تتميز معظم الطائرات التجارية في العالم بكسوة بيضاء في الغالب، إلا في بعض الأقسام الصغيرة التي تضم ألوانًا أخرى، وتكون عادة حول الذيل.
فلماذا تكون معظم طائرات الركاب التجارية والخاصة باللون الأبيض، ولماذا تفضل شركات الطيران استخدام هذا اللون تحديدًا لطائراتها؟
باختصار، لا يعد اختيار اللون الأبيض للمركبات الجوية مجرد تفضيل تصميمي، بل له أسباب عملية تتعلق بالعديد من الجوانب المهمة في عالم الطيران.
لماذا معظم الطائرات لونها أبيض؟
هناك أسباب عدة تجعل من الأبيض اللون المفضل للطائرات التجارية، أبرزها:
1. توفير المال
ليس سرًا أن التوفير في التكاليف هو هدف أساسي لكل الشركات التجارية والمصانع، ومن بينها أيضًا قطاع الطيران التجاري الحديث.
فبعد السلامة، تعتبر "الأرباح" المحرك الأكبر لاتخاذ القرارات في الصناعة، ويمتد ذلك إلى الطلاء.
وعادةً ما تتطلب طائرة الركاب النموذجية ذات المحركين ما يتراوح بين 80 إلى 120 غالونًا من الطلاء، بتكلفة تصل إلى 300 ألف دولار أميركي، وفق موقع "ريدرز دايجست".
كما أن الطلاء الأبيض يأخذ وقتًا أطول ليتلاشى مقارنة بالألوان الداكنة، ما يعني أن الطائرات البيضاء تحتاج لإعادة طلاء بعد فترة أطول من تلك الملونة.
إلى ذلك، يُشاع أن الطلاء الأبيض غالبًا ما يكون "أخفّ" وزنًا من الألوان الداكنة، إلا أن ذلك لم يثبت علميًا.
2. التحكم بدرجة الحرارة
بحسب "فلايت رادار 24"، فإن اللون الأبيض يعكس ضوء الشمس وبالتالي يحد من امتصاص هيكل الطائرة للحرارة العالية ما يساهم في إبقائها باردةً.
في هذا الصدد، يستشهد الموقع المتخصص بأخبار الملاحة الجوية بطائرة "كونكورد" التي وصفها بأنها تعطي مثالًا ممتازًا.
وفي المثال، ساعد هيكل الطائرة الأبيض على حمايتها من درجات الحرارة، التي تلامس الـ127 درجة مئوية أثناء تحليقها على سرعة أسرع من الصوت.
3. الصيانة ومخاوف السلامة
بالإضافة إلى ذلك، من المعلوم أن معظم السوائل المستخدمة في محركات الطائرات داكنة اللون، وعليه يساعد سطح الطائرة الأبيض عمال الصيانة على تحديد تسربات المواد مثل الوقود، والزيت، والسوائل الهيدروليكية فضلًا عن أنه يسهل رصد التشققات في الهيكل.
كما أن الطائرة البيضاء عادةً ما تكون أكثر وضوحًا في حالات البحث والإنقاذ، فضلاً عن كونها أكثر وضوحًا للطيور.
4. تغييرات الملكية
يعتبر حوالي نصف الطائرات التجارية في العالم مستأجرًا بحسب "فلايت رادار 24"، ويتضمن عقد الاستئجار قيام شركة الطيران باستئجار الطائرة وأحيانًا الطاقم من الشركة المصنّعة لعدد محدد مسبقًا من السنوات.
وعليه، عندما تتغير الطائرات بانتظام بين المشغلين، يكون تغيير العلامة التجارية باللون الأبيض في الغالب أسهل وأرخص.
كيف تعتمد شركات الطيران ألوانها؟
في السابق، كانت شركات الطيران تعتمد إدخال الألوان وعلامتها التجارية على جسم طائراتها.
وكان هناك ما يعرف باسم "خط الغش"، الذي كان من التصاميم الشائعة بين الخمسينيات والثمانينيات من القرن الماضي، حيث كان يتميز بخط أو خطوط ملونة على طول نوافذ المسافرين.
لكن هذا التصميم أصبح قديم الطراز في العقود الأخيرة، وأحد الأمثلة القليلة المتبقية "لخط الغش" موجود لدى الخطوط الجوية السنغافورية (SQ).
بعدها، أصبح من الشائع أن تركز شركات الطيران اللون على ذيل الطائرة، حيث تعد مجموعة الذيل نفسها بمثابة لوحة إعلانات الطائرة.
كما شهدنا مؤخرًا اتجاهًا نحو توسيع رقعة اللون ليستمر من الذيل نحو الجزء الخلفي من جسم الطائرة، مما يخلق بعض التجانس في كسوة شركات الطيران المعاصرة.
الاستثناءات
في المقابل، هناك بعض الشركات التي تكسر قاعدة اللون الأبيض للطائرات بشكل كامل، بحيث يختار بعض المشغلين اتباع نهج كامل للألوان.
ولعل أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو شركة طيران "ساوثويست" (WN) الأميركية منخفضة التكلفة، التي تتميز باللون الأزرق والأصفر والأحمر الذي يمتد على كامل جسم الطائرة.
وفي أوروبا، تتميز طائرات شركة الطيران الأيسلندية "بلاي" PLAY Airlines باللون الأحمر بالكامل.
ومن المثير للاهتمام، أن نلاحظ أن هذه الاستثناءات أكثر شيوعًا بين شركات النقل منخفضة التكلفة، مما يشير إلى أن هدف إبراز وعرض العلامة التجارية بشكل جريء قد يتفوق على هدف خفض تكلفة الطلاء.
