الجمعة 10 مايو / مايو 2024

معارك أفغانستان.. طالبان تسيطر على أكثر من ربع عواصم الولايات

معارك أفغانستان.. طالبان تسيطر على أكثر من ربع عواصم الولايات

Changed

390 ألف أفغاني نزحوا جراء النزاع في أفغانستان بين طالبان والقوات الأمنية منذ بداية العام (غيتي)
390 ألف أفغاني نزحوا جراء النزاع في أفغانستان بين طالبان والقوات الأمنية منذ بداية العام (غيتي)
أفاد مراسل "العربي" بأنّ طالبان سيطرت على عاصمة ولاية غزني الاستراتيجية وسط أفغانستان على الطريق الدولي بين كابل وقندهار.

لا تزال المعارك في أفغانستان تتواصل بوتيرة عالية، في وقت بات مقاتلو طالبان يسيطرون على أكثر من ربع عواصم ولايات البلاد في غضون أقل من أسبوع.

وفي آخر التطورات الميدانية، أفاد مراسل "العربي" بأنّ حركة طالبان سيطرت على عاصمة ولاية غزني الاستراتيجية وسط أفغانستان على الطريق الدولي بين كابل وقندهار.

وفي وقت سابق، أظهرت مقاطع فيديو عبر الإنترنت إفراج حركة طالبان عن عدد من السجناء في سجن قندهار جنوبي أفغانستان، بعد سيطرتهم على المبنى.

وكان مسلحو الحركة قد كثّفوا هجماتهم على المدينة ودارت اشتباكات عنيفة في عدد من أحيائها، موقعة عشرات القتلى والجرحى.

إلى ذلك، سيطرت حركة طالبان على مدينة فايز آباد عاصمة ولاية بدخشان الاستراتيجية في أقصى الشمال الشرقي لأفغانستان.

من جهته، قال المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد: إنّ الحركة "ستعاقب" كلّ من يهاجم السفارات والمؤسسات الدولية في البلاد.

أشرف غني في "زيارة خاطفة" إلى مزار الشريف

في غضون ذلك، عاد الرئيس الأفغاني أشرف غني إلى كابل بعدما قام بزيارة خاطفة إلى مدينة مزار الشريف في شمال البلاد لتعزيز معنويات قواته.

وخيّم "استسلام" مئات الجنود الأفغان في قندوز القريبة على الزيارة، إضافة إلى سقوط عاصمة ولاية أخرى هي تاسع مدينة يسيطر عليها المقاتلون منذ الجمعة.

وقال ضابط في الجيش رفض الكشف عن اسمه: إنهم تعرضوا للقصف بالهاون في مطار قندوز ولم يكن أمامهم من خيار سوى الاستسلام. وأضاف: "لم يكن هناك مجال للتصدي لهم".

وأجرى غني في مزار الشريف محادثات مع الرجل القوي البارز محليًا عطا محمد نور وأمير الحرب عبد الرشيد دستم بشأن الدفاع عن المدينة، فيما اقترب مقاتلو طالبان من أطرافها.

ولم يفصح مسؤولون عن نتائج المحادثات، لكنهم أفادوا في وقت لاحق الأربعاء بأنه تم تعيين الجنرال هبة الله قائدًا للقوات المسلحة والجنرال سامي سادات قائدًا لقوات النخبة الخاصة.

وستشكل خسارة مزار الشريف في حال وقوعها "ضربة كارثية" لحكومة كابل وستعني انهيارًا كاملًا لسيطرتها على شمال البلاد المعروف بأنه معقل للمسلحين المناهضين لطالبان.

طالبان "لا تستخلص العِبَر"

وقبل ساعات من وصول غني، أظهرت صور نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي التابعة للحكومة، دستم يستقل طائرة في كابل الى جانب كتيبة من عناصر مسلحة في طريقه إلى مزار الشريف.

وبعد وصوله الى المدينة، وجه دستم تحذيرًا إلى قوات طالبان التي تقترب من المدينة. وقال للصحافيين: "حركة طالبان لا تستخلص العِبَر أبدًا من الماضي"، متوعّدًا بإنزال الهزيمة بالمسلّحين.

