر على وقف تقدم مقاتلي طالبان في أفغانستان؛ يشكل جنرال شاب صاعد رمزًا للمقاومة في جنوب البلاد.

ويخوض سامي سادات (36 عامًا) الضابط الأعلى رتبة في الجيش في الجنوب؛ معارك إلى جانب رجاله في شوارع لشكركاه عاصمة ولاية هلمند التي حاصرتها حركة طالبان لأشهر قبل أن تدخلها الأسبوع الماضي. 

وسقطت عواصم ولايات عدة الواحدة تلو الأخرى بأيدي طالبان في الأيام الأخيرة في شمال أفغانستان، حيث يبدو وضع الحكومة ميؤوسًا منه. لكن في لشكركاه وعلى الرغم من كل الصعوبات في ولاية تشكل معقلًا تقليديًا للحركة، يتصدى الجيش لطالبان.

"طالبان لن تمر"

واكتسب سامي السادات بفضل شجاعته على رأس عشرين ألف رجل من الفوج 215 الذي يقوده منذ 11 شهرًا وإتقانه أساليب الاتصال، شعبية حقيقية على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يوصف بـ"البطل" أو "بمنقذ الأمة". وبفضل شعبيته الجديدة هذه تم تعيينه الأربعاء قائدًا للقوات الخاصة في جميع أنحاء البلاد.

وبزيه العسكري، يبدو سادات مقتنعًا بأن الجيش يمكن أن يقلب المسار ويردد رسالة واضحة مفادها أن طالبان لن تمر.

وأكد الجنرال سادات قبيل ترقيته أن "كل مقاتل من طالبان يأتي إلى لشكركاه سيموت أو يبقى معوقًا مدى الحياة". وقد تعكس هذه الكلمات بعض الغطرسة؛ لكن هذا العسكري ليس كذلك ويدرك أن الأمر سيستغرق "أسابيع" لاستعادة لشكركاه بأكملها. 

وقال مسؤول أمني من أصدقائه: "يمكن وصفه بأي شيء ولكن ليس بالساذج". وأضاف أن "الذين ينتقدونه هم خصومه الذين يشددون على صغر سنه وما يعتبرونه تهورًا بينما هو في الواقع شجاعة"، موضحًا أنه "يقوم بمجازفات محسوبة ويقود قواته من الجبهة".

"مستعد لفعل أي شيء"

أوضح هذا المصدر أن سادات "ليس من الذين يعطون أوامر ويختبئون خلف عربة هامفي في آخر الموكب". وأكد أنه "مستعد لفعل أي شيء من أجل جنوده".

وتلقى سادات تأهيله في أكاديمية عسكرية ألمانية ثم في بولندا وبريطانيا والولايات المتحدة. وتخرج من جامعة كينغز كوليدج المرموقة في لندن، وأمضى حياته العسكرية في وزارة الداخلية الأفغانية. وانتقل بعد ذلك إلى مديرية الأمن الوطني أي الاستخبارات، حيث أتقن فهمه في بلد معقد "لكل العوامل التي تفاقم الوضع في ساحة المعركة".

وقال جنرال كان زميلًا له في الاستخبارات إن "لديه رؤية استراتيجية للغاية وتحليل عميق جدًا لما يحدث. قام بعمل جيد جدًا في لشكركاه". وأضاف مسعود أندرابي وزير الداخلية الأسبق "إنه يدرك أهمية الاستخبارات ويتصرف في الوقت المناسب".

"سننتصر"

وقال سادات إن "رجالنا يقومون بتنظيف كل منزل وكل سوق (و) ما زلنا نجد مدنيين وخصوصًا من المسنين والنساء ونقودهم إلى أماكن أكثر أمانًا".

وعلى الرغم من سقوط مدن من دون مقاومة وترك العديد من الجنود مواقعهم بلا قتال، يبدو سادات متفائلًا. وقال "لأنني أعلم أننا سننتصر. أعلم أن هذا بلدنا وأن طالبان ستهزم عاجلًا أم آجلًا". 

وقد أدرك أن معركة الصورة لا تقل أهمية عن القتال الميداني. وقال "أعتقد أن لشكركاه أصبحت عامل توحيد للناس الذين يحبون الحرية والوطنيين والأفغان وأنا فخور جدًا بذلك".

وأضاف "هذا هو عملي وتدربت عليه. بالتأكيد إنه لشرف لي أن أفعل ذلك"، متهربًا في الوقت نفسه من الرد على أسئلة شخصية. ويرفض العسكري في بلد في حالة حرب منذ أربعين عامًا تمزقه الانقسامات العرقية والدينية الكشف عن مكان ولادته. 

ويقول إن "أفغانستان ولاية واحدة بالنسبة لي".

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close