أجبر الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء الفلسطينية نورا صب لبن على ترك منزلها في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة من مدينة القدس وسلمه لمستوطنين بناء على قرار محكمة إسرائيلية.
وتعتبر نورا هذا المنزل كل حياتها. وتقول في حديث إلى "العربي": "وُلدت فيه وتيتمت فيه وخسرت أختي وأخي".
فلسطين لن تصبح إسرائيلية
وتغالبها الدموع لتضيف: "هنا كل ذكرياتي الحزينة والسعيدة، حدث فراع لا يملأه أحد، أخذوا منزلي مني لكن الله كريم". وتتابع: "أقول لكل الدنيا، فلسطين لن تصبح إسرائيلية... أنا أعلم أن الله معنا دائمًا. الله لم يتركني منذ كنت صغيرة. إسرائيل تأخذ ما في داخلك. يأخذون الماضي والمستقبل والأحلام والذكريات ورائحة الأم والأب".
وتشير نورا إلى أنه منذ العام 2016 منع أبناؤها من دخول المنزل، كما مُنعت من إجراء أي تصليحات فيه للضغط عليها كي تخرج من المنزل.
وتضيف نورا: "في كل زاوية من هذا المنزل رائحة أمي وأبي وذكرى". وتؤكد أن الأرض عربية وتقول للإسرائيليين: "ارحلوا".
47 عامًا في أروقة المحاكم
وتلفت إلى أنها ستبحث عن أي منفذ قانوني يساعدها على رفع قضايا واستعادة منزلها، مشيرة إلى أنها أمضت 47 عامًا في أروقة المحاكم، لكنها تؤكد: "نفسي أطول من نفسهم وصبري أكبر من صبرهم، لن أسكت".
الاحتلال الإسرائيلي يُخلي بالقوة منزل عائلة صب لبن في البلدة القديمة بـ #القدس ويسلمه لمستوطنين #فلسطين تقرير: أحمد جرادات pic.twitter.com/PSrWZsZbUn
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 11, 2023
وتضيف: "لن يأخذوا من عزيمتنا ولن يضعفونا وسترجع القدس وسيعود الأقصى"، مؤكدة أن دموعها دموع "حزن" وليست دموع "ضعف". تقول: "أنا قوية بربي".
وتردف نورا: "هذا استيطان مجرم يسرق كل شيء منا فقد سرق المنازل والأراضي والشباب والنساء والأطفال".
صرخة إلى العرب والمسلمين
وتوجه نداء إلى العرب والمسلمين والأمم والمتحدة وكل العالم: "اصحوا وقفوا مع فلسطين ومع أهل فلسطين ومع القدس، اليوم تذهب البيوت وغدًا سيذهب الأقصى، أوقفوا هذا النزيف وهذا الاستيطان، هذا السرطان الإسرائيلي الذي ينهش بيوتنا وشبابنا وأراضينا".
كما تناشد نورا "كل عربي حر وكل مسلم حر وكل أجنبي حر للوقوف إلى جانب القدس وسلوان وجنين والشيخ جراح". وتقول: "اسمعوا صوتنا يا عرب يا مسلمين".
وصدر قرار الإخلاء وجرى تنفيذه بعدما أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية، قرارًا سابقًا بإنهاء عقد الإيجار المحمي للزوجين المسنين، نورا صب لبن (68 عامًا) ومصطفى صب لبن (72 عامًا) لإفساح المجال للاستيلاء على العقار من قبل جمعية “جاليتسيا” الاستيطانيّة التي تسعى لإخلاء العائلة منذ العام 2010.