الثلاثاء 7 مايو / مايو 2024

سفن أميركية وطائرات صينية قرب تايوان.. روسيا: زيارة بيلوسي استفزازية

سفن أميركية وطائرات صينية قرب تايوان.. روسيا: زيارة بيلوسي استفزازية

Changed

نافذة على "العربي" حول زيارة نانسي بيلوسي لتايوان ودلالاتها (الصورة: الأناضول)

أعلن مسؤولون في تايبيه أن أكثر من 20 طائرة عسكرية صينية دخلت منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي لتايوان (أديز) الثلاثاء.

ما تزال زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، مساء الثلاثاء، إلى تايوان، تثير ردود فعل صينية غاضبة، في وقت اعتبرت فيه موسكو، أن من حق الصين اتخاذ إجراءات لحماية سيادتها، واصفة زيارة بيلوسي بأنها "استفزاز واضح".

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن "الجانب الصيني لديه الحق في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية سيادته وسلامة أراضيه في ما يتعلّق بقضية تايوان". ووصفت موسكو زيارة بيلوسي بأنها "استفزاز واضح" يهدف إلى احتواء الصين.

وأعلنت نانسي بيلوسي، مساء الثلاثاء، أن زيارتها لتايوان "لا تتعارض بأي حال مع سياسة الولايات المتحدة طويلة الأمد"، وذلك بعيد وصولها إلى تايوان في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 25 عامًا، متحدية التحذيرات الصينية من "التداعيات الخطيرة" للزيارة.

وقالت بيلوسي، في بيان صدر عن مكتبها، نشر على موقعها الإلكتروني: إن "زيارة وفد الكونغرس إلى تايوان تكرس التزام الولايات المتحدة الثابت بدعم الديمقراطية في تايوان".

طائرات صينية تدخل المجال الجوي لتايوان

في غضون ذلك، أعلن مسؤولون في تايبيه أن أكثر من 20 طائرة عسكرية صينية دخلت منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي لتايوان (أديز) الثلاثاء.

وتشكل هذه الخطوة تصعيدًا خطيرًا، وخاصة أنه يتزامن مع زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي، المثيرة للجدل، إلى الجزيرة التي تعتبرها بكين جزءًا من أراضيها.

وذكرت وزارة الدفاع في الجزيرة، وهي حليف للولايات المتحدة، في بيان على تويتر: "دخلت 21 طائرة تابعة لجيش التحرير الشعبي، إلى جنوب غرب منطقة أديز في تايوان في 2 آب/أغسطس 2022".

ومنطقة "أديز" مختلفة عن المجال الجوي الإقليمي لتايوان، لكنها تشمل منطقة أكبر بكثير تتداخل مع جزء من "منطقة تمييز الهوية لأغراض الدفاع الجوي" التابعة للصين وحتى بعض أجزاء البر الرئيسي.

سلامة أعضاء الكونغرس

بموازاة ذلك، جابت سفن أميركية عدّة منطقة تايوان، اليوم الثلاثاء، مع وصول بيلوسي إلى تايوان، وفقًا لمصادر عسكرية أميركية.

وفي الوقت الذي توعّدت فيه الصين بشنّ "أعمال عسكرية محدّدة الأهداف" ردًا على زيارة بيلوسي، أعلن الأسطول الأميركي السابع في تغريدة أن حاملة الطائرات "يو إس إس رونالد ريغان" التي تجوب المنطقة منذ بداية يوليو/تموز الماضي، موجودة في بحر الفليبين جنوب تايوان.

ونشرت البحرية الأميركية صورًا لـ"يو إس إس رونالد ريغان" وهي تقوم بمناورات مع سفينة الإمداد "يو إس إس كارل براشير" الأحد.

وبيّن مسؤول أميركي طلب عدم ذكر اسمه، أن حاملة الطائرات ومجموعتها المحمولة جوًا "تنفّذ مهمّة روتينية في غرب المحيط الهادئ".

في الوقت نفسه، تجوّلت سفينة برمائية تابعة لسلاح البحرية وهي "يو إس إس طرابلس" في شرق تايوان، وفقاً للمعهد البحري الأميركي (USNI)، وهو منظمة مستقلة لكنّها قريبة من البحرية الأميركية.

وأشار المعهد البحري الأميركي إلى أن "يو إس إس رونالد ريغان" و"يو إس إس طرابلس" كلتاهما حاملتان لأحدث طراز من طائرات "إف 35".

من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أن وجود هاتين السفينتين في المنطقة ليس مرتبطًا بزيارة بيلوسي، التي تعدّ المسؤولة الأميركية الأرفع التي تزور الجزيرة منذ زيارة سلفها نيوت غينغريش في العام 1997.

وأوضح المتحدث باسم الوزارة الثلاثاء بالقول: "من الواضح أننا نتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان سلامة أعضاء الكونغرس أينما اختاروا الذهاب ومتى أرادوا السفر".

تفادي الاستفزاز

وفي هذا الإطار، قال مراسل "العربي" من واشنطن، زيد بنيامين، إن البيت الأبيض يحاول أن يتفادى أي استفزاز في تصريحات الصين وجعل الأمر أكثر مما عليه الآن.

وأضاف المراسل، أن منسقة الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي كانت تقلل من قيمة الزيارة وأنه من غير المعتاد أن يزور وفد من الكونغرس تايوان، مضيفًا أن واشنطن كانت تتوقع الأنشطة العسكرية الصينية للرد على الزيارة.

وأشار المراسل، إلى أن تفاصيل الزيارة طي الكتمان، وخاصة أن هناك ترويجا بأن بيلوسي ستلتقي رئيس تايوان الأربعاء، ثم تتوجه إلى المجلس التشريعي.

واشنطن قد تخطت الخط الأحمر

بدوره قال دينغ لونغ، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة شنغهاي، لـ "العربي" من بكين، إن الصين تعتبر تايوان جزءا من الصين ومن الشأن الداخلي لها، وخاصة أن الولايات المتحدة قدمت تعهدات لبكين على سياسة الصين الواحدة.

واستدرك لونغ قائلًا: "إن زيارة بيلوسي تعد انتهاكًا لمبدأ الصين الواحدة، وخاصة أن بكين تعتقد أن واشنطن قد تخطت الخط الأحمر في العلاقات بينهما".

ورأى لونغ، أن "زيارة بيلوسي تشجع على الخطوات الانفصالية في تايوان، ولذلك ستكون هناك إجراءات ضد تايوان وضد الولايات المتحدة، منها إجراءات عسكرية وسياسية واقتصادية، وخاصة أن الجيش الصيني سيقوم بتدريبات حول الجزيرة، وهي خطوة نادرة جدًا، لكن هذا يدل على صيانة بكين لسيادتها على تايوان".

واستبعد لونغ، أن "تكون هناك علاقة بين الملف الأوكراني والتايواني، إذ إن الردود الصينية مقتصرة على حماية سيادتها".   

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close