وأضاف: "لقد قدمت طالبان عدة مرات الى الشمال لكن في كل مرة كانت تقع في مكمن. ليس من السهل عليهم الخروج".

يذكر أنّ دستم متهم بقتل مئات أو حتى آلاف من سجناء الحرب من طالبان خلال عمليات مدعومة من الجيش الأميركي في 2001 أدت الى الإطاحة بنظام طالبان.

وتدهور الوضع الأمني في أفغانستان بشكل كبير منذ مايو/أيار حين بدأ التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة المرحلة الأخيرة من انسحابه من البلاد الذي يفترض أن يستكمل قبل نهاية الشهر الحالي.

وقالت الأمم المتحدة الأربعاء: إن هناك "ارتفاعًا كبيرًا" في حالات النزوح الداخلي، وأن 390 ألف أفغاني نزحوا جراء النزاع منذ بداية العام.

ماذا يجري في قندهار؟

وفي سياق متصل، اندلعت في قندهار مواجهات عنيفة بين مقاتلي طالبان وقوات الأمن فيما أفيد عن اشتباكات عنيفة قرب سجن المدينة الذي كان المقاتلون يحاولون الوصول إليه منذ أسابيع.

وأعلنت طالبان على تويتر، في وقت متأخر الأربعاء، أن المنشأة "باتت تحت السيطرة التامة بعد حصار طويل". وأضافت "أطلق سراح مئات المساجين ونقلوا إلى مكان آمن. كما استسلم عناصر الحراسة في السجن".

وغالبًا ما تستهدف حركة طالبان السجون من أجل الإفراج عن المقاتلين المحتجزين وتعزيز صفوفها.

ويحاول الدبلوماسيون الأميركيون جاهدين لإعادة إحياء محادثات السلام التي باتت بحكم الميتة بين الحكومة الأفغانية وطالبان في الدوحة، حيث يعمل مبعوث واشنطن الخاص زلماي خليل زاد على إقناع المقاتلين بالموافقة على وقف إطلاق النار.

وذكرت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء أن خليل زاد سوف يلتقي بشكل منفصل مع مفاوضي الحكومة الأفغانية وطالبان للعمل على تسوية سياسية "لتأليف حكومة أفغانية شاملة".

وقال المتحدث باسم الخارجية نيد برايس للصحافيين: إنه "من خلال الدبلوماسية فقط باستطاعتنا تحقيق النتيجة المنصفة والمستدامة التي نسعى إليها".

أردوغان "يدعم" التوصل إلى حل دبلوماسي

وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأربعاء عن دعمه للتوصل إلى حل دبلوماسي، مبديًا استعداده للقاء قادة طالبان في محاولة للمساعدة على إرساء السلام.

ولدى تركيا جنود في أفغانستان ضمن قوات حلف شمال الأطلسي، وسبق أن عرضت تأمين الحماية لمطار كابل بعد انسحاب القوات الأميركية.

وبدت طالبان غير مكترثة بدرجة كبيرة بأي مساع للسلام فيما تبدو عازمة على تحقيق انتصار عسكري يتوّج عودتها إلى السلطة بعد الإطاحة بها قبل 20 عامًا غداة هجمات 11 سبتمبر/أيلول.

وبعد احتلالها معظم مناطق الشمال، تضع طالبان الآن مزار الشريف، التي لطالما كانت حجر الأساس لسيطرة الحكومة على المنطقة، نصب عينيها بعدما سيطرت على شبرغان غربًا وقندوز وتالقان شرقًا.

وشهدت مزار الشريف معارك اعتبرت من الأشرس منذ سياسة الأرض المحروقة التي اتبعتها طالبان في هجومها في أنحاء البلاد في تسعينات القرن الماضي، إذ اتهمتها مجموعات حقوقية بقتل ما يقرب من ألفي مدني معظمهم من الهزارة الشيعة، بعد السيطرة على المدينة عام 1998.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close