الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

البابا "مصمّم" على زيارة العراق.. وفاة متعاقد مدني إثر هجوم "عين الأسد"

البابا "مصمّم" على زيارة العراق.. وفاة متعاقد مدني إثر هجوم "عين الأسد"

Changed

أكد البابا فرنسيس أنه "ما زال مصمّمًا" على القيام بزيارته التاريخية للعراق بعد يومين. وقال: "بعد غد إن شاء الله سأذهب إلى العراق في زيارة حج لثلاثة أيام".

كشفت مصادر أمنية عراقية وغربية، اليوم الأربعاء، أنّ الهجوم الذي استهدف صباحًا قاعدة عين الأسد التي تضم قوات أميركية في الأنبار بغرب العراق، أدّى إلى وفاة متعاقد مدني مع التحالف الغربي جراء نوبة قلبية.

وجاء الهجوم قبل يومين من زيارة البابا فرنسيس التاريخية إلى العراق، ما ذكّر بالصعوبات اللوجستية التي تحيط بزيارة البابا، لا سيما مع انتشار موجة ثانية من وباء كوفيد-19 ووسط تدابير إغلاق لمكافحتها.

وبحسب مراسل "العربي"، فإنّ الهجوم تمّ بعشرة صواريخ على الأقلّ من نوع غراد، فيما وجدت قوات الأمن العراقية منصّة الإطلاق في منطقة البيادر غرب قضاء البغدادي حيث توجد قاعدة عين الأسد.

البابا فرنسيس سيزور العراق

وفيما أثار الهجوم تساؤلات حول إمكان إلغاء البابا فرنسيس لزيارته المجدولة بعد يومين إلى العراق، التي تحيط بها الصعوبات اللوجستية أصلًا، سارع البابا (84 عامًا)، لتأكيد عدم حصول أي تغيير على خطتها.

وأوضح البابا في عظته الأسبوعية، أنه "ما زال مصمّمًا" على القيام بزيارته التاريخية للعراق بعد يومين. وقال: "بعد غد إن شاء الله سأذهب إلى العراق في زيارة حج لثلاثة أيام"، مضيفًا: "أردت لوقت طويل مقابلة هذا الشعب الذي عانى كثيرًا".

ودعا البابا المؤمنين إلى الصلاة من أجل هذه الرحلة الأولى لحبر أعظم إلى العراق، ويأمل من خلالها تشجيع المسيحيين الذين يتراجع عددهم على البقاء في بلدهم، وتعزيز تواصله مع الإسلام.

وقال البابا: "أطلب منكم أن ترافقوا هذه الرحلة الرسولية بصلواتكم حتى تتم بأفضل طريقة ممكنة، وتؤدي إلى النتائج المرجوة". 

وأضاف أن "الشعب العراقي ينتظرنا، وكان ينتظر يوحنا بولس الثاني الذي كان ممنوعًا من السفر إلى هناك. لا يمكن أن نخيب أمل شعب للمرة الثانية. لنصلي من أجل أن تنجح هذه الرحلة". 

تفاصيل الهجوم على قاعدة "عين الأسد"

وفيما يتعلق بالهجوم على قاعدة "عين الأسد" العراقية، أوضح المتحدث باسم التحالف الدولي في العراق واين ماروتو في تغريدة أن "عشرة صواريخ استهدفت قاعدة عسكرية عراقية هي قاعدة عين الأسد التي تضم قوات من التحالف في 3 مارس/ آذار 2021". 

وأضاف ماروتو أن "قوات الأمن العراقية تقود التحقيق" في الهجوم، علمًا أن واشنطن غالبًا ما تنسب الهجمات المماثلة لفصائل مسلحة موالية لإيران.

وأفادت خلية الإعلام الأمني التابعة لقيادة القوات الأمنية العراقية بدورها عن "سقوط عشرة صواريخ من نوع غراد على قاعدة عين الأسد، من دون خسائر تذكر".

ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصدر عسكري عراقي، هو ضابط برتبة مقدم في الجيش، تأكيده وقوع الهجوم. وقال: "تعرضت القاعدة صباح اليوم لهجوم بـ10 صواريخ كاتيوشا على الأقل". وأضاف: "لا نعرف فيما إذا كانت هناك خسائر بشرية أو مادية جراء الهجوم الصاروخي".

ولم يصدر أي بيان فوري من الحكومة العراقية عن الهجوم أو الخسائر الناتجة عنه، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه.

صواريخ "آراش" إيرانية الصنع قصفت "عين الأسد"

من جهتها، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصادر أمنية غربية تأكيدها أن الصواريخ التي استهدفت القاعدة هي من نوع "آراش" إيرانية الصنع، وهي ذات دقّة أعلى من الصواريخ التي تستهدف عادة مواقع غربية في البلاد.

وصواريخ "آراش" هي نسخة إيرانية الصنع من طراز "غراد". وتحدّث تقرير نشرته وكالة "تسنيم" الإيرانية في تموز/ يوليو 2020، عن تطوير الحرس الثوري الإيراني هذه الصواريخ بهدف جعلها أكثر دقّة، لتصبح دقة تصويبها سبعة أمتار.

وبحسب تسنيم، يبلغ عيار هذه الصواريخ 122 ملم ومداها 22 كلم، وهي مزوّدة برأس حربي يبلغ وزنه 19 كلغم، في حين أن الوزن الاجمالي للصواريخ يبلغ 64 كلغم.  

وتملك كل من الولايات المتحدة وإيران حضورًا عسكريًا في العراق؛ إذ تقود الولايات المتحدة التحالف الدولي الذي يساعد العراق في محاربة "تنظيم الدولة" منذ 2014، وتنشر نحو 2500 عسكري في البلاد. 

من جهتها تدعم إيران قوات الحشد الشعبي المنضوية في إطار الدولة العراقية، وهي عبارة عن تحالف فصائل عسكرية يضم العديد من المجموعات الموالية لطهران. 

هجمات ورد

وتكثفت الهجمات في الآونة الأخيرة على مواقع تضم قوات أجنبية، فاستهدف قبل أكثر من أسبوعين مجمع عسكري في مطار أربيل بشمال العراق تتمركز فيه قوات أجنبية من التحالف. وأدى ذلك الهجوم إلى سقوط قتيلين بينهم متعاقد مدني أجنبي يعمل مع التحالف.

 وفي فبراير/ شباط أيضًا، سقطت صواريخ قرب السفارة الأميركية في العراق، وأخرى على قاعدة بلد الجوية شمالًا، في هجوم أسفر عن جرح موظف عراقي يعمل في شركة أميركية لصيانة طائرات "أف -16". 

وفي 26 فبراير، استهدف قصف أميركي كتائب حزب الله وهو فصيل عراقي موالٍ لإيران على الحدود السورية العراقية. وفي حين أكدت الولايات المتحدة أن  القصف وقع على الجانب السوري من الحدود، إلا أن الكتائب قالت إن أحد مقاتليها قضى في الجانب العراقي.

وجاء الهجوم ردًا على استهداف الأميركيين في العراق. وقال الرئيس الأميركي جو بايدن حينها: إن الضربات الجوية الأميركية في شرق سوريا يجب أن تنظر إليها إيران على أنها تحذير.

وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي تعهد بوقف الهجمات الصاروخية لكنه يواجه صعوبة في محاسبة الفصائل المسؤولة، ما يثير استياء الولايات المتحدة. 

وفي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، هددت الولايات المتحدة بإغلاق سفارتها في بغداد إذا لم تتوقف الهجمات فوافقت الجماعات المسلحة على "هدنة" لأجل غير مسمى. لكن وقعت عدة انتهاكات على نحو متقطع منذ ذلك الحين.

المصادر:
العربي / وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close