استعادت الجزائر مخطوطة إسلامية نادرة عمرها مئات السنين، سرقها الاستعمار الفرنسي منذ نحو 180 عامًا، وذلك بعد حملة ضغط شعبي قبل بيعها في مزاد علني.
وأجمعت المصادر على أنّ المخطوطة تعود إلى الفقيه الشافعي الهادي أبو السرور بن عبدالرحمان العبدي، ويرجع تاريخها إلى عام 1659.
واستولى عليها الضابط في جيش الاحتلال الفرنسي (بلنري) عام 1842، إثر غارة ضد قبيلة حليفة للأمير عبدالقادر في أعالي جبال الونشريس شمال غربي الجزائر، وأرسلها هدية إلى باريس في العام نفسه.
وقالت وزارة الخارجية الجزائرية إنّ المخطوطة ذات قيمة تاريخية عالية ورمزية كبيرة، مشيرة إلى أنّ استعادتها جرت بعد توجيهات مباشرة من الرئيس عبدالمجيد تبون.
وساهمت الجالية الجزائرية في فرنسا باستعادة المخطوطة النادرة، وحالت دون بيعها في مزاد علني.
وقدّرت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان، "الهبّة الوطنية المشرّفة" لأبناء الجالية في المهجر، وحيّت "روحهم الوطنية العالية وتمسّكهم بتاريخ بلادهم وتراث أجدادهم العظام"، مذكّرة بأن استرجاع المخطوطة وإعادتها إلى البلاد يندرج في إطار الجهود الحثيثة والمساعي المتواصلة التي تبذلها سلطات البلاد لاستعادة كافة التراث الجزائري المسلوب.
عمرها مئات السنين وأثار عرضها للبيع غضباً شعبياً.. #الجزائر تستعيد مخطوطة سرقها الاستعمار الفرنسي منذ نحو 180 عاماً قبل بيعها في مزاد علني pic.twitter.com/c2fbNtUhWm
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) April 6, 2023
وبعد الإعلان عن عرض المخطوطة للبيع في مزاد علني في مدينة فان شمال غربي فرنسا منذ نحو شهر، قام نشطاء ومتابعون جزائريون بحملة على وسائل التواصل الاجتماعي وحثّوا وزارتي الثقافة والمجاهدين على استعادتها.
ودفعت الحملة دار المزادات "أنتير أونشير" في فان إلى إلغاء مزاد بيع المخطوطة، كما حذفتها من موقعها.
وقال جاك فيليب رويلان، مسؤول في دار المزادات، إنّه "سيضمن تسليم الكتاب إلى القنصلية في نانت، حتى ينتهي به المطاف في متحف في الجزائر